ثورة في الدوريات الأوروبية الكبرى: أبطال الموسم الماضي خارج الصدارة

11 أكتوبر 2023
حاملو اللقب فقدوا الصدارة سريعاً (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

تُواجه الأندية التي توجت في الموسم الماضي بألقاب الدوريات الأوروبية أزمات عدة مع بداية الموسم الجديد، وذلك في حملة الدفاع عن اللقب الذي حصدته في الموسم الماضي، حيث شهدت بداية الموسم نتائج غير متوقعة، فكانت المفاجآت حاضرة في كل الدوريات تقريباً.

والقاسم المشترك بين كل الدوريات القوية، أنه ليس هناك أيّ فريق تُوج خلال الموسم الماضي في المركز الأول أو في الصدارة، بل إن البعض منها يواجه أزمات قوية إضافة إلى النتائج الرياضية الكارثية التي خالفت كل التوقعات، ما يوحي بأن الموسم قد يعرف في نهايته أبطالاً جدداً في الدوريات القوية.

وتخلى مانشستر سيتي، بطل الدوري الإنكليزي في آخر 3 مواسم، عن صدارة الترتيب للمرة الأولى منذ عدة أسابيع؛ فقد تعثر مرّتين توالياً ليفقد المركز الأول لفائدة توتنهام وكذلك أرسنال، فمن النادر أن انقاد مانشستر سيتي إلى الهزيمة مرّتين تواليا في الدوري المحلي، حيث يفرض سيطرة كاملة على المنافسات، وهو ما جعله يحصد اللقب قبل أسابيع من نهاية السباق في بعض المناسبات، ولكنه هذا الموسم بات مهدداً بخسارة اللقب.

أما بايرن ميونخ، الذي يُتوج بالدوري الألماني منذ أكثر من عقد ولا يترك لمنافسيه فرصة المنافسة على اللقب إلا في مناسبات قليلة مثل الموسم الماضي، فإنه تخلى بدوره عن الصدارة، حيث يحتل المركز الثالث في الترتيب خلف باير ليفركوزن وشتوتغارت، ورغم أن الفارق ليس مهما ويمكن لبايرن التعويض، إلا أن الأزمات التي ضربت النادي في صراع بخلافات بين المدرب وإدارة النادي، أو في علاقته مع عدد من النجوم الغاضبين من عدم الاعتماد عليهم باستمرار، تؤكد أن موسم بايرن سيكون مختلفا عن السابق، وأن حصد اللقب لن يكون أمرا سهلا، بل قد نشهد نهاية هيمنته التاريخية على الدوري والتي امتدت سنوات طويلة، وساهمت في تراجع الإقبال على متابعة مباريات "البوندسليغا" حيث كان بايرن يفرض سيطرته منذ المباريات الأولى حتى الأسبوع الأخير، دون أدنى منافسة بما أنه يملك أفضل النجوم.

وحقق باريس سان جيرمان في أول 7 مباريات في الدوري، البداية الأضعف منذ عام 2011 في الدوري الفرنسي، وهو مؤشر على أن الفريق تراجع كثيرا، ولم يكن قادرا على تحقيق طموحات جماهيره التي توقعت منه أن يُسيطر على المنافسات سريعاً، بعد الصفقات القوية التي قام بها، ولكنه خيّب الآمال رغم أنه حقق انتصاراً مثيراً في آخر مواجهة إضافة إلى انتصاره الكبير في الكلاسيكو على مرسيليا، ولكن أداء الفريق لم يكن مقنعاً، والمدرب لويس إنريكي مطالب بالتدارك سريعاً، لأن خسارة المزيد من النقاط ستكلف الفريق غالياً وتجعله يخسر الكثير من فرص المحافظة على اللقب ودعم رصيده كصاحب أكبر عدد من التتويجات في الدوري الفرنسي على مرّ التاريخ. ويحتل الباريسي المركز الثالث بفارق نقطتين عن المتصدّر، ولكن الفارق كان أكبر قبل التوقف الدولي، والفريق يبقى قادرا على التعويض خاصة في حال ظهر كل نجومه بمستواهم العادي وهو الأقرب من بين الأندية التي توجت في الموسم الماضي، على المحافظة على لقبه في نهاية السباق.

ورغم أنه لم يعرف الهزيمة بعد في الدوري الإسباني، إلا أن نادي برشلونة لم يقدر على تصدّر الترتيب، حيث فقد الفريق 6 نقاط بسقوطه متعادلاً مع أندية أقل منه من حيث القدرات والمستوى الفني، وهو ما استغله ريال مدريد الذي يتصدّر الترتيب حاليا بفارق 3 نقاط عن برشلونة بطل الموسم الماضي، حيث يبدو الريال مصرا على تخطي كل الصعوبات التي يمكن أن تعيقه في سبيل الحصول على اللقب مجدداً بعدما فقده في الموسم الماضي لفائدة نادي برشلونة، ويبدو الصراع محتدماً أكثر هذا الموسم بما أن برشلونة لم يعد مهددا بريال مدريد فقط، بل يمكن أن يواجه مقاومة قوية من قبل فريق أتلتيكو مدريد أيضا، وبالتالي فإن الثلاثي الذي توج بالدوري الإسباني في آخر 3 مواسم جاهز هذا الموسم، لرفع التحدي مع توقعات بأن يواجه النادي الكتالوني عقوبات خلال هذا الموسم مع ارتفاع قائمة المصابين في صفوفه والتي قد تمنع المدرب تشافي من الاستعانة بالتشكيل المثالي، وبالتالي قد يجد الفريق نفسه في ورطة حقيقية.

وبات نابولي خارج دائرة المرشحين للتتويج بالدوري الإيطالي بعد بداية صعبة للغاية، حيث سقط الفريق مرّتين في فخ الهزيمة على ميدانه في أول 8 مباريات، ويحتل المركز الخامس على بعد 7 نقاط من ميلان المتصدّر، وتنتظره مباريات قوية في الأسابيع القادمة، ما سيجعل مهمته شديدة التعقيد، كما عاش الفريق على وقع أزمات قوية في علاقة بنجمه الأول فيكتور أوسيمين.

كما أن مدربه الفرنسي رودي غارسيا بات قريبا من الرحيل عن النادي، بما أن علاقته بنجوم الفريق متوترة للغاية، إضافة إلى أن الجماهير غير راضية بالمرة عن أسلوب لعبه، الذي أفقد الفريق نقاط القوة التي ميزته في الموسم الماضي وجعلته يحصد لقب الكالتشيو، بعدما قدم عروضاً قوية وأداء مقنعاً في كل المباريات، غير أن الوضع اختلف بالكامل في الفترة الحالية، والفريق يواجه مشاكل في المباريات وأرقامه الدفاعية أو الهجومية في تراجع كبير للغاية، ولهذا فإن الجماهير فقدت منطقياً آمال مشاهدة فريقها متألقاً للموسم الثاني توالياً وطموحه الأكبر هو التأهل مجددا لدوري الأبطال.

المساهمون