الموت يعود للكرة الأفريقية: أحداث وشواهد لن ينساها التاريخ

26 يناير 2022
كرة القدم الأفريقية عاشت على وقع كوارث (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

 

فرضت الأحداث الدموية نفسها على أحداث بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المُقامة حالياً في الكاميرون، بعد الكارثة التي شهدها مُحيط ملعب أولمبي، الذي استضاف لقاء منتخب الكاميرون ونظيره جُزر القُمر في ثُمن نهائي البطولة، وسقوط عدد من القتلى والمُصابين بسبب التدافع الجماهيري لحضور اللقاء.

وفجّر ناصر بيا حاكم المنطقة الوسطى بالكاميرون المُفاجأة المدوية، بالتأكيد على أن الحادث جاء بسبب التدافع بين الجماهير للوصول إلى الملعب، ليؤدي إلى مقتل 8 مُشجعين وفق تقارير أولية،، إضافة إلى إصابة العشرات، بعد أن تدافع أكثر من 50 ألف مُشجع لحضور المباراة، رغم أن سعة الاستاد 60 ألفاً فقط، وتنص اللائحة على حضور 80% فقط، بسبب ظروف تفشي فيروس "كورونا"، وهو ما لم يلتزم به المُشجعون على كل الأصعدة، كما غاب التنظيم المُحكم.

حالة طوارئ

وما حدث أصاب الكرة الأفريقية بالصدمة، ليفرض الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" بدوره حالة من الطوارئ، وأوفد سكرتيره العام لمتابعة الأحداث داخل المستشفى المخصص لعلاج الضحايا والوقوف على الأسباب التي قادت إلى هذه الكارثة.

وأصدر "الكاف" بياناً رسمياً، نعى خلاله المُشجعين، وأكد استمرار مُتابعته لسير التحقيقات من جانب السلطات الكاميرونية، للوقوف على أسباب هذه الحادثة المأساوية التي ضربت بقوة استقرار البطولة، وحالة النجاح التي جرى الترويج له على التنظيم الكاميروني "للكان".

مقتل مشجع غاني بسبب مباراة

وعاشت أفريقيا قبل أسابيع قليلة واقعة مؤسفة ودرامية، عندما تعرض مواطن غاني يُدعى يان أوسو للقتل على يد مُشجع من جنوب أفريقيا غاضب من خروج "الأولاد"، على خلفية مُشاجرة بينهما، أثناء مُتابعة مباراة غانا وجنوب أفريقيا في الدور الثاني من عمر التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022، حيث شهدت بلدة "موزولو" في جنوب أفريقيا مقتل المُشجع وهي المباراة التي شهدت اتهامات رسمية بوجود تحيز تحكيمي خدم منتخب غانا.

مأساة أخرى في غانا

عاشت غانا مأساة كبيرة في كرة قدم، وكان ذلك عام 2001، حينما شهدت مباراة القمة الكبرى بين فريقي هارتس أوف أوك وأشانتي كوتوكو، أعمال شغب كبرى بين الجماهير، ليُعلن في نهاية المطاف عن مقتل أكثر من 120 مشجعاً غانياً، بخلاف إصابة المئات في أكبر كارثة كروية تعرفها الكرة الأفريقية والغانية بشكل خاص في التاريخ وأُطلق عليها مجزرة استاد أكرا الكبرى، والتي تسببت في إعلان الحداد في غانا لـ 3 أيام كاملة مع تدخل رئيس الجمهورية وقتها "كوفور"، وأعلن إجراء تحقيقات فورية للتعرف على الجُناة المُتسببين في الحادثة الدرامية.

كارثة ملعب بورسعيد

وبعيدا عن بطولات الأمم الأفريقية أو المباريات الدولية للمنتخبات، عانت الكرة الأفريقية من مشاهد دموية كثيرة، فقدت خلالها عشرات الجماهير ما بين قتلى ومُصابين، لعل أشهرها في مصر عام 2012 وهي واقعة استاد بورسعيد التاريخية على هامش لقاء الأهلي والمصري البورسعيدي في يناير/ كانون الثاني 2012 والتي شهدت مقتل 74 مشجعاً أهلاوياً، وتسببت تلك الواقعة في إيقاف الكرة المصرية لعدة شهور، ومنع اللعب على استاد بورسعيد منذ ذلك التاريخ، وصُنفت تلك الحادثة على أنها واحدة من أكبر مجازر الجماهير في عالم كرة القدم المصرية والعربية على الإطلاق.

وعاشت مصر بعد هذه الواقعة حادثة أخرى مروعة، وكانت الضحية فيها هذه المرة، جمهور نادي الزمالك في عام 2015، حينما حضر لمُتابعة لقاء الزمالك مع إنبي على استاد الدفاع الجوي، وحدث تدافع، وتم منع مُشجعين من دخول المُدرجات، ليُعلن بعد اللقاء مباشرةً عن مقتل 20 مشجعاً، ويتم إيقاف الدوري المصري 45 يوماً، هي فترة الحداد، وهي الواقعة التي تعرف إعلامياً باسم مذبحة ملعب الدفاع الجوي.

واقعة مأساوية في الكونغو

وشهدت الكونغو في عام 2014 واقعة مأساوية تمثلت في مقتل مُشجع واحد، بسبب صدامات مع الشرطة، خلال حضور لقاء بالدوري المحلي في بلدة "لوبومباشي" في شرق البلاد، بسبب محاولات التدافع واختراق أرض الملعب والاحتكاك مع رجال الأمن.

وفي مارس/آذار 2019 كانت هناك واقعة أخرى درامية في زيمبابوي، عندما تم الإعلان عن مقتل مُشجعة تُدعى "ماي تاديو" من زيمبابوي، خلال حضورها لقاء زيمبابوي والكونغو، ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية، بسبب التدافع في الاستاد الوطني في العاصمة هراري.

واليوم تعيش القارة السمراء الفاجعة الكبرى مع سقوط مُشجعين خلال لقاء الكاميرون وجُزر القُمر ما بين قتلى وجرحى، في واحد من المشاهد الدموية التي تضرب بقوة الملاعب الأفريقية.

المساهمون