جمال الشريف يكتب عن كأس آسيا (3): قصتي مع بطولة 1996 وإشادة فوترو

15 يناير 2024
جمال الشريف واحد من أنجح الحكام الآسيويين والعرب (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

كانت لمشاركتي في نهائيات كأس آسيا في نسختها العاشرة هيروشيما 1992، وإدارتي المباراة النهائية فيها، ثم مشاركتي الثالثة في نهائيات كأس العالم في أميركا 1994 وإدارتي ثلاث مباريات فيها، أثرٌ إيجابي كبير على مسيرتي التحكيمية، وهو أمر كان من الصعب على حكم عربي أو آسيوي تحقيقه في ذلك الوقت.

كلّ هذا جعل من مشاركتي في النهائيات الآسيوية في نسختها الحادية عشرة في الإمارات 1996 عاملاً مهماً لرفع التحدي وزيادة الطموح، لأنّ مساحة التجربة زادت وتعمقت، وهذا بالتأكيد يزيد من حجم المسؤولية ويرفع من سقف الآمال. 

مسيرتي في النسخة الحادية عشرة من كأس آسيا في الإمارات 1996 مرت أيضاً بمحطتين هامتين، جمعت الأولى منتخب الكويت الشقيق ونظيره الإندونيسي في دور المجموعات وجرت في أبوظبي، سجل فيها المنتخب الإندونيسي المتطور آنذاك مفاجأة بتعادله مع المنتخب الكويتي بهدفين لكلّ منهما، بعد أن أنهى الشوط الأول لمصلحته بهدفين مقابل لا شيء.

استطاع المنتخب الكويتي في الشوط الثاني قلب الطاولة على منافسه وتسجيل هدفين في الربع الأخير من المباراة، التي شهدت منافسة مثيرة وتقلبات دراماتيكية زادت الشد العصبي، ما جعلني أتعامل معها بهدوء وثقة وانضباط وحتى باستمتاع، مدركاً أن أدائي في المباراة الأولى هو مدخلي الى البطولة، وهذا ما كان، فقد أثنى ضيف البطولة الحكم الدولي الفرنسي الشهير ميشيل فوترو على الأداء التحكيمي خلال المباراة، وتحديداً حيال طريقة التعامل مع مجرياتها وتقلباتها وركلة الجزاء المحتسبة فيها... هذه المباراة كانت مباراة الاطمئنان على الجاهزية والحضور.

جاءت المحطة الثانية بعد 14 يوماً من المباراة الأولى، وكانت في الدور ربع النهائي، وهي واحدة من أهم مباريات البطولة تلك التي جمعت منتخبي إيران وكوريا الجنوبية، والتي ارتقت إلى مستوى مباريات ربع النهائي، أداءً وأهدافاً،  فتقدم الكوريون في الشوط الأول بهدفين مقابل واحد، لكنّ المنتخب الإيراني نزل إلى الشوط الثاني بأداء وحماس مختلفين متسلحاً بجمهور إيراني كبير، أشعل المدرجات وزاد من سخونة المنافسة، فأمطر الإيرانيون المرمى الكوري بخمسة أهداف، وسطر علي دائي، الهداف التاريخي لايران، اسمه عندما دك شباك الشمشون بأربعة أهداف، منها ركلة جزاء، خلال 22 دقيقة، مكملاً مهرجان الأهداف بواحدة من أجمل المباريات في تاريخ البطولة.

المساهمون