ماغدا بوتزو لـ"العربي الجديد": بنعطية بقي في ذاكرة أودينيزي ونتطلع للاستثمار بالمنطقة العربية

06 ابريل 2023
أودينيزي يسعى للعودة إلى المنافسات الأوروبية مجدداً (المكتب الإعلامي لنادي أودينيزي)
+ الخط -

حلّت ماغدا بوتزو، وهي من العائلة المالكة لنادي أودينيزي الإيطالي الذي يلعب في السيريا أ، وأيضاً نادي واتفورد الإنكليزي، ضيفة على صحيفة "العربي الجديد".

ماغدا بوتزو هي المنسقة الاستراتيجية للتسويق في أودينيزي الإيطالي، ووالدها جيامبالو بوتزو رئيس نادي أودينيزي، وشقيقها جينو رئيس واتفورد.

وقبل دخولها عالم كرة القدم، عملت 15 عاماً مديرة تجارية في مجموعة "بوتزو"، حيث تخرجت من الجامعة الأميركية في واشنطن بدرجة امتياز في إدارة الأعمال، وتؤمن بأن "الاستاد هو مكان حاضن لجميع الأنشطة المجتمعية إلى جانب كرة القدم".

تمتلك عائلة بوتزو أودينيزي وواتفورد، ما السر وراء هذا الاهتمام؟

أعتقد أنّه من المهم القول إننا كنا أول عائلة متعددة الملكية تمتلك أندية مختلفة، وهذا أمر مثير للاهتمام، لأنه في الوقت الحالي يعد مفهوماً عصرياً، لا سيما من وجهة نظر التمويل، وأعتقد أن ما فعلناه بشكل مختلف هو أن الأمر كان يعتمد في المقام الأول على "الضرورة التقنية". لذلك بدأنا بالفعل في البحث عن أندية أخرى تعمل من أجل كلّ فريق، ولكن في الماضي، كان امتلاك نادي غرناطة من منظور استكشافي وليس من منظور مالي.

أرى أن هذه هي النقطة الأولى المهمة، والسبب أن الأندية المتوسطة والصغيرة فقط تقارن ببقية فرق الدوري. بالطبع يجب أن تتمتع بميزة تنافسية في الاستكشاف، وأن تكون قادرًا على الحصول على المزيد من اللاعبين، وأن تكون قادرًا على جعلهم يلعبون في بطولات الدوري المختلفة، وبالطبع أن يمتلكوا ميزة تنافسية كبيرة ضد الفرق الأخرى، لذلك أعتقد أن هناك الكثير من العمل للقيام به في الجانب التجاري، والآن نحاول القيام بهذا الأمر.

من جانبٍ آخر، سوق الدوري الإنكليزي والسوق الإيطالي مختلفان تمامًا، السيريا أ مختلفة تماماً على مستوى الأسواق، وأيضاً في الجانب الاقتصادي، ونحن هنا أبطأ قليلاً في هذه المسألة، لكننا نعتقد الآن أنّه يجب علينا العمل معًا، حيث نحاول القيام بمشاريع معًا لنكون أقوياء، وأن نصل إلى عائدات تجارية غير مستكشفة للناديين.

العديد من اللاعبين العرب مروا على أودينيزي، مثل مهدي بنعطية، حازم إمام، علي عدنان وآخرين، من هو الاسم الذي بقي في ذاكرة النادي حتى الآن؟

هذا سؤال صعب. أود القول إن مهدي بنعطية ربما يكون الشخص الذي يعكس ذلك أكثر، لأنني أعتقد أننا ضممناه من دوري الدرجة الثانية في فرنسا، وبالتالي فإن ذلك عكس إمكانيات الكشافة وقوة النادي في هذه الناحية، وتمكّنا معه من الذهاب إلى دوري الأبطال أيضًا. لذلك كان بالنسبة لنا صاحب مساهمة تقنية كبيرة حقًا، لكن بشكل عام جميع اللاعبين الذين مروا بقوا في ذاكرتنا، حتى علي عدنان من الناحية التجارية كان مهماً.

