تدابير صحية صارمة خلال كأس العالم للأندية في قطر

31 يناير 2021
استاد المدينة التعليمية يستعد لاستضافة بعض مباريات البطولة (اللجنة العليا للمشاريع والإرث)
+ الخط -

تتواصل الاستعدادات في الدوحة لاستضافة منافسات بطولة كأس العالم للأندية قطر 2020، المقررة من 4 إلى 11 فبراير/شباط المقبل، بعد تأجيل البطولة عن موعدها في ديسمبر/كانون الأول الماضي بسبب التحديات التي فرضتها أزمة كوفيد-19.

تشهد البطولة، التي تستضيفها قطر للمرة الثانية على التوالي، سبع مباريات بمشاركة ستة أندية، وتلعب منافساتها على اثنين من استادات مونديال قطر 2022، هما استاد أحمد بن علي واستاد المدينة التعليمية.

وتجرى المنافسات وسط تدابير صحية صارمة أثبتت نجاحاً غير مسبوق في عدد من المنافسات التي استضافتها قطر خلال الأشهر الأخيرة، ومن أبرزها مباريات دوري أبطال آسيا 2020 ونهائي بطولة كأس الأمير 2020.

وأكد ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي للجنة المحلية المنظمة لبطولة كأس العالم للأندية، بحسب بيان رسمي للجنة العليا للمشاريع والإرث، على أهمية استضافة قطر البطولة، معرباً عن سعادته بتنظيم مونديال الأندية للمرة الثانية، مشدداً على منح الأولوية لصحة وسلامة الجماهير واللاعبين والمسؤولين، مشيراً إلى أن البطولة تمثل فرصة ذهبية لاختبار اثنين من استادات المونديال ومرافق التدريب والبنية التحتية قبل انطلاق منافسات كأس العالم بعد أقل من عامين.

وأضاف الخاطر: "نؤمن بقوة وتأثير كرة القدم في التقريب بين الناس ورسم البهجة على وجوههم خلال هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها العالم بسبب جائحة كوفيد-19. ونؤكد التزام قطر بمواصلة دورها الفاعل في استمرار منافسات البطولة الأعرق على مستوى الأندية في العالم، رغم التحديات التي يفرضها الوباء". 

وتشمل التدابير الصحية الوقائية المعتمدة خلال البطولة تطبيق نظام دائرة العزل الطبي المعروف باسم "الفقاعة الطبية"، والتي تقتصر فيه حركة جميع المشاركين في البطولة، من لاعبين وإداريين ومنظمين، على أماكن الإقامة وملاعب التدريب والاستادين اللذين سيشهدان مباريات البطولة.

وفي إطار هذه الإجراءات الصحية الصارمة؛ سيخضع اللاعبون والمسؤولون لاختبارات دورية للكشف عن المصابين بفيروس كوفيد-19، إضافة إلى استخدام وسائل نقل آمنة، والتعقيم المنتظم للاستادين، ومواقع التدريب، ومرافق الإعلام، وتخصيص أطقم طبية في الاستادين طوال فترة البطولة.

وعلى صعيد حضور المشجعين، سيقتصر حضور المباريات على عدد محدود من الجمهور، وذلك بما يتوافق مع التوصيات الصادرة عن وزارة الصحة العامة في قطر للوقاية من فيروس كوفيد-19.

وسيتعين على المشجعين الراغبين بالحصول على تذاكر المباريات، إما إجراء فحص كوفيد-19 السريع ليُثبت خلوهم من الفيروس قبل المباراة بـ72 ساعة حداً أقصى، أو تقديم ما يثبت حصولهم على جرعتين من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، أو تعافيهم من الفيروس بعد الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2020.

وتقررت إقامة مباريات البطولة مع الالتزام بجميع الإرشادات والإجراءات الصحية المتبعة في دولة قطر، وبحضور جماهيري بنسبة 30% من الطاقة الاستيعابية لاستادي البطولة، وتبلغ الطاقة الاستيعابية لكل منهما 40 ألف مشجّع.

