وأخيراً انتهت أزمة بيع ملكية نادي تشلسي الإنكليزي، بعد العقوبات التي وقعت على الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، المالك السابق للبلوز، التي تمثّلت بتجميد ممتلكاته وأرصدته وحساباته البنكية، لعلاقته القوية بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والعقوبات التي فرضت علي روسيا بعد اغزو أوكرانيا.
حاول أبراموفيتش بيع النادي قبل صدور القرار من قبل الحكومة البريطانية بمطلع أبريل، وصدور العقوبات بتجميد ملكيته لنادي تشلسي، ليجري تعيين لجنة للإشراف الإداري والمالي هدفها تسيير الأوضاع كمخرج قانوني، مع تحديد موعد لنهاية الإشراف، يوم 31 مايو/أيار وبيع الملكية آنذاك، وإلا سيتم توقيع عقوبات على النادي.
أهم تلك العقوبات، هبوط النادي من الدوري الإنكليزي الممتاز، ما سيترتب علي ذلك من خسائر مادية وعقود وانتقالات ومستحقات اللاعبين وتذاكر المباريات ومتاجر النادي.
تقدّم أكثر من اسم لشراء النادي أبرزهم نيك كاندي رجل الأعمال البريطاني، واستيفن باجليوكا مالك نادي بوسطن سيلتك الأميركي الذي يمتلك أسهماً في نادي أتلانتا الإيطالي، والبريطاني جيم راتكليف أغنى رجل في بريطانيا بأقوى عرض وصل إلى 4 مليار جنيه إسترليني، إلى أن حسمت الصفقة لصالح تحالف أميركي بقيادة الملياردير الأميركي تود بويلي وشركاء آخريين بمقابل 4,25 مليار جنيه إسترليني.
الجدير بالذكر ان تود بويلي يعمل في مجال الترفيه والتأمين والرياضة، ويملك 20% من أسهم لوس أنجليس دودجيرز للبيسبول وفريق لوس أنجليس سباركس لكرة السلة، وتوزعت القيمة المدفوعة على النحو التالي (مع عدم استرداد أبراموفيتش أي أموال من قيمة البيع) 2,5 مليار للجمعيات الخيرية واستثمار 1,750 مليار جنيه إسترليني لتطوير الملعب ومصاريف الفريق الأول للرجال والسيدات وفرق الأكاديمية، مع وضع شروط قاسية من قبل الحكومة البريطانية بضمان الاستقرار المادي للنادي منها عدم توزيع أرباح حتى 2032، وعدم بيع أسهم لمدة 10 سنوات.
عهد أميركي لتشلسي مع تود بويلي وشركائه يصعب مهمته حين سيقارن بما حققه الروسي رومان أبراموفيتش، الذي قام بشراء النادي بـ140 مليون جنيه إسترليني، فيما تخطى حجم إنفاقه المليار جنيه إسترليني، وضم نجوماً ومدربين، وحقق البطولات، وشعبية تضاعفت محلياً وعالمياً وعربياً، فالتعاقد مع نجوم في حجم شيفشينكو ومايكل بالاك وديديه دروغبا وفرناندو توريس ودافيد لويس وماكليلي، إضافة إلى ويليان وبيتر تشيك وأوسكار وهازارد وهافارتس وفيرنر ولوكاكو...... ومدربين أمثال جوزيه مورينيو وكلاوديو رانييري ودي ماتيو وأنطونيو كونتي وكارلو أنشيلوتي وغوس هيدينك ورافا بينيتز وماوريسيو ساري و أخيراً توماس توخيل.
كلّ هذه الأسماء صنعت مجدًا تاريخياً خلال 19 عاماً، بفترة ملكية أبراموفيتش حقق البلوز 21 لقباً محلياً وقارياً وعالمياً (5 دوري إنكليزي و4 ألقاب في كأس إنكلترا، ولقب في كأس الرابطة، ولقبين في بطولة درع المجتمع (الدرع الخيرية سابقاً)، وخاصة لقبي دوري أبطال أوروبا، ومرتين لقب الدوري الأوروبي وكأس العالم للأندية.
هل يبدأ العهد الأميركي لتشلسي بلقب كأس الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم يوم 14 مايو أمام ليفربول في ملعب ويمبلي، والترشح لدوري الأبطال العام القادم كثالث أو رابع للدوري، بانتظار التدعيمات والصفقات الجديدة، وتجديد عقود النجوم، تحدٍ كبير للبلوز.