أتذكر تأثيره على مستوى الشبكات الاجتماعية تحديداً، على سبيل المثال 80% من المتابعين في فيسبوك أثناء إقامته في أودينيزي كانوا من العراق، لذا هناك العديد من القصص الشيقة، وأعتقد أنّهم ساهموا دائماً بطريقة إيجابية للغاية، في الوقت الحالي على سبيل المثال لدينا آدم ماسينا، وهو أيضاً لاعب رائع، وقد قدّم مساعدة كبيرة للفريق من طريقة تفكيره لاقترانه بمسيرة دولية مع المنتخب، وهو الذي كان في واتفورد من قبل ويلعب مع المغرب، لذلك أعتقد أن كلّ هؤلاء قدّموا مساهمة مميزة للفريق.

هناك مواهب عربية مميزة، خاصة مع تألق العديد منهم مع الأندية الكبرى مثل محرز وصلاح، هل هناك اتجاه من قبل أودينيزي للاستثمار في اللاعبين العرب؟

بكل تأكيد نعم. نحن نستثمر في الكشافة في جميع أنحاء العالم باستمرار ونحن معروفون جدًا في هذه الناحية، لذلك نعتقد أن البحث الرئيسي سيكون في هذه المنطقة، التي ستكون أحد مجالات اهتمامنا المستقبلية، سيتم الاستثمار في كرة القدم بشكل كبير في تلك المنطقة. نحن نتطلع حقًا إلى التعاون مع فرق مختلفة في المنطقة العربية.

هذا الموسم الكالتشيو ممثل جيداً في دوري الأبطال بوجود 3 أندية، لذا من الممكن رؤية فريق في النهائي، كيف تفسرين غياب الأندية الإيطالية في السنوات الأخيرة وحضورها الآن؟

أرى أن أحد الفرق في النهائي سيكون بالتأكيد إيطالياً، أعتقد أنّه من المحتمل أن "السيريا أ" كان يحاول مجاراة الدوري الإنكليزي الممتاز والدوري الإسباني قليلاً في السنوات الماضية، لكن الآن أصبح الأمر كما لو أننا عدنا مجدداً. أعتقد أن هناك تقليداً كبيراً في هذه المسابقة، حيث يقوم دوري الدرجة الأولى الإيطالي بعمل رائع في الترويج لجميع الفرق على المستوى العالمي، وهذا مهم جداً، لذلك أعتقد أننا سنشهد بالتأكيد المزيد والمزيد من الدوري الإيطالي في المنافسات الأوروبية والعالمية.

كيف يمكن لـ"السيريا أ" العودة للقمة كما كان في التسعينيات، وكيف يمكن جذب أفضل اللاعبين؟

نعم يجب أن نفكر في نهجين مختلفين، الأول هو أن هناك طريقاً يعتمد على المستوى الوطني، حيث نؤمن في السيريا أ حقًا أنه يجب الاعتماد على المزيد والمزيد من الأكاديميات الإيطالية ومواهبنا المحلية، إذن هذا هو الطريق الأول. بعد ذلك، على ما أعتقد يجب أن نعود على المستوى العالمي كما كنا في السابق، وجود 3 أندية إيطالية حالياً في دوري الأبطال، هذا من شأنه أن يحسّن صورة الدوري الإيطالي أكثر وأكثر، وسيكون هناك المزيد من اللاعبين الذين يودون اللعب في الكالتشيو، بالتالي هذا سبب يمكن أن يجذب اللاعبين بقوة.

الأندية الإيطالية بحاجة إلى ملاعب جديدة، وهذا شيء يعرفه الجميع، خاصة على مستوى المنشآت الرياضية مقارنة بالدوريات الأخرى. ما رأيك في ذلك؟

نعم بالتأكيد، أعتقد أن البنية التحتية ضرورية في هذه المرحلة، أودينيزي إلى جانب يوفنتوس هما فريقا كرة القدم الوحيدان في إيطاليا اللذان يمتلكان ملعباً خاصاً، وقد كان أحد أهم الأهداف التي وصل إليها أودينيزي، حيث توفر البنية التحتية تجربة أفضل لجميع الداعمين وهو أمر مهم للغاية.

