برشلونة ما بعد الرباعية.. ميسي ورفاقه أمام المهمة المستحيلة!

22 اغسطس 2015
+ الخط -

تشيلسي هو الرابح الأكبر من ميركاتو هذا الأسبوع، فبعد التعاقد مع الغاني عبد الرحمن بابا، جاء الدور على بيدرو رودريجز، الكناري الذي ترك برشلونة بعد مفاوضات ماراثونية مع مانشستر يونايتد، وبعد أن توقع الجميع انتقال اللاعب إلى الأولد ترافورد، نجح مسؤولو النادي اللندني في تحويل وجهة النجم البرشلوني إلى ستامفورد بريدج، حيث ينتظره جوزيه مورينيو ورفاقه.

الرابح والخاسر
يضم فريق فان جال أكثر من لاعب جناح، يانوزاي، ماتا، يونج، وممفيس ديباي، لكن الفشل في ضم بيدرو ليس بالأمر الهيّن، لأن الإسباني جناح بدرجة هداف، يجيد اللعب على الطرفين، ويملك خبرة عريضة جعلته رجل المباريات الكبيرة، ونجم النهائيات الأوروبية مع برشلونة. الأمر لا يتعلق برودريجز فقط، بل أيضاً تمركز ماتا في العمق، خوان جناح في الأساس، لكنه يتألق أكثر في المركز 10 خلف المهاجم، وبالتالي تعطي الخيارات العديدة وفرة تكتيكية أكبر أمام القائد الهولندي.

أما "الزرق" فيعاني مورينيو كثيراً أمام أجنحته، راميريز وويليان لا يلعبان على الخط، لذلك قدوم لاعب بقيمة بيدرو، سيجعل تشيلسي أقوى في الشق الهجومي العرضي. دفاعياً اللاعب القادم من كامب نو مفيد لأفكار البرتغالي، لأنه يعود لمساندة الظهير، ويقلل الفراغات الواضحة بين الظهير والجناح في خطة 4-2-3-1.

الخاسر الأكبر
بكل تأكيد مانشستر يونايتد خسر أمام تشيلسي في سباق التعاقد مع بيدرو، لكن البارسا بقيادة لويس إنريكي هو الخاسر الأكبر، لأن بطل ثلاثية الموسم الماضي يعاني من عقوبة الفيفا، ولن يقدر على التعويض بلاعب آخر حتى شهر يناير/ كانون الثاني المقبل، حتى إذا تعاقد مع لاعب بديل، فإنه لن يشارك قبل بداية الموسم الجديد، كما حدث مع أليكس فيدال وأردا توران.

لعب لوتشو بالثلاثي MSN في معظم مباريات السنة الفائتة، ورغم عدم مشاركة بيدرو كثيراً، إلا أنه كان بمثابة البديل الاستراتيجي الذي يحسم بعض المباريات، ولنا عبرة بلقاء سوسيداد في نهاية الليغا، بالإضافة إلى دخوله في مبدأ المداورة لإراحة نيمار أو سواريز، مع مشاركته المحورية في حالة غياب أحد النجوم، كمباراة السوبر الأوروبي أمام إشبيلية.

ماذا سيحدث في حالة إصابة أو غياب "ميسي ـ سواريز ـ نيمار"؟ هل سيقدر ساندرو ومنير على سد الفراغ؟ بكل تأكيد الإجابة صعبة للغاية، لذلك فشل الطاقم التقني لبرشلونة في إقناع بيدرو بالبقاء. صحيح أن اللاعب أراد الرحيل، لكن إقناعه لم يكن مستحيلاً، لكن تصريحات المدير الرياضي الجديد قبل السوبر الأوروبي أنهت كل شيء. "بيدرو يريد الرحيل بكل الطرق"، هكذا قال روبرتو فيرنانديز، ليزعج بيدرو ويجعله مصمم على ترك جنة برشلونة.

