سجل المنتخب الجزائري بقيادة جمال بلماضي تعادله الثاني في نهائيات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم الجارية وقائعها في ساحل العاج، وهذه المرة مع منتخب بوركينا فاسو، (2 - 2)، في اللقاء الذي جمعهما يوم السبت الماضي، على ملعب السلام في مدينة بواكي، ويندرج ضمن منافسات الجولة الثانية من دور مجموعات النسخة الـ 34 لهذه المسابقة.
وفشل منتخب الجزائر في تحقيق فوزه الأول في بطولة كأس أمم أفريقيا منذ تتويجه باللقب الثاني في تاريخه، عقب فوزه على المنتخب السنغالي في المباراة النهائية للنسخة الـ32 التي أقيمت في مصر عام 2019، قبل أن يودّع المنافسة من الدور الأول في النسخة السابقة التي أقيمت في الكاميرون قبل عامين، إذ تعادل مع منتخب سيراليون ثم تعرّض للخسارة أمام منتخبي غينيا الاستوائية وساحل العاج.
وأراد المدرب الفني لمنتخب الجزائر جمال بلماضي، رد الاعتبار له ولمنتخب بلاده من خلال المنافسة في بطولة كأس أمم أفريقيا المقامة حالياً في ساحل العاج، وذلك لتعويض خيبة الأمل التي تلقاها "محاربو الصحراء" خلال المشاركة السابقة والإقصاء المدوي من الدور الأول، ولكنه قرّر في بداية الأمر الاستعانة بحرسه القديم والذي نجح معه في إحراز اللقب في عام 2019.
وضمت قائمة جمال بلماضي المعنية بخوض غمار منافسات بطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، 12 لاعباً من الجيل الذهبي الذي توج بالبطولة قبل 5 سنوات في مصر، إذ كان أمل مدرب الخضر في الاستعانة بخبراتهم الطويلة في الملاعب الأفريقية والانسجام بين اللاعبين، للتأهل إلى الدور الثاني وكتابة إنجاز جديد من جهة، ومن جهة أخرى محو خيبة "كان 2021"، ليقرر استدعاء كل من رايس مبولحي، ويوسف عطال، وعيسى ماندي، ورامي بن سبعيني، وإسماعيل بن ناصر، وهشام بوداوي، وسفيان فيغولي، ويوسف بلايلي، ورياض محرز، وآدم وناس، وبغداد بونجاح، وإسلام سليماني.
وراهن مدرب "محاربي الصحراء" على كل اللاعبين المخضرمين في قائمته خلال بطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، رغم تقدمهم في السن، والبداية بالقائد رياض محرز الذي يبلغ من العمر 32 عاماً، وأيضاً فيغولي (34 عاماً)، وسليماني (35 عاماً)، وبونجاح (32 عاماً)، وبلايلي (31 عاماً)، وماندي (32 عاماً)، بالإضافة إلى وجود مبولحي (37 عاماً)، مع الإشارة إلى أن الأخير لم يشارك حتى الآن.
وفاجأ بلماضي الجميع في النسخة الحالية بكأس أمم أفريقيا المقامة في ساحل العاج، باعتماده على 7 لاعبين من "الحرس القديم" بشكل أساسي خلال مواجهة أنغولا في الجولة الأولى، وهم عطال وماندي وبن سبعيني ومحرز وبن ناصر وبلايلي وبونجاح، فيما كان ريان آيت نوري، ونبيل بن طالب، وفارس شايبي، بالإضافة إلى الحارس أنتوني ماندريا، هم الوجوه الجديدة في التشكيلة مقارنة بما كانت عليه في "كان 2019". وفي المقابل، بقي العديد من الأسماء الأخرى على مقاعد البدلاء، ويتقدمهم نجم خط وسط فريق روما الإيطالي، حسام عوار.
وفي لقاء بوركينا فاسو، واصل بلماضي الاعتماد على نفس الأسماء، وكان ذلك أيضاً على حساب حسام عوار ومحمد الأمين عمورة، أما الاستثناء فقد تمثل في إشراك سفيان فيغولي مكان بن ناصر المصاب، وأيضاً اعتمد على راميز زروقي بدلاً من شايبي في وسط الميدان. ولكن أغلب هذه العناصر كانت بعيدة كل البعد عن مستواها المعهود، وقدمت مردوداً سيئاً خلال المباراتين، كما حُرم المنتخب الجزائري من الانتصار في اللقاء الأول ضد أنغولا، وكان قريباً من خسارة النقاط الثلاث أمام منتخب "الخيول".
وتوج بلماضي بلقب كأس أمم أفريقيا لكرة القدم مع "جيل 2019" بجدارة واستحقاق، ولكن إصرار مدرب "الخضر" على الاعتماد على "الحرس القديم" وضعه في ورطة كبيرة خلال مواجهتي أنغولا وبوركينا فاسو، نظراً للمردود الذي قدمته هذه الأسماء لحد الآن، بمن فيهم القائد رياض محرز، ويوسف عطال، وسفيان فيغولي وبقية اللاعبين، وربما كان بغداد بونجاح الاستثناء لحد الآن، بعدما سجل 3 أهداف وبات هداف المسابقة في الوقت الحالي.