تقنية تبريد الاستادات قصة نجاح قطرية: لم تصدر براءة اختراع لإتاحته للعالم

10 نوفمبر 2022
نجح المهندس سعود عبد الغني في تطبيق فكرته (اللجنة العليا للمشاريع والإرث)
+ الخط -

تمثل تقنية تبريد استادات كأس العالم 2022 إحدى أبرز قصص نجاح رحلة الإعداد لاستضافة البطولة، انطلاقاً من المكانة التي حظي بها كل من الابتكار والاستدامة في صميم التحضيرات لتنظيم النسخة الأولى من المونديال في المنطقة.

والتزمت قطر بما تعهدت به لمجتمع كرة القدم في العالم، خلال تقديم ملفها لاستضافة البطولة، بتطوير تقنية مبتكرة لتبريد استادات البطولة، للتغلب على حرارة الصيف خلال فترة المنافسات، التي كانت تقام عادة في شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز، خلال النسخ السابقة من البطولة.

ورغم إقامة منافسات المونديال في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول، حيث تتراوح درجة الحرارة في قطر بين 18-24 درجة مئوية، وهي أجواء مثالية للاعبين والمشجعين، أوفت قطر بما وعدت، وقدّمت للعالم صروحاً مونديالية مبرّدة باستخدام تقنية تبريد مبتكرة حرصت على ألا تُصدر لها براءة اختراع لإتاحة فرصة الاستفادة منها في جميع أنحاء العالم.

وكان استاد خليفة الدولي أول الاستادات المونديالية التي شهدت تشغيل نظام التبريد الجديد خلال افتتاحه في مايو 2017، ثم جرى تضمين التقنية المبتكرة في بناء ستة استادات مونديالية أخرى، إلى جانب استخدامها في تبريد مجموعة من المرافق في أنحاء البلاد. وتتيح التقنية المبتكرة استضافة المنافسات والأحداث الكبرى على مدار العام من خلال تبريد المرافق الرياضية، وكذلك تبريد مرافق أخرى، مثل وجهات التسوق والمزارع، ما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي في البلاد.

وتأتي التقنية المتطورة الموفرة للطاقة ثمرة لعلاقة وثيقة بين اللجنة العليا للمشاريع والإرث وجامعة قطر، حيث نجح فريق من كلية الهندسة في الجامعة، بقيادة المهندس سعود عبد الغني، في ابتكار تقنية التبريد، بعد إعلان فوز قطر بحق استضافة المونديال.

وقال سعود عبد الغني، مهندس تقنية تبريد ملاعب مونديال قطر 2022، إن دراسته لنيل درجة الدكتوراه تناولت تكييف الهواء في السيارة، ومنها انطلق في مشروعه لابتكار نظام تبريد يعمل على نطاق أوسع مصمم خصيصاً للاستادات المونديال.

وأوضح عبد الغني أن جميع استادات المونديال جرى تزويدها بالتقنية المتطورة، باستثناء وحيد لاستاد 974 الذي يمكن تفكيكه بالكامل، ويمتاز بتهوية طبيعية نظراً لإطلالته على مياه الخليج العربي. وتختلف آلية عمل تقنية التبريد في الاستادات السبعة بعضها عن بعض، وفقاً لتصميم كل استاد، حيث جرى تعديلها بما يتلاءم مع المواصفات الخاصة بالتصميم والمزايا الفريدة التي يتصف بها كل استاد.

وقال في هذا الإطار: "تُستخدم الطاقة الشمسية في توليد الطاقة اللازمة لتبريد الهواء، ثم دفع الهواء البارد إلى داخل الاستاد، ثم سحب الهواء المبرّد من قبل، ليعاد تبريده مرة أخرى ثم تنقيته، قبل دفعه مجدداً في اتجاه المشجعين واللاعبين في الاستاد، عبر فوهات في جوانب أرضية الاستاد، وأسفل مقاعد الجمهور. كما تستخدم أنظمة العزل والتبريد الذي يستهدف نقاطا محددة في الاستاد، لجعل التقنية صديقة للبيئة قدر الإمكان".

وتابع عبد الغني قائلاً: "نعني بتبريد نقاط محددة استهداف المناطق التي يوجد فيها الأفراد فقط، مثل أرضية الملعب والمدرجات. ويتميز كل استاد بهيكل أشبه ما يكون بحاجز يضم في داخله فقاعة باردة. وتعمل تقنية تدوير الهواء على تبريد الهواء وتنقيته ومن ثم دفعه نحو اللاعبين والمشجعين. ويجرى تبريد كل استاد للوصول إلى درجة حرارة تبلغ حوالي 20 درجة مئوية، مع تبريد في مواضع محددة يعزز التزامنا بالاستدامة والمحافظة على البيئة".

وأضاف عبد الغني في حديثه: "تشكل هذه التقنية نقلة نوعية من شأنها إحداث تغيير ملموس في الدول ذات الطقس الحار، ولهذا السبب حرصنا على إتاحتها للجميع لتحقيق الفائدة العامة من دون أن تترتب على ذلك أي كلفة. وأشعر بالاعتزاز لابتكار هذه التقنية في قطر، والتي يمكن تكييفها وتعديلها وفقاً لاحتياجات قطاع الأعمال والدول من حول العالم، وتعد إحدى الإنجازات الهامة التي تفخر قطر بتقديمها إلى العالم".

المساهمون