أيضًا أعتقد أنه من المهم جداً أيضاً إنشاء مفهوم جديد للاستاد، يعمل لمدة 365 يوماً في السنة، حيث يستضيف كل الألعاب، وبعيداً عن ذلك، لديك فرصة لاستخدامه مركزاً للاجتماعات كما نفعل مع جميع الشركات التي تستخدم الاستاد لأنشطة أخرى وذلك يعطي فرصة للحصول على إيرادات جديدة، وهي دائماً تكون مهمة. الآن في إيطاليا لدينا مشكلة البيروقراطية، وأعتقد أنّه يتعين علينا مواكبة ذلك، وتقديم دعم كبير كـ"سيريا أ"، ليس فقط لأن أودينيزي يقول ذلك، أنا شخصياً أؤيد هذه المشاريع بشكل كبير، لأنني أرى أن جميع الفرق يجب أن تكون لديها بنية تحتية جديدة، وهي طريقة لتنمو وتنمو معها "سيريا أ".

في مقرنا على سبيل المثال، لا يزال لدينا 20000 متر مربع من المساحة التي نريد تطويرها للعائلات والرياضة، وصالة الألعاب الرياضية والمركز الطبي والمجتمع بأسره، لقد مررنا بها من خلال كل تلك البيروقراطية لمدة خمس أو ست سنوات وما زلنا لم نحصل على الإذن والتفويض للمضي قدماً في هذا المشروع. هذه إيطاليا لكننا بحاجة إلى تغيير ذلك.

ما الذي يفتقر إليه أودينيزي للعودة إلى المنافسة على المقاعد المتقدمة في إيطاليا، كما حدث في عامي 2011 و2012، وفي عام 1998 وسنوات عديدة أخرى في الماضي؟

نعم أنت على حق. لقد كنّا كما تعلم 29 عاماً متتالياً في السيريا أ منها 11 مرة في المسابقات الأوروبية، لدينا كلّ الصفات والمقومات من جودة اللاعبين وجودة الإدارة للعودة إلى هناك. وأعتقد أنه بالتأكيد نحن قريبون الآن، يجب أن أقول إننا قريبون جداً من أجل اللعب في المسابقات الأوروبية مرة أخرى. الأمر يتعلق بطبيعة الحال بمهام الإدارة، إنّها مسألة ذهنية، في بعض الأحيان عندما تكون معتاداً على عدم الوصول إلى المسابقات الأوروبية، وأنت معتاد مع جميع اللاعبين على اللعب ربما لمكان آمن في الدوري (تقصد منتصف الترتيب) فأنت بحاجة إلى القيام بدفعة إضافية. ونحن نعمل على ذلك أيضًا، ليس الأمر سهلاً دائماً، نحن معروفون جدًا بالكشافة، لقد قدمنا لاعبين أقوياء ومميزين عامًا بعد آخر باستمرار، لذلك في بعض الأحيان يأتي اللاعبون إلى أودينيزي في سن مبكرة جدًا ويتطورون هنا ثم يرحلون حين يصلون لأفضل مستوى، هذا موقف صعب للغاية، ليس دائماً الأمر سهلاً، لكنني أعتقد أننا في وضع جيد للغاية حالياً ويمكننا البدء في التفكير بالتأهل إلى المسابقات الأوروبية مرة أخرى.

يقول بعضهم إن المنتخب الإيطالي يفتقر إلى المواهب ما أدى إلى تجنيس لاعب أرجنتيني من أصل إيطالي أخيراً، ما هي وجهة نظرك بخصوص هذه القضية؟

حسنًا، هي ليست مشكلة المنتخب الإيطالي فقط، ولكنها مشكلة عامة مع جميع المنتخبات. لقد رأينا لاعبين مختلفين ينتقلون من جنسيات مختلفة إلى أخرى مختلفة. لذا الأمر لا يتعلق بإيطاليا فقط. لا أريد التدخل حقًا ولست خبيرة من الناحية الفنية بما يكفي للحديث عن قرار مانشيني الفني، لكن أعتقد أننا سعداء للغاية، لدينا لاعبون موهوبون شبان، ويلعبون للمنتخب الوطني، لذلك أنا متفائلة جدًا بأن المستقبل سيكون جيدا جدا.
 

المساهمون