"تعمرينيو" ساحر أذهل الكوريين وغزا قلوب الأردنيين

"تعمرينيو" ساحر أذهل الكوريين وغزا قلوب الأردنيين

06 فبراير 2024
ساهم التعمري في بلوغ الأردن نهائي كأس آسيا 2023 (/Getty)
+ الخط -

"تعمرينيو". كلمة باتت أشهر من نارٍ على علم في مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الثلاثاء، بعدما تلاعب نجم منتخب الأردن موسى التعمري بلاعبي ومدافعي كوريا الجنوبية في نصف نهائي كأس آسيا 2023 لكرة القدم على استاد أحمد بن علي بطريقة رائعة قبل أن يهزّ الشباك.

وعلى طريقة كبار نجوم البرازيل، راوغ فنان الكرة، التعمري خصومه وكأنه استلهم روح نجوم السامبا السابقين، حتى أن حسن العيدروس معلق المباراة على "بي إن سبورتس" وصفه بتعمرينيو، في إشارة إلى العديد من النجوم البرازيليين السابقين أمثال رونالدينيو وريفيلينو (بطل مونديال 1970) وروبينيو وسيسينيو وسلفينيو وجونينيو وآخرين، ليقود بلاده إلى نهائي كأس آسيا بعد الفوز 2-0 على كوريا.

حكاية بطل: تعمرينيو

في داخل أحضان العاصمة الأردنية عمان، ولد التعمري في عام 1997، هناك بدأت قصة ارتباطه وعشقه لكرة القدم، كان موهوباً بالفطرة صاحب قدم يسرى تلدغ حراس أبناء جيله، سريعاً ومراوغاً، صعب المراس والمراقبة، متعبٌ لكلّ من حاول إيقافه.

بدأ التعمري ممارسة اللعبة المحببة إلى قلبه مع نادي شباب الأردن، سمعته كان تسبقه، كان اسمه على ألسنة المتابعين للفئات العمرية والدوري الأردني، وذاع صيته بشكل سريع، كان موهبة تنذر بأنّه مشروع نجم عالمي، وهو الذي لعب معاراً في 2017 مع نادي الجزيرة وشارك في كأس الاتحاد الآسيوي 2018 وسجل 6 أهداف في 10 مباريات.

لم يبتعد التعمري عن منطقة الشرق الأوسط كثيراً، كان قريباً نسبياً من الأردن، تحديداً في قبرص، الدولة المصنفة على الاتحاد الأوروبي والتي تمتلك أندية تشارك في دوري أبطال أوروبا وكذلك الدوري الأوروبي.

الأجواء في نيقوسيا ساعدت التعمري على التأقلم، وبات هناك معشوقاً لجماهير نادي أبويل، فقاده للقب الدوري وحصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري في موسم 2018-2019.

كانت تلك الخطوة الأولى له على سلم النجومية، وكان لا بدّ للموهبة أن تنفجر أكثر ويسطع بريقها في سماء أوروبا، اتجه صوب الدوري البلجيكي للعب في صفوف نادي لوفين، ربما لم تكن البداية سهلة، في بلدٍ جديد وأجواء مغايرة عن الأردن وقبرص.

رغم كلّ الصعوبات التي تواجه اللاعب العربي في الاحتراف بأوروبا، لا سيما أولئك القادمين من منطقة الشرق الأوسط، بعكس التوانسة والجزائريين والمغاربة الذين اعتادوا هذه التجارب لسنوات طويلة، استطاع التعمري أن يكون البطل الذي يخلق من الظروف الصعبة درب نجاحٍ معبدّة بالعمل المتواصل.

وكما لا يمكن حجب ضوء الشمس، كان من الصعب أن تبقى هذه الموهبة الأردنية في الدوري البلجيكي، فكان مونبلييه الفائز الأبرز، حين ضمّه في 11 مايو/ أيار 2023 إلى صفوفه بعقد لـ3 سنوات، وأصبح أول أردني يلعب في الليغ 1 وأول "نشمي" في الدوريات الخمس الكبرى، رغم اهتمام العديد من الأندية على غرار ليفانتي وبلاكبرن وفنربخشة والدوري الأميركي وكذلك دوريات خليجية.

وبعد تأكيده أهميته في مونبلييه، جاء إلى كأس آسيا نجماً، لا يقل عن بقية النجوم، وأكد للجميع أنّه قادرٌ على مقارعة الكبار، وقريباً اللعب في أندية تنافس على أفضل ألقاب دوريات القارة العجوز، نعم هذه قصة تعمرينيو القادم من أحياء عمّان، العابقة بالتاريخ.

المساهمون