ألقت المشادة الكلامية شديدة اللهجة بين المدربين الإيطالي أنطونيو كونتي والألماني توماس توخيل بظلالها على منافسات البريميرليغ في الساعات الأخيرة، وفي ظل استحواذها على الجماهير في جميع منصات التتويج، إلا أنها أبرزت تجربة غوارديولا وكلوب مدربي مانشستر وليفربول، المُميزة جداً.
ففي السنوات الأخيرة أمست المنافسة بين المدربين الإسباني بيب غوارديولا والألماني يورغن كلوب الأقوى بين جميع مدربي كرة القدم في العالم، ولا يقتصر الأمر على القتال في المباريات، بل ما يفعله هذا الثنائي على الخط وخارجه أيضاً، وهو ما يُعتبر بمثابة المنافسة الشرسة الراقية، عكس ما حصل تماماً بين كونتي وتوخيل.
فرغم المنافسة الشرسة بين مانشستر سيتي وغوارديولا في السنوات الأخيرة على الألقاب المحلية والأوروبية، إلا أنهما لم يفقدا عامل الاحترام بينهما، ونشأت صداقة مفاجأة تتسم بالرقي والاحترام المتبادل، إذ وحتى في أقوى المباريات لا يتغير هذا الأمر.
وهناك الكثير من المشاهد التي تُلخص المنافسة الراقية التي تجمع كلوب وغوارديولا، منها طريقة السلام بينهما عندما تنتهي المواجهة، التي فيها الكثير من الحماس والحُب والاحترام، مهما كانت النتيجة، طريقة لقائهما في المؤتمر الصحافي، وكذلك خلال غضبهما على إحدى اللقطات في المباريات.
ولكن الأهم ربما هو الاحترام المتبادل عندما يتحدث كل مدرب عن الآخر أمام الصحافيين، فنادراً ما ترى مقارنات طفولية أو غير ذكية، بل على العكس كل طرف يمدح الآخر ويقول عنه الأفضل، فكلوب لطالما كرر عبارته الشهيرة "غوارديولا أفضل مدرب في العالم"، ولطالما كرر غوارديولا عبارته الشهيرة: "كلوب وليفربول هو أصعب فريق في العالم واجهته في حياتي".
هذه العلاقة التي وُلدت نتيجة المنافسة خلال سنوات بين غوارديولا وكلوب والتي بدأت في البوندسليغا وامتدت إلى البريميرليغ أقوى وأصعب دوري في العالم، ورغم كل الضغوطات التي رافقت عملهما في الملاعب الإنكليزية، إلا أنهما لم يخرجا عن إطار الاحترام والاحترافية في التعامل مع بعضهما، لتكون هذه العلاقة مدرسة فعلاً في المنافسة الراقية بين أفضل مدربين في العالم حالياً وفقاً لخبرات الكرويين والجماهير.