إلى جانب ذلك؛ ينبغي على المشجعين ارتداء الكمامات والالتزام بالتباعد الجسدي داخل الاستاد وفي المناطق المحيطة به. ويُشترط أن تكون الحالة الصحية للمشجع باللون الأخضر في تطبيق "احتراز" المخصَّص لتتبع الحالات المصابة بوباء كوفيد-19 في قطر، إلى جانب قياس درجة حرارته لدى وصوله إلى الاستاد. وستخصص عيادات متنقلة في كل استاد للتعامل مع أي حالة تظهر عليها أعراض الإصابة بالفيروس.  

وكانت قطر قد استضافت خلال الأشهر الأخيرة 76 مباراة في بطولة دوري أبطال آسيا 2020، طبقت خلالها نظام "الفقاعة الطبية" بشكل صارم، ونجحت في تقديم نموذج يُحتذى به لدول العالم في العودة الآمنة لأنشطة كرة القدم.

وفي هذا السياق، أشاد نجم المنتخب القطري ومهاجم نادي الدحيل الرياضي المعز علي، الذي خاض مع فريقه منافسات النسخة السابقة من دوري أبطال آسيا، بالتدابير الصحية التي فرضتها قطر خلال البطولة وقال: "لقد شعر جميع اللاعبين بالأمان التام بفضل الإجراءات الصحية التي جرى اعتمادها خلال مباريات البطولة".

وأكد اللاعب، الذي يستعد لخوض المباراة الافتتاحية لفريقه في بطولة كأس العالم للأندية الخميس المقبل، الدعم الهائل الذي حظيت به الفرق المشاركة في دوري أبطال آسيا، موضحاً أنه لمس ذلك المستوى المتميز من الدعم في كل مكان، بداية من الفنادق وملاعب التدريب، حتى أيام إقامة المباريات.

وأضاف المعز: "كنا مطمئنين للغاية بفضل التدابير الصحية الصارمة التي لمسناها في حافلات التنقل، وأماكن الطعام، وغرف تبديل الملابس، وغيرها. هذا إلى جانب الاختبار الدوري للكشف عن الإصابة بفيروس كوفيد-19، وهو ما جعلنا نتفرغ للتركيز على الأداء في الملعب."

ونالت الإجراءات الوقائية الدقيقة، التي تم تطبيقها لضمان سلامة الجميع، إعجاب المشاركين الذين أثنوا على جهود الهيئات الصحية في قطر واللجنة المحلية المنظمة، ومن بينهم لاعب نادي أولسان هيونداي ومنتخب كوريا الجنوبية كيم تاي- هوان، الذي أشاد بالحرص الواضح على تطبيق إجراءات الحماية، بما يؤكد أن صحة وسلامة المشاركين تشكلان أولوية قصوى لدى كافة الهيئات المعنية في دولة قطر.

وأكد قلب دفاع أولسان هيونداي، الذي تألق خلال رحلة فريقه للفوز بلقب دوري أبطال آسيا، ارتياحه للاهتمام الكبير والملحوظ بالمحافظة على صحة الجميع خلال البطولة، وقال: "خضعت برفقة زملائي من أعضاء الفريق لفحص كوفيد- 19 فور وصولنا إلى أرض المطار، كذلك تم إجراء هذا الفحص لنا جميعاً قبل بداية كل مباراة، وطوال الفترة التي قضيناها في قطر كنا ضمن نظام الحجر الصحي المعروف بالفقاعة الطبية."

وأعرب كيم تاي- هوان عن شكره لدولة قطر واللجنة المحلية المنظمة لدوري أبطال آسيا على ما بذلتاه من جهود استثنائية ورعاية دائمة، وفرت للجميع الشعور بالأمان والطمأنينة منذ لحظة الوصول وحتى مغادرة الدوحة، مشيراً إلى سعادته بالعودة مجدداً إلى قطر للمشاركة في منافسات كأس العالم للأندية.

يشار إلى أن مباريات كأس العالم للأندية 2020 تنطلق الخميس المقبل بمباراة تجمع بين ناديي أولسان هيونداي الكوري، بطل آسيا، وتيجريس أونال المكسيكي، بطل أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف)، على استاد أحمد بن علي، عند الخامسة مساءً بتوقيت الدوحة، تليها مواجهة عربية بين الدحيل والأهلي في استاد المدينة التعليمة عند الثامنة والنصف مساءً.

المساهمون