تترقب جماهير كرة القدم الأفريقية، بشغف كبير، انطلاق النسخة الـ 34 من نسخة كأس أمم أفريقيا السبت في ساحل العاج، وهي منافسة يرى المدرب المغربي بادو الزاكي أنها ستكون صعبة على المنتخبات العربية المعنية بهذه البطولة، وهي: المغرب، الجزائر ومصر وكذلك تونس.
وتحدث بادو الزاكي في حوار خصّ به "العربي الجديد" عن حظوظ المنتخبات العربية المشاركة في كأس أمم أفريقيا 2023، مبرزاً عودة الجزائر القوية في عام 2023، وكذلك التشكيلة القوية للمنتخب التونسي وخبرة مصر في مثل هذه المواعيد. لكن بادو الزاكي لم يُخفِ خشيته على منتخب بلاده المغرب من كثرة الترشيحات، بعد إنجازه الأخير في كأس العالم 2022.
عُينت قبل أسابيع قليلة على رأس تدريب منتخب النيجر، حدثنا عن هذه المغامرة الحديثة والأهداف التي تُحاول تحقيقها؟
كنت قد تلقيت اتصالاً من المسؤولين عن اتحاد الكرة في النيجر، حيث عرضوا عليّ فكرة تدريب المنتخب الأول، ووافقت مباشرة، لكوني مدرباً محترفاً يبحث عن خوض المزيد من التحديات في مشواره. باشرت العمل، وكنا على موعد قبل أيام من خوض أول معسكر إعدادي، حيث واجهنا منتخب السنغال ودياً، وقدمنا مقابلة بطولية أمام بطل القارة المدجج بكل النجوم، ولم نخسر إلا في الوقت بدل الضائع (90+9). أنا راضٍ بما وقفت عليه، وسأعمل على تشكيل فريق تنافسي بإمكانه التأهل إلى كأس أمم أفريقيا 2025 بالمغرب، وهو الهدف المسطَّر في عقدي.
بادو الزاكي مدرب مخضرم خبير بأفريقيا.. من يرشّح للمنافسة على اللقب القاري؟
على الورق هناك عدة منتخبات بإمكانها حصد اللقب، بداية بالمنتخب المغربي الذي أراه المرشح الأبرز، عطفاً على المعنويات العالية التي يدخل بها هذه الدورة، وهو الذي بصم على إنجاز تاريخي غير مسبوق في مونديال قطر ببلوغه المربع الذهبي، ومنتخب السنغال حامل اللقب، الذي يوجد في ديناميكية إيجابية متواصلة مع المدرب أليو سيسي الذي سيخوض رابع كأس أمم أفريقيا على التوالي مع "أسود التيرانغا"، دون نسيان منتخب الجزائر الذي عاد بقوة عام 2023، وعازم برفقة مدربه جمال بلماضي على محو الصورة السلبية المقدمة في نسخة الكاميرون، إضافة إلى منتخب مصر المتعود دوماً لعب الأدوار الأولى، وكذا منتخب تونس الذي يمتلك تشكيلة قوية. كذلك لا يجب أن أتجاهل البلد المنظم، ساحل العاج، إذ سيستفيد من عاملَي الأرض والجمهور بالموازاة مع امتلاكه تشكيلة قوية جداً تضم في صفوفها لاعبين محترفين في كبرى الدوريات الأوروبية.
المنتخبات العربية لن تكون مهمة سهلة في حصد اللقب، أليس كذلك؟
منتخبات شمال أفريقيا لطالما عانت خلال الدورات المقامة في أدغال أفريقيا. فباستثناء المنتخب المصري الذي يمتلك تقاليد التتويج خارج الديار، منتخبات المغرب والجزائر وتونس تتأثر كثيراً بالظروف التي تلعب فيها البطولة، خصوصاً الأجواء المناخية الصعبة. وكما تعلمون، دورة ساحل العاج لن تكون سهلة على الإطلاق على منتخباتنا العربية، جراء الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية، وهي العوامل التي لا تشكل، حسب اعتقادي، إزعاجاً كبيراً للمنتخب المصري المشكل قوامه من لاعبين محليين متعودين برفقة الأهلي والزمالك خوض منافستي دوري الأبطال وكأس الكونفيدرالية الأفريقية.
