الكرة المصرية تعاني من شحّ القناصين.. أزمة رأس الحربة

03 يوليو 2023
مستوى محمد شريف تراجع بشكل كبير (أليكس غريم/فرانس برس)
+ الخط -

بات المهاجم القناص عملة نادرة في عالم كرة القدم المصرية، ما يشكل أزمة خطيرة. غياب رأس الحربة الصريح، صاحب القدرات التهديفية الكبرى واللياقة البدنية العالية وملك "الصندوق"، أمر واقع في عصرنا الحالي. 

وتواجه الكرة المصرية عموماً والمنتخب المصري خصوصاً أزمة كشفت عنها مباريات الدوري المحلي في الموسم الجاري 2022-2023، وتمثلت في غياب المهاجم السوبر الحقيقي القادر على التسجيل في شباك المنافسين من أنصاف الفرص، وصناعة الفارق داخل الملعب، وتكرار سيناريو مهاجمين أفذاذ لعبوا للمنتخب المصري وأكبر الأندية مثل الأهلي والزمالك، على غرار حسام حسن وعماد متعب وعمرو زكي الأبرز في آخر 40 عاماً.

وأصبح مهاجم الموسم الواحد أفضل لقب يعكس حالة عدد لا بأس به من رؤوس الحربة، الذين فشلوا في تقديم أية إضافة حقيقية عبر الاستمرارية في التألق لأكثر من موسم واحد، وباتوا محل انتقادات واسعة للإخفاق في تطوير الإمكانات التهديفية لديهم، وتراجع مستواهم.

ولعل أبرز نماذج هذه الظاهرة هو محمد شريف (27 عاماً)، مهاجم نادي الأهلي، الذي كان حديث مصر كلها في عام 2021، وتوقع له الجميع أن يكون هدافاً فذاً، بعدما نجح في تقديم نفسه مهاجماً أساسياً مميزاً مع الأهلي في موسم 2020 -2021، وسجل أكثر من 25 هدفاً في كل البطولات، وتوّج هدافاً للدوري المصري، كما قاد الأهلي للفوز بدوري أبطال أفريقيا. وواجه محمد شريف في الموسمين الماضي والجاري تراجعاً لافتاً في المستوى، وهو لا يشارك أساسياً سوى في مباريات قليلة، وجلس بديلاً لأكثر من مهاجم في الأهلي، من بينهم زميله محمود عبد المنعم كهربا (لاعب الوسط في الأساس)، وأصبح استمرار شريف بعد استبعاده أيضاً من المنتخب المصري محل شك كبير.

والطريف أن محمد شريف لا يتألق سوى في مواجهات سوبر، مثل لقاء القمة الأخير بين الأهلي والزمالك، وسجل هدفين، حينما فاز فريقه بثلاثية نظيفة، وتوقع له الجميع استعادة بريقه، ولكن سرعان ما عاد للتراجع التهديفي. كما كتب الموسم الجاري اختفاء مهاجمين آخرين، كانت الجماهير تعوّل عليهم كثيراً وعلى تطوير أنفسهم، بعدما نالوا فرصة الانضمام للمنتخب المصري في الموسم الماضي وتألقوا، لكنهم ساروا على طريق محمد شريف، مثل أحمد عاطف مهاجم فريق فيوتشر الذي عانى من كثرة الإصابات، ولم يكن مؤثراً عندما عاد إلى الملاعب مؤخراً، والأمر نفسه بالنسبة إلى مروان حمدي مهاجم المصري البورسعيدي ووصيف هدافي الدوري المصري الموسم الماضي مع سموحة، والذي لم يسجل سوى 6 أهداف في أكثر من 30 جولة مرت من عمر بطولة الدوري المحلي.

ومن الأسماء التي تراجع بريقها بصورة لافتة أيضاً في الدوري المصري خلال الموسم الجاري، يظهر أحمد ياسر ريان مهاجم فريق سيراميكا كليوباترا (8 أهداف)، الذي كان محترفاً في الدوري التركي الموسم الماضي، وباعه الأهلي إلى سيراميكا قبل بداية الموسم، وكذلك زميله صلاح محسن (هدفين) رأس الحربة الأغلى محلياً في تاريخ الأهلي.

وحدث تراجع ملحوظ في مستوى عبده يحيى مهاجم المصري البورسعيدي الحالي، الذي لعب في المحلة الموسم الماضي وبدايات الموسم الجاري، ولم يسجل سوى 3 أهداف فقط، ومن الأسماء التي تراجعت بشكل كبير ناصر منسي مهاجم الزمالك الحالي، الذي لمع مع البنك الأهلي الموسم الماضي، وسجل 3 أهداف فقط في دوري الموسم الجاري، وهناك أحمد شريف هداف منتخب الشباب السابق ولاعب فاركو السكندري، الذي كان يُتصنّف أنه أفضل مهاجم بين مواليد 2003، ولم يسجل سوى هدفين فقط في المباريات التي شارك فيها برفقة ناديه السكندري، كما تراجع في معدلات التهديف فادي فريد مهاجم "المقاولون العرب"، ولم يسجل سوى هدفين في رحلة "ذئاب الجبل" وجلس كثيراً على مقاعد البدلاء.

وباتت الأندية المصرية بشكل عام تعتمد بصورة أساسية على المهاجم الأجنبي في تشكيلتها، ما ساهم في انخفاض بورصة المهاجم المصري بصورة واضحة في الحصول على فرصته كاملة. 

في الزمالك، يعتبر التونسي سيف الدين الجزيري المهاجم الأول في تشكيلة المدرب الكولومبي خوان أوسوريو ومن سبقوه من مدربين تعاقبوا على قيادة الزمالك في الموسم الجاري، كما كان التونسي فراس شواط المهاجم الأول في تشكيلة الإسماعيلي حتى هروبه قبل أيام قليلة، بسبب رفضه تجميد مستحقاته وعدم صرف رواتبه، ولوح بورقة فسخ العقد بين الطرفين.

ويراهن نادي بيراميدز الصاعد لدوري أبطال أفريقيا على ثنائي محترف في الهجوم، هما التونسي فخر الدين بن يوسف والجنوب أفريقي فخري لاكاي، إلى جانب اعتماد "المقاولون العرب" على النيجيري جون أوكلي في قيادة هجومه، وأيضاً رهان نادي الاتحاد السكندري، أحد أكبر الأندية الجماهيرية، على ثنائي محترف، أوستين أموتو النيجيري وكريستوفاو مابولولو الأنغولي، واعتماد نادي سموحة السكندري على الغيني أليلا سيلا، فيما يعتمد نادي غزل المحلة على النيجيري جبريل أوروك في قيادة هجومه، كما يظهر في الصورة نادي فاركو الذي يعوّل على الجزائري رزقي حمرون، ويعتبر ديلسون كوماني الأنغولي المهاجم المفضل لدى مدرب أسوان أيمن الرمادي، ويعتمد إنبي على التونسي رفيق كابو في قيادة هجومه، ويعتبر رأس الحربة الأول في تشكيلة الفريق البترولي.

ومن الملامح التي تكشف تراجع ظاهرة المهاجم السوبر سيطرة هداف أجنبي حالياً على صدارة المشهد التهديفي في الدوري المصري، وهو الأنغولي مابولولو مهاجم الاتحاد السكندري، الذي سجل 16 هدفاً حتى الآن.

المساهمون