تغيير بوصلة "الريال"

05 مارس 2022
فيسنيوس تألق مع ريال مدريد (أنخيل مارتنيز/Getty)
+ الخط -

منذ بداية التسعينيات، مرورا بحقبة "الغلاكتيكوس" التي بدأت عام 2000، بعد انتخاب فلورونتينو بيريز رئيساً للنادي، وحملة الإيفاء بالعهود، من خلال وصول لويس فيغو وزيدان والظاهرة رونالدو، والإنكليزي ديفيد بيكهام، سارت إدارة ريال مدريد على نهج انتداب النجم الجاهز، الذي بإمكانه تقديم الإضافة سريعاً، لكن هذا الأمر الذي كلف خزانة النادي مبالغ طائلة، يبدو أنه بات يتلاشى نوعا ما، خصوصاً أن بعض التجارب لم يكتب لها النجاح داخل قلعة البرنابيو.

صفقة غاريث بيل والبلجيكي إيدين هازارد، التي لم تقدم ما يوازي ما دفع من أجلها، وتداعيات فيروس كورونا، التي أثرت على مداخيل جميع أندية العالم، فيما لم يكن الريال استثناء، تفاصيل ربما كانت السبب الرئيسي في تغيير بوصلة الريال.

الإدارة ورغم مساعيها لعقد انتدابات كبيرة في الميركاتو الصيفي القادم، يتقدمهم كيليان مبابي، نجم باريس سان جيرمان، وإيرلينغ هالاند، هداف بوروسيا دورتموند، لكن التوجه السائد بات نحو المواهب الشابة، خصوصا بعد نجاحات بعض الخيارات في السنوات الأخيرة.

النظرة، التي مكنت الريال من ضم فينيسيوس جونيور وفيديريكو فالفيردي ورودريغو جويس، الذي أصبحوا نجوما كبار في الفريق الأول، تواصلت من خلال صفقات جديدة، آخرها كان إنريكي هيريرو، صاحب الـ16 عاما، الذي انضم لـ"الميرنغي" من صفوف نادي أينتراخت فرانكفورت الألماني.

بابلو توري، النجم الشاب البالغ من العمر 18 عاماً، والذي نجح في خطف الأضواء رفقة فريقه راسينغ سانتاندير، بات هدفا جديدا لريال مدريد، في الفترة المقبلة، إضافة لماتيوس فرانسا، موهبة فلامنغو البالغ من العمر 17 عاما، الذي لديه شرط جزائي بقيمة 100 مليون يورو، في خطوات تعكس التغيير الجذري في سياسة النادي، والتي ربما ساهم فيها، النهج الذي اتخذه الغريم التقليدي برشلونة في الفترة الأخيرة، من خلال الاعتماد على المواهب الشابة كبيدري وفاتي ومن بعدهم غافي.

عناصر ثابتة تتواجد بخانة الخبرات، كبنزيمة ومودرتيش وكروس، ومواهب شابة قدمت نفسها بقوة في آخر الفترات، توليفة منحت الريال روحا مغايرة، ونجحت في تحقيق النتائج الممزوجة بالأداء الممتع، الأمر الذي ربما سيتواصل السير على خطواته بالمستقبل القريب، مع البحث عن مدرب ينجح في توظيف هذه الأدوات بشكل مثالي، خصوصا أن الإيطالي أنشيلوتي بات لا يُرضي الإدارة ولا الجماهير، وربما تكون مواجهة الإياب ضد باريس سان جيرمان بدوري الأبطال، المسمار الأخير في نعش "كارليتو".

المساهمون