ترشيح المنتخب المغربي قد يشكل ضغوطاً إضافية على الركراكي ولاعبيه، أم لديكم رأي آخر؟
على المنتخب المغربي الحذر وأخذ كامل احتياطاته في ساحل العاج، لأن كثرة ترشيحه من طرف أهل الاختصاص قد يشكل ضغوطاً كبيرة على المدرب واللاعبين، وهو الإشكال الذي وقع فيه المنتخب الجزائري خلال النسخة الأخيرة، ما سبّب إقصاءه من الدور الأول، ولو أن ثقتي كبيرة بلاعبي السابق وليد الركراكي الذي أراه متفطناً لهذه الجزئية. كذلك فإن امتلاكنا لمسؤولين جيدين يجعلنا متفائلين بمقدرتنا على الذهاب بعيداً في كأس أفريقيا. وحتى إن لم نتوَّج، فهذا لن يكون فشلاً، بل على العكس علينا مواصلة العمل للفوز باللقب خلال النسخة التي سنستضيفها عام 2025.
الاتحاد المغربي لكرة القدم يحصد ثمار العمل الجبار الذي يقوم به منذ 10 سنوات، فقد انعكس ذلك بالإيجاب على منتخب السيدات الذي وصل إلى نهائي أمم أفريقيا، وعبر إلى الدور الثاني في المونديال، إضافة إلى تتويج المنتخب الأولمبي باللقب القاري ووصول المنتخب الأول للمربع الذهبي في مونديال قطر.
يبدو بادو الزاكي متفائلاً، رغم أن المنتخب المغربي لديه لقب قاري وحيد، ولم يصل إلى نهائي كأس أمم أفريقيا منذ نسخة 2004، ما تعليقك؟
كنت آخر من قاد المنتخب المغربي إلى نهائي كأس أمم أفريقيا، وكان وليد الركراكي لاعباً ضمن فريقي، وأتمنى له أن ينجح في إعادة "أسود الأطلس" إلى المباراة الختامية على الأقل، وإن كان الجميع يأمل حصد اللقب لما نمتلكه من تعداد مميز.
المغرب والجزائر وتونس تدخل المسابقة بمدربين محليين، ما رأيك؟
كنت وما زلت مع المدرب المحلي، فجلّ الإنجازات العربية كانت بهندسة وطنية، ولهذا أنا أتمنى كل التوفيق لمدربينا العرب، ولماذا لا ينجح أحدهم في التتويج، الذي آمل أن يكون من نصيب وليد الذي أثبت كفاءته، بعد أن قاد المغرب إلى نتائج مبهرة في قطر؟ كذلك لم يصل إلى أفضل مدرب في القارة وخامس أفضل مدرب في العالم بمحض الصدفة، بل بفضل تفانيه واجتهاده وحبه لمهنته.
أخيراً، اللاعب ذو الأصول المغربية، إبراهيم دياز، يواصل عروضه المبهرة مع ريال مدريد. بصراحة، هل تراه قريباً من تقمص ألوان أسود الأطلس؟
إبراهيم دياز لاعب عالمي، وما يقدمه مع ريال مدريد منذ عودته إلى صفوف "الملكي" أمر مذهل، وهو الذي سجل هدفاً جميلاً في نصف نهائي كأس السوبر الإسباني أخيراً أمام اتلتيكو مدريد. من أعماق قلبي أتمناه مع المنتخب المغربي، فهو إضافة قوية جداً إلى تشكيلة وليد الركراكي، الذي يمتلك مجموعة متميزة.