إنيستا أم ريكلمي؟
يتحدث الساحر الكسول خوان رومان ريكلمي بتقدير مضاعف حينما يتعلق الأمر بإنيستا، ويتبادل "الرسام" المشاعر نفسها مع الأرجنتيني. والمثير للاهتمام أن الثنائي لعب مع برشلونة، لكن الأول لم يستمر طويلاً، واختار طريق الإعارة من أجل المشاركة بشكل أساسي ثم العودة إلى كامب نو بعد رحيل فان جال، بينما اختار صاحب الأهداف الحاسمة الاستمرار مع الأحمر والأزرق، من الدكة خلال فترات متقطعة إلى المقعد الأساسي الدائم.

اختار لويس إنريكي وبارتوميو مبدأ الإعارة أو البيع مع حق الشراء خلال الميركاتو الحالي، وخرجت أصوات عديدة تؤكد أن هذا المبدأ مفيد جداً للشبان الصغار، من أجل دقائق أكبر، مع الأخذ في الاعتبار أن مسألة عودتهم ستكون سهلة ويسيرة، بسبب البنود التي وضعتها الإدارة في كافة العقود.

لكننا أمام خيارين لا ثالث لهما، إما مصير ريكلمي أو إنيستا، لأن معظم التجارب السابقة تؤكد أن الراحل خارج برشلونة مفقود، مهما كانت قوته، وحتى في حالة عودته كسيسك فابريجاس، فإنه يظل فاقداً لأسرار فنية داخل توليفة الفريق، فقط بيكيه الناجي الوحيد من هذه المقصلة حتى الآن. وبالتالي فإن التواجد على مقربة من ميسي، نيمار، سواريز، والبقية، يعتبر أمراً أكثر إيجابية من الرحيل، حتى إذا شارك اللاعب الصغير في عدد دقائق أقل، لأن مجاورة النجوم الكبار تساعد الشباب على فهم اللعبة بشكل أفضل، مع زيادة اندماجهم داخل طريقة اللعب.

المهمة المستحيلة
لا مستحيل في كرة القدم، لكن التفريط في بيدرو، أداما تراوري، هاليلوفيتش، تشافي هيرنانديز، إما بالبيع أو الإعارة أو الرحيل النابع عن رغبة اللاعب، سيجعل المهمة صعبة للغاية أمام الطاقم الفني للفريق، خصوصاً أن جدول الدوري الإسباني معقّد للغاية خلال الدور الأول بالنسبة لبرشلونة، وبدلاً من تقوية عمق الفريق باللاعبين المميّزين الشبان، كان القرار النهائي بتركهم يرحلون، مع الانتظار حتى شهر يناير.

أتلتيك بلباو، أتليتكو مدريد، سيلتا فيجو، إشبيلية، ريال مدريد، وفالنسيا، كلها مباريات صعبة ومعقدة خارج الكامب نو خلال الأشهر الأولى من الليغا، ومع نقص القائمة الكاتلونية، فإن استخدام سياسة "المداورة" قرار حالم أكثر منه واقعي، ليصبح المدرب إنريكي قريباً من التفريط في أهم أسلحته، ألا وهو استخدام عدد كبير من الأسماء في البدايات، من أجل الحصول على أفضل تشكيلة ممكنة في فترات الحسم.

التتويج بالثلاثية في ظل أزمة الفيفا، واللعب بدون إصابات قوية للنجوم الكبار، ورغم كافة الأزمات المتوالية خلال بدايات مهمة لويس إنريكي، كان أمراً أقرب إلى الإعجاز الكروي. وفي ظل قلة العناصر المتاحة في الفترة الحالية بالمقارنة مع الموسم الفائت، فإن إعادة الإنجاز ستكون حلماً صعب المنال، لكن ربما لميسي وزملائه رأي آخر، الأرجنتيني قالها للجماهير في الاحتفالات الماضية، "أردتم الثلاثية فأحضرناها لكم"، فهل يهزم الملك رقم 10 كافة قواعد الواقع، ويكسر جبروت التوقعات؟ دعونا ننتظر الإجابة!

اقرأ أيضاً..

بالفيديو..تيفيز يستذكر "حيه الفقير" ويذرف الدموع في الأرجنتين

المساهمون