بين المجبري وسليماني والمصراتي. نجوم تعاني بسبب الميركاتو الشتوي

07 ابريل 2024
بداية صعبة لنجوم عرب مع فرقهم الجديدة (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- خلال الانتقالات الشتوية، لاعبون عرب بما فيهم حنبعل المجبري وإسلام سليماني انتقلوا لأندية جديدة بحثًا عن فرص أفضل لكنهم واجهوا صعوبات في التأقلم ولم يحققوا النجاح المأمول.
- المجبري وسليماني، على سبيل المثال، عانيا من قلة المشاركة والإصابات ولم يتمكنا من ترك بصمة مع أنديتهم الجديدة، مما يهدد مستقبلهما مع هذه الأندية.
- يوسف عطال والمعتصم بالله المصراتي وغيرهم من اللاعبين العرب يواجهون تحديات مماثلة، مما يبرز المخاطر المرتبطة بالانتقالات الشتوية وأهمية اتخاذ قرارات مدروسة لتجنب النتائج السلبية.

اختار عدد من اللاعبين العرب، مثل التونسي حنبعل المجبري (20 عاما)، رفع التحدي مع أندية جديدة بصفقات مفاجئة خلال "الميركاتو" الشتوي الماضي، بحثاً عن فرص أكبر في التألق، بعد أن كانت بداية الموسم فاشلة مع الفرق السابقة، غير أن هذا القرار لم يكن ناجحاً حتى الآن، ذلك أن أهم صفقات النجوم العرب في "الميركاتو" الشتوي الأخير خيّبت الآمال من دون تحقيق مكاسب تذكر.

وأصرّ المجبري على الرحيل عن مانشستر يونايتد الإنكليزي بهدف رفع التحدي مع إشبيلية الإسباني، الذي كان له دور كبير في نجاح العديد من اللاعبين العرب في السنوات الماضية، وساعد في تألق الكثير منهم، وبالنظر إلى قوة المنافسة في "الشياطين الحُمر"، فإن قرار المجبري كان يبدو منطقياً، حيث كان واضحاً أنه خسر ثقة مدربه الهولندي إيريك تين هاغ، بوجود الكثير من الخيارات البديلة في وسط الميدان.

ومنذ انتقاله إلى الدوري الإسباني، شارك المجبري أساسياً في لقاء وحيد إلى حدّ الآن، وكان خارج الحسابات في المباريات الأخيرة، حيث تركه المدرب احتياطياً من دون أن يمنحه فرصة المشاركة ودعم الفريق، لكن التجربة بالنسبة إلى اللاعب التونسي تبدو فاشلة إلى أبعد حد، ولم تحقق له أي مكاسب، ولا يبدو أن إشبيلية سيُفعل شرط شراء العقد في نهاية الموسم، طالما أن النجم التونسي خيّب آماله كثيرا.

كما تورط المجبري في خلافات مع أحد رفاقه في الفريق، زادت في عزلته، بما أن مدرب إشبيلية هاجمه في بداية التجربة، واعتبر أن النجم التونسي لا يدرك جيدا حقيقة الفريق الذي يلعب له. بدوره، قرّر الجزائري إسلام سليماني العودة إلى أوروبا سريعاً، بعد أشهر من انضمامه إلى كورتيبا البرازيلي، غير أن فريقه فشل في تأمين مكان ضمن أندية النخبة. وبعد هبوطه، فضّل الهداف التاريخي لـ"الخضر" رفع التحدي في الدوري البلجيكي الذي بات خبيراً بتفاصيله بعد تجربته الناجحة مع أندرلخت، غير أن التعاقد مع فريق مالين لم يحقق لسليماني إلى حدّ الآن المكاسب التي كان يحلم بها، والصفقة تحولت إلى ما يشبه الكابوس، بما أنه غاب عن منتخب بلاده.

وفشل الجزائري في افتتاح عدّاد أهدافه إلى حدّ الآن، وهو ما يؤكد حجم الصعوبات التي يعاني منها مع فريقه الجديد، رغم أنه يشارك أساسياً في كل المباريات، ويحظى بثقة مدربه، ولكن في غياب الأهداف، فإن استمراره في بلجيكا أصبح مهدداً بلا شك خاصة مع تقدمه في السن، الذي سيكون عائقاً أمامه للفوز بعقد جديد، ذلك أن سليماني لم يحرز أي هدف خلال 7 مشاركات في سلسلة تؤكد الصعوبات التي يعاني منها.

وتبدو وضعية الجزائري يوسف عطال أفضل نسبيا، بما أن الجزائري، الذي ترك نادي نيس الفرنسي ليوقع عقداً مع فريق أضنة سبور التركي، تعرض مجدداً إلى الإصابة، إضافة إلى أنه طرد في مناسبة، ورغم أنه سجل هدفاً، إلا أن ذلك لم يساعده على تفادي الانتقادات، خاصة عندما تعرض إلى الإصابة، حيث شككت الجماهير في نجاح الصفقة ما دام لم يتخلص من تبعات الإصابات التي لاحقته في الدوري الفرنسي خلال السنوات الماضية.

وسيكون عطال مطالبا بتدارك المشاكل التي عطلت مسيرته إلى حدّ الآن، بما أنه من بين العناصر الذين كان يتوقع لهم نجاح كبير في أوروبا. وبعد سنوات من اللعب لفريق سبورتينغ براغا البرتغالي، اختار الليبي المعتصم بالله المصراتي الانتقال إلى الدوري التركي من بوابة فريق بشكتاش، الذي يُعتبر من أفضل الفرق التركية على مرّ التاريخ، والانضمام إليه في صفقة قاربت قيمتها 15 مليون يورو، ما يؤكد قيمة النجم الليبي في حسابات الفريق التركي، الذي عقد واحدة من أكبر الصفقات مالياً في تاريخه.

غير أن التجربة في بدايتها لم تكن ناجحة، فالنجم الليبي المعتصم بالله المصراتي لم يقدم الإضافة إلى فريقه، قبل أن يتعرض لإصابة فرضت عليه الغياب عن بعض المباريات، كما أن النجم الليبي لم يقدر على الظهور بمستواه السابق، مع النادي البرتغالي، الذي جعل العديد من الفرق تراقبه، وجماهير بشكتاش قد تفقد صبرها بلا شك في حال عدم نجاحه في استعادة مستواه الحقيقي.

وقد شهد "الميركاتو" الشتوي صفقات أخرى لنجوم عرب، لكن بحصاد مختلف، حسب الدوريات وكذلك طموحات اللاعب، ذلك أن الجزائري بدر الدين بوعناني انتقل من نيس إلى لوريون في الدوري الفرنسي بحثا ًعن رفع عدد مشاركاته في المباريات الرسمية، وقد حقق نسبياً أهدافه رغم أزمة النتائج في فريقه، لكن قياساً بما عاشه مع فريقه السابق في بداية الموسم، فإن التجربة تعتبر أفضل، في وقت لم يحقق أحمد حسن كوكا كل أهدافه منذ عودته إلى ألانيا سبور التركي، بما أنه لم يشارك في العديد من المباريات.

ولا تلجأ الأندية إلى عقد صفقات قوية في "الميركاتو" الشتوي باعتبار المخاطر التي ترافق مثل هذه الصفقات، إذ لا تبدو النتائج مضمونة، بما أن اللاعب الجديد لن يتمتع بالوقت الكافي من أجل الاندماج مع الفريق بسرعة، ولهذا، فإن معظم الأندية تختار تجاهل عقد الصفقات في الشتاء، وكل مدرب يفضل الاعتماد على المجموعة التي يملكها منذ بداية الموسم، بعد أن علم قدراتها ومهاراتها الفنية بشكل كامل، وبالتالي يمكنه استغلال قدرات كل لاعب.

وتؤكد الفوارق في الأرقام بين "الميركاتو" الشتوي وسوق الانتقالات الصيفية عدم أهمية الصفقات التي تعقد في وسط الموسم في حسابات الأندية، ولهذا فإن الوضع الذي يعاني منه النجوم العرب يعتبر منطقياً إلى حدّ ما، رغم أن الخسائر قد تكون كبيرة بنهاية الموسم في حال فشل كل لاعب في التدارك في الفترة القادمة، ذلك أن تأثيرات الفشل ستلاحق اللاعبين في الصيف المقبل، ولن يكون من السهل عليهم إيجاد عروض أفضل تحسباً للموسم القادم.

المساهمون