بأي حال عدت يا كلاسيكو؟

28 أكتوبر 2023
يمتلك الفريقان عناصر مميزة لصناعة الفارق (سام هودي/Getty)
+ الخط -

يعود اليوم كلاسيكو العالم بين البارسا والريال، في ظل تفاقم الأوضاع في غزة، وانشغال العالم بالمجزرة التي ترتكبها إسرائيل في حق شعب عاشق للكرة كغيره من الشعوب، لن يكون بمقدوره هذه المرة الاستمتاع بمباراة كان يتابعها بانتظام رغم معاناته من القهر والظلم والحصار، وكل أشكال التقتيل والتهجير والاستيطان منذ عشرات السنين، لم يتردد فيها عن التشبث بالأمل في حياة أفضل يتفاعل فيها مع الكلاسيكو، الذي يأتي بدوره في ظروف متميّزة يمر بها البارسا والريال منذ رحل عنهما ميسي ورونالدو، وراموس وبوسكيتس، وبروز معطيات جديدة بجيل جديد من اللاعبين يتوارثون صراعاً أزلياً بين عملاقي الكرة الإسبانية والأوروبية، يراد له أن يبقى دائماً حدثاً كروياً عالمياً وليس فقط محلياً وأوروبياً.

كلاسيكو هذا الموسم جاء مبكراً مقارنة بسابقيه، لكنه يبقى كعادته مهماً في سباق المنافسة على اللقب بين الغريمين اللذين تفصلهما نقطة واحدة في الترتيب العام بعد عشر جولات يصعب فيها الحكم على قدرات الفريقين رغم تألقهما لحد الآن في الليغا، وفي الجولات الثلاث من مسابقة دوري الأبطال بقيادة جيل جديد من اللاعبين، لكن بنفس الروح والإثارة والندية والرغبة في زعامة المشهد الكروي بين فريقين متقاربين في عدد الانتصارات في المواجهات الرسمية المباشرة بـ 102 فوز للريال مقابل 100 فوز في 255 مواجهة في جميع المسابقات، مع تفوق طفيف أيضاً للريال في مسابقة الليغا بـ 77 فوزاً للريال مقابل 74 للبارسا، وتقارب في عدد الأهداف المسجلة في مواجهات الدوري بـ 299 هدفاً للريال مقابل 298 للبارسا.

البارسا الذي لم يتلق أي هزيمة في الدوري، يخوض اليوم أول اختبار حقيقي هذه الموسم، خاصة في غياب نجمه الصاعد بيدري، ووسط ميدانه فرانكي دي يونغ، ومهاجمه رافينيا، وربما البولندي روبيرت ليفاندوفسكي بسبب الإصابة، لكنه يعول كثيراً على الجيل الصاعد بقيادة فيرمين لوبيس والقلب النابض غافي والبرتغالي جواو فيليكس، ومنظومة لعب بدأت تنسجم بعضها مع بعض وتأخذ شكلاً فنياً يتوفر على خيارات وبدائل كثيرة بجيل جديد، يقوده مدرب يدرك جيداً دلالة الفوز على الريال في كلاسيكو الليغا، وفي مرحلة جديدة من عمر المنافسة بين الفريقين على البطولات والألقاب منذ رحيل ميسي وبوسكيتس ورونالدو وراموس وغيرهم من نجوم الفريقين الذين تركوا بصماتهم عبر التاريخ.

حامل اللقب ورائد ترتيب الليغا ريال مدريد يخوض الكلاسيكو من موقع المرشح للفوز بفضل تركيبته المتميزة التي يقودها لأول مرة الإنكليزي جود بيلينغام الذي يخوض أول كلاسيكو في مشواره وهو منتشٍ بتميزه وتألقه كهداف وصانع لعب، يريد دخول التاريخ من الباب الواسع، وتعميق الفارق عن البارسا إلى أربع نقاط رغم الغياب المستمر للحارس تيبو كورتوا والمدافع ايدير ميليتاو، وغياب رئيسه فلورنتينو بيريز اليوم عن مسرح المباراة بسبب رفضه الجلوس إلى جانب خوان لابورتا المتابع بما سمي بفضيحة مسؤول التحكيم السابق في الرابطة انريكي نيغريرا للتحكيم والتي لا تزال تلاحق رئيس البارسا، وهو ما اعتبره الجانب الكاتالوني مجرد حرب نفسية يخوضها الريال.

الفريقان يخوضان مباراة اليوم في زمن غير الزمن، وظروف غير الظروف المألوفة، وبلاعبين مختلفين في مرحلة انتقالية لا بد منها، لكن بالنسبة لجماهير الفريقين وإعلامهما، يبقى الأمر متعلقاً بكلاسيكو جديد، تحت شعار التجديد الذي شرع فيها كل فريق منذ سنتين تقريباً، بحثاً عن السيادة المرجوة بغض النظر عن الأسماء وطبيعة المسابقة.

المساهمون