عندما كان كاسيميرو يلعب إلى جانب، توني كروس ولوكا مودريتش، تفوق خط وسط ريال مدريد على أندية أوروبا الكبيرة في دوري أبطال أوروبا، وتزعم الكرة الإسبانية متقدماً على برشلونة، الآن ومع رحيل كاسيميرو ظهرت المشاكل الدفاعية وبدأ الفريق يسقط بسهولة وهو ما حصل أمام برشلونة.
طبعاً رحيل كاسيميرو ليس السبب الوحيد لتراجع مستوى النادي "الملكي"، المشكلة أن المدرب الإيطالي، كارلو أنشيلوتي، بدون حلول فنية جديدة لتطوير مستوى الفريق، وحتى خط الوسط الذي كان يوماً ما الأفضل في العالم، اليوم هش ومن السهل التفوق عليه عبر الضغط المباشر، إذ قُطعت الكرة من خط وسط ريال مدريد أكثر من 8 مرات في كلاسيكو "السوبر" الإسباني الأخير، ما يؤكد تراجع التركيز والقدرة على التفوق تحت الضغط.
كما أن دفاع ريال مدريد الذي كان قوياً خلال السنوات الماضية، أصبح هشاً وبدون حلول فنية لمنع المنافس من التقدم، فهناك تمريرات تمر بسهولة بين الخطوط، انطلاقات سهلة للمنافس بين الخطوط وصولاً إلى منطقة الجزاء، وحتى أظهرة النادي "الملكي" التي كانت تصنع الفارق دفاعياً وهجومياً، أصبحت عقيمة وغير خلاقة مثلما كانت في السابق.
أنشيلوتي ما زال مُقتنعا بأن أفكاره الفنية عبر الاعتماد على الأطراف فقط ستنجح، وطبعاً هذه مشكلة أكبر، خصوصاً مع تراجع مستوى فينيسيوس جونيور وعدم وجود جناح أيمن مؤثر بعيداً عن إمكانية الاعتماد فقط على رودريغو، الذي أصلاً يدخل في الشوط الثاني كبديل في معظم المباريات.
ولم تكن المباراة ضد فريق برشلونة في نهائي السوبر الإسباني المواجهة الوحيدة التي كشفت الكثير من المشاكل الفنية بالنسبة للمدرب أنشيلوتي، بل إن معظم المباربات الأخيرة وتحديداً مع بداية عام 2023، أظهرت ضعف النادي "الملكي" وخصوصاً في الجانب الدفاعي، وهي مشكلة إن لم يجد الإيطالي حلاً لها في المباريات القادمة، لن يكون بمأمن في منافسات دور الـ 16 في دوري أبطال أوروبا، وكذلك سيخرج بموسم صفري بدون ألقاب، خصوصاً أن مسار برشلونة تصاعدي في بطولة الدوري ويتصدر منافسات "الليغا" عن جدارة واستحقاق.
كما أن الاعتماد على المهاجم الفرنسي، كريم بنزيمة، لكي يكون رأس الحربة الحاسم أمام المرمى فقط، لن ينفع أنشيلوتي في المباريات القادمة، لأن يدا واحدة لا تُصفق، وأنشيلوتي بحاجة إلى خيارات أكبر في خط الهجوم، وتنويع أكبر في طريقة خلق الفرص على مرمى المنافسين، وإلا فسيجد نفسه في أزمة أكبر مع استمرار منافسات موسم 2022-2023، والأهم أنه سيخرج ربما بدون ألقاب.