بين الرشوة والانتحار... هذه قصة حكم أزمة العنصرية في دوري الأبطال

09 ديسمبر 2020
الحكم المثير للجدل الذي أشعل أزمة كبيرة (Getty)
+ الخط -

أشعل الحكم الرابع، الروماني سيباستيان كونستانتين كوليستكو، انتقادات كبيرة بسبب تصرفه العنصري الذي تسبب بإيقاف مباراة فريقي باريس سان جيرمان الفرنسي وضيفه إسطنبول باشاك شهير في ملعب "حديقة الأمراء"، مساء الثلاثاء، ضمن منافسات دوري الأبطال الأوروبي.

وهي المرة الأولى التي يتسبب فيها حكم كرة قدم بإيقاف مباراة بسبب العنصرية على الإطلاق، عبر الخروج عن النص، والانحياز عن وضعه الطبيعي باعتباره كان من المفترض أن يكون "رجل القانون" ومن يطبقه على أرضية الملعب، عندما دخل مساعد مدرب نادي باشاك شهير بجدل كبير مع الحكم مطالباً إياه بتوضيح العبارة العنصرية التي قالها وهي "إخرج من هنا أيها الزنجي"، ليتدخل بعدها المدرب أوكان بوروك ونجمه ديمبا با. ما سبب أزمة عنصرية في عالم كرة القدم الذي يعاني أصلا من تلك الآفة، خاصة في القارة الأوروبية.

وشكل تصرف الحكم الروماني كوليستكو العنوان الأبرز لليلة دوري أبطال أوروبا، فتسلط الضوء عليه نتيجة العنصرية التي مارسها بعدما وجه عبارة عنصرية، ما جعل الغضب يشتعل في صفوف نجوم الفريق التركي ثم أشعل الأزمة في عالم كرة القدم بأسره على الفور.

ويبدو أن الحكم الروماني يملك سجلا حافلا مثيرا للجدل من الوهلة الأولى حين تدقق في ملفه، فقد نشر موقع " worldreferee"، الذي يُعنى بوضع معلومات عن حكام كرة القدم حول العالم، أن الحكم ولد في عام 1977 ونال الشارة الدولية عام 2006، ويتكلم اللغتين الرومانية والإنكليزية، كما ذكر الموقع أن الحكم كان حكماً من الفئة الرابعة في قائمة الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 2006، لكن بعد عدة مباريات سيئة قام بإدراتها تمت إزالته من قائمة فيفا في نهاية عام 2007 وخفضت رتبته إلى الدرجة الثانية في بلاده رومانيا، ثم تمكن من العودة للدرجة الأولى أو التصنيف الأول في عام 2008 قبل أن يعود لقائمة الحكام الدوليين.

لكن ما هو أهم يبدو أن الحكم عانى من أزمة نفسية شديدة كان سيقدم بسببها على الانتحار، وفقا للقصة الشهيرة عنه والتي نشرت في وسائل الإعلام الرومانية، بحسب موقع صحيفة "بروسبورت" الروماني.

وذكر الموقع أن كوليستكو حاول الانتحار في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2008  بإلقاء نفسه من نافذة منزله في كرايوفا، لكن زوجته أنقدته في اللحظة الأخيرة وذلك عقب انكشاف أمره بتلقيه رشوة من فريق "غاز ميثان" الروماني.

وأشار إلى أن الحكم حاول إلقاء نفسه من نافذة شقته في الطابق الثالث، بل أشار إلى أنها كانت هذه المحاولة الثانية للانتحار، بحسب جيرانه وبحسب شهود عيان على الحادث، حيث أخذ بالصراخ: "اتركوني وشأني، لا تتدخلوا!".

وذكرت الصحيفة حينها، حسب مصادر مقربة من عائلة كوليستكو أن سبب محاولة الانتحار كان نشاطه الكروي السيئ وكذلك اكتشاف أمره في الرشوة، وخاصة بعد أخطائه أيضا في مباراة غاز ميثان ونظيره براسوف في الدوري المحلي، حيث تعرض لانتقادات لاذعة بسبب قراراته، مثل عدم احتساب ركلات جزاء وعدم طرد لاعبين من براسوف.

وقرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم رسمياً فتح تحقيق في الحادثة العنصرية، ما قد يعني أن مستقبل الحكم بات مشارفا على النهاية لو أدانه التحقيق المنتظر وسط مطالبات بشطبه تماما من السجل التحكيمي، فيما تأجلت المباراة بين باريس سان جيرمان وضيفه التركي لمساء يوم الأربعاء.

المساهمون