المهاري والسريع.. ثنائي أرسنال الذي جلب الفوز ضد بايرن

21 أكتوبر 2015
+ الخط -

عكس ما توقّعه أغلب المتابعين، قدّم مسعود أوزيل مباراة جيدة أمام أرسنال، وساهم في نجاح تكتيك المدرب أرسين فينجر طوال التسعين دقيقة، نتيجة تمركزه المثالي بين الدفاع والهجوم، وقيامه بدور همزة الوصل بين خطوط المدفعجية أمام العملاق البافاري، لذلك استحق الهدف الجميل في مرمى نوير.

أوزيل
فنياً، أوزيل يعتبر من أفضل صنّاع اللعب الجدد في طريقة 4-2-3-1، هو اللاعب في المركز 10 بالملعب، ينطلق بحرية في الثلث الهجومي الأخير، يستلم الكرة ويمررها إلى الهجوم، هو أفضل "أسيست مان" بين أفراد جيله. يملك التركي الألماني قيمة إضافية في قدرته على تبادل المراكز مع الأطراف، وملء الفراغات التي يتركها لاعبو فريقه.

أيام ريال مدريد، يدخل الجناح الأيمن "دي ماريا" في العمق ويتحول أوزيل إلى الطرف، ثم ينطلق على اليسار ليتمركز في المنطقة الفاصلة بين الظهير والجناح، حتى يسمح لرونالدو بالتسديد من مختلف الزوايا تجاه مرمى المنافسين.

كذلك عندما انتقل إلى أرسنال، بدأ بشكل مميز وصنع أهدافا عديدة، لكنه عانى من فترة هبوط في المستوى، وغياب في بعض المباريات الكبيرة، ليعود هذا الموسم ويقدم أداء أفضل، وكأن أرسين فينجر وفريقه على موعد مع النجاح في المواجهات المعقدة، أمام تشيلسي في الدرع الخيرية، ثم مانشستر يونايتد في الدوري، وأخيراً بايرن في الأبطال.

ليلة الأبطال
أوزيل لاعب غير أناني، حقيقة ترجمها صانع اللعب أمام بايرن، خصوصاً في الشوط الثاني من المباراة، فاللاعب تخلى عن دوره الهجومي، في سبيل التحول من 4-2-3-1 إلى 4-4-2 أثناء التحولات، بعد صعود سانشيز إلى الأمام، على مقربة من والكوت ثم جيرو، ليتحول مسعود سريعاً إلى الجبهة اليسرى مكان سانشيز، ويقدم الدعم المطلوب أمام مونريال.

هذا هو الذكاء الفطري في تغطية المساحات التي يتركها زملاؤه المهاجمون، فأمام فريق بقيمة بايرن ميونيخ، من الصعب جداً، بل المستحيل، منافسته في حيازة الكرة، لذلك يقل عدد الكرات التي تصل إلى أوزيل، ليكون الحل المنطقي أمام خصم بهذه الجودة، ضرورة التحرك في الاتجاه غير المتوقع، وحماية خط وسطه من الهجوم العاكس.

بلغة الأرقام وفي إحصائية قديمة، ينطلق أوزيل في الأطراف بنسبة تصل إلى 18%، ويلعب في المساحات الشاغرة بين رباعي دفاع المنافس بنسبة 20%، بينما يبدأ من الوسط الصريح بنسبة 13%، والنسبة الباقية هي التي تخص فترة تحركه في مركزه الأساسي كصانع لعب خلف الهجوم، لذلك حينما يكون في يومه، فإن أوزيل من الصعب إيقافه!

السرعة
مهما تعقدت الخطط والفنيات، تبقى "السرعة" مهمة جداً في كرة القدم، لأنها تنقل اللعب من زاوية إلى أخرى بأسرع وسيلة ممكنة، وهيكتور بيليرين أفضل نموذج ممكن فيما يخص تطور الظهير الأيمن مؤخراً، لأنه لاعب سريع، خفيف الحركة، وينطلق دائماً على الخط، ليقوم بعمل تمديد مضاعف للملعب على الأطراف.

واجه بيليرين دوجلاس كوستا، أفضل لاعبي بايرن في الفترة الأخيرة، وقدم اللاعب الشاب مردودا جيدا، مما يدل على تطوره الشديد في الشق الدفاعي من اللعبة، مع أرقامه الهجومية الرائعة، على مستوى صناعة الأهداف ولعب الكرات العرضية داخل منطقة الجزاء، مع تغطيته المستمرة خلف رامسي ثم تشامبرلين على اليمين.

كرة القدم لعبة غير قابلة أبدا للتوقعات، وقدم أرسنال المردود الذي ضمن له الثلاث نقاط، لتشتعل المجموعة من جديد، في انتظار قمة أخرى بالأليانز أرينا في الجولة الرابعة من ذات الأذنين.

اقرأ أيضا..
بالفيديو...تصدٍّ خرافي وخطأ قاتل لنوير في مباراة واحدة!

المساهمون