بوتشي كشّاف مواهب ومدرب أعمى.. فقد بصره في الاستراحة وحضر المؤتمر بعد اللقاء

22 يونيو 2023
بوتشي يعمل ككشّاف للمواهب (العربي الجديد/ Getty)
+ الخط -

يملك أوغوستين بوتشي قصة ملهمة لا يصدقها عاقل، كونه كشّاف مواهب ومدرباً أعمى يعتمد في منح تعليماته على التعليق الصوتي في الراديو، والغريب أنه أنقذ فريقه من الهبوط وهو على هذه الحال.  

ويتمتع بوتشي بصوت خشن، جاء من صراخ امتد لسنوات طويلة خلال مسيرته مع الأندية التي أشرف عليها، وقد فقد بصره قبل 10 سنوات، ومع ذلك استمر في التدريب. 

وحسب تقرير موقع "ريليوفو" الإسباني، الأربعاء، نجح في إنقاذ فريقه من شبح الهبوط من خلال قيادة المباريات بناءً على التعليقات التي يسمعها في الراديو.

والآن يعيش بوتشي كرة القدم من جانب آخر، إذ يتعاون مع وكالة لاعبين مهمة ككشّاف للمواهب. وحول هذا قال أحد ممثلي هذه الوكالة، في تصريح للمصدر ذاته: "على الرغم من أن الأمر يبدو غير معقول، إلا أنه يرى كرة القدم. يكتشف كل شيء. وعندما يكتشف لاعبًا مثيرًا للاهتمام، يخبرنا بذلك".

فقد بصره في الاستراحة

أصيب بوتشي بالعمى خلال استراحة ما بين الشوطين في إحدى المباريات، لكنه أجرى المؤتمر الصحافي الذي كان بعد المباراة وهو لا يرى سوى الظلام، وبعد نصف ساعة، استعاد بصره قليلاً، وظن أن الأمر انتهى، لكنه بعد 3 عمليات أدرك أنه لن يرى النور مجددا بإحدى عينيه، قبل أن يصبح أعمى بالكامل.

واستمر بوتشي في المدرسة حتى بلغ من العمر 10 سنوات، إذ جذبته قوة الكرة بشكل أكبر. وحول هذا قال: "في السابق، لم يكن بإمكانك اللعب في دوري الفئات حتى تبلغ 12 سنة، واضطررت إلى تزوير المستندات من أجل هذا"، لكنه اضطر للاعتزال مبكرا بسبب معاناته من مرض الربو. 

وخاض بوتشي أول تجربة تدريبية في عام 1978 مع فريق ديبورتيفا بيسوس، ووقع في حب إحدى العاملات في النادي وتزوجها، ولا تزال تلك المرأة ترافقه في كل مكان لتكون عينه التي يرى بها.

وحول مدربيه المفضلين، قال بوتشي: "أحب بوردالاس، كاماتشو، لويس أراغونيس، كليمنتي، المدربين الذين يقدمون شيئًا للفريق، أولئك الذين يعطونك أكثر مما يطلبون".

قصة طريفة

يملك بوتشي قصة طريفة تطرق لها في حواره مع الموقع نفسه، إذ إن غرفة تبديل ملابس فريقه كان لها حائط قصير لا يصل إلى السقف، بحيث يسمع كل ما يقوله مدرب الفريق المنافس. 

وفي إحدى مبارياته، تعرض 3 من لاعبيه للطرد، لكن في الشوط الثاني، وبعد سماعه لمحاضرة ما بين الشوطين للفريق المنافس، قرر اللجوء إلى تأخير الوقت، وحول هذا تابع قائلاً: "لعبت بثمانية لاعبين، وغيرت حارس المرمى أكثر من مرة. تخيل مقدار الوقت الذي أضعناه: في كل مرة يحصل التغيير كان على الحارس أن يخلع قميصه وقفازاته. أصيب الجميع بالجنون. في الشوط الثاني تعادلنا مع أننا خسرنا بعدها 5-7، لكن الأمر لم يكن سيئاً أبداً".

المساهمون