بين إنسينيى وتوتي.. نهاية الرموز في الكالتشو

بين إنسينيى وتوتي.. نهاية الرموز في الكالتشو

05 يناير 2022
توتي أسطورة نادي روما (الأناضول/ العربي الجديد)
+ الخط -

هو عنوان ينطبق على الأرجح على كلّ البطولات الأوروبية، لم يعد يوجد نجم يضحي بالمال من أجل حبّه للفريق، من أجل وفائه للقميص، وبالطبع فلا أحد يمكنه أن يحكم عليه بناءً على قراره هذا، فالزمن يتغير، متطلباته أيضاً، وكرة القدم تغيرت كثيراً.

هو ليس دفاعاً عن هؤلاء النجوم ولا انتقاداً لهم، الأمر فقط يتعلق بتوصيف مرحلتين عاشها الكثيرون، مرحلة لم تكن فيها الأموال كلّ شيء في كرة القدم، طبعاً كانت امراً هاماً جداً، أما الآن فأصبحت كلّ شيء حرفياً، أصبحت منظومة كرة القدم تبحث عن التغيير تحديداً من أجل المزيد من الأموال، وهذا أمر طبيعي بعدما تحولت كلياً إلى "بيرنيس" لا مكان فيه للمشاعر.

أصبحت تجارة يبحث فيها الجميع عن الربح المادي أولاً قبل الفوز بالألقاب، البعض لا يهتم حتى بالفوز بالألقاب إن كان ذلك سيكلّفه أموالاً إضافية، أتالانتا قد يكون مثالاً، الكثير من النجوم أو لنقل غالبيتهم العظمى تبحث عن المكاسب المادية قبل أي شيء آخر.

من حق لورنزو إنسينيى أن يختار مستقبله، مهما كان هذا المستقبل، لا أحد يُمكنه أن يحكم عليه إن كان صحيحاً أو لا، لا أحد أساساً له الحق في ذلك، لكن أيضاً فرانشيسكو توتي كان من حقه أن يذهب إلى فريق آخر يدفع له اموالاً أكثر، مع فارق هائل بينهما، إنسينيى عملياً اختار الاعتزال على مستوى كرة القدم الأوروبية، بينما توتي وقتها رفض اعظم نادٍ في التاريخ من أجل حبّه لروما، كان حباً مجنوناً تماماً كما تروي لنا الأساطير قصص الحب المجنونة، لكنها القصص الأجمل التي لا يمكن سوى لقلة نادرة أن تعرف معناها.

بعيدا عن الملاعب
التحديثات الحية

توتي كان قائداً لروما وابن المدينة، إنسينيى قائد لنابولي وابن المدينة، مدينتان تشتهران بشغفهما الكبير للكالتشو، شغف يمكن حتى أنّ نراه اكبر في نابولي إن أردنا المقارنة بينهما.

على الأرجح لا يحتاج إنسيينى إلى المزيد من المال لتأمين مستقبله، مستقبل تم تأمينه حتى لأحفاده، العرض المقدّم من نابولي لم يكن مجاناً بل ما يقارب 4 ملايين دولار سنوياً، لكن رقم تورنتو اعلى بكثير، لا مجال للمقارنة، أكثر بثلاث مرات مالياً وسنوات إضافية ايضاً، في عالم المال فقط مجنون هو من يختار عرض نابولي، حتى لو كان قائداً للفريق وابن المدينة ويريد اللعب في أعلى المستويات في أوروبا ومع المنتخب.

كلّ ذلك لم يعد له مكان في عالم المال الحالي، لا أحد على الأرجح بين كلّ لاعبي العالم كان ليختار عرض نابولي مقابل عرض تورنتو، المجانين بحب انديتهم مثل توتي لم يعد لهم وجود، كرة القدم تغيرت، كما يتغيّر كلّ شيء.

المساهمون