بين عرب آسيا وأفريقيا.. سنوات ضوئية

22 فبراير 2022
المنتخب الجزائري من أفضل منتخبات العرب (Getty)
+ الخط -

لطالما شكل الفارق بين قارتي آسيا وأفريقيا في عالم كرة القدم هاجسا كبيرا لسكان القارة الصفراء، فكأس العرب التي جرت في قطر قبل أشهر مضت، وكأس أمم أفريقيا مؤخرا كانتا التأكيد القاطع لتفوق عرب أفريقيا على عرب آسيا بشكل لافت.

كل المؤشرات تدل على أن عرب أفريقيا الأفضل منذ سنوات طويلة وحتى يومنا هذا، من خلال القدرات التي يمتلكها اللاعب الأفريقي المتفوقة على اللاعب الآسيوي، ما أهله بسهولة للاحتراف في قارة أوروبا التي تملك كرة القدم الحقيقة بطبيعة الحال، لكن المنتخب العربي الوحيد الذي ظهر خارج هذه الحسابات هو منتخب قطر والكل شاهد ذلك جلياً في البطولة التي احتضنتها الدوحة.

تأهلت منتخبات الجزائر وتونس ومصر وقطر إلى نصف نهائي كأس العرب، بتفوق واضح لعرب أفريقيا، يعود ذلك الفارق لأسباب عديدة، أولها الفارق في اللياقة البدنية وقدرات التحمل بين اللاعبين، فقارة أفريقيا أقسى منها في آسيا، على الأقل فيما يتعلق بالمناخ، بل إن ذلك ظهر جلياً في المباريات بين المنتخبات العربية في كأس العرب في أكثر من مشهد.

كما أن الخبرة والاحتكاك مع منتخبات قوية في أفريقيا منحا التفوق في كفة الميزان لعرب القارة السمراء، أضف إلى هذا مبدأ "الاحتراف" الذي يطبق على مضض في القارة الآسيوية، فيما يطبق باحتراف في أفريقيا، فالاحتراف في أفريقيا حقيقي، فيما الاحتراف في آسيا محصور في منطقة واحدة، مثل الخليج العربي.

موقف
التحديثات الحية

يشكل الاحتراف الحلقة الأهم في تضييق هذا الفارق، فلو منحت أندية عرب آسيا نجومها الثقة والموافقة على الاحتراف في أوروبا أو ساعدت في ذلك، سيزول هذا الفارق، ويعد الجزائري رياض محرز والمصري محمد صلاح والمغربي حكيم زياش وغيرهم كثيرون أكبر دليل على منح عرب أفريقيا كفة التفوق، لا سيما أن مثل هؤلاء النجوم نشأوا في القارة الأوروبية، لكن القاعدة تشمل كثيراً من اللاعبين الذي تركوا بلادهم واحترفوا في أوروبا، مثل الجزائري يوسف بلايلي وغيره كثير.

شمال أفريقيا في واد، وعرب آسيا في واد آخر، وعلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم التدخل إن كان يريد لقارته الخير ومجاراة الفارق الشاسع، بدلا من التركيز على جوانب غير مهمة، ولنا في النقل التلفزيوني لدوري أبطال آسيا حكاية غريبة أخرى تضاف لسلسلة الغرائب في الاتحاد الآسيوي، إذ لا يوجد قناة رسمية ناقلة للمباريات، وليؤكد هذا أن الأمر لا يتعلق بتقليص هوة الفارق بين القارتين؛ بل الأزمة أكثر وأعمق من ذلك ولا عزاء للأندية ومنتخباتنا الآسيوية!