الكرة الذهبية في عالم موازٍ

15 يناير 2015
+ الخط -


يدخل الجميع على مسرح توزيع جوائز الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولا يعرف أحد ماهية أي فائز بمختلف الجوائز حتى الآن، فالكرة الذهبية لا تعتمد إلا على الأداء والإنجازات في الملعب، وليس على "شو إعلامي" أو دعم من وسائل الإعلام للاعب، أو إرضاء لنجم قست عليه كرة القدم وتفوق عليه منافسوه في الماضي.

يبدأ الحفل بجائزة أفضل مدرب لعام 2014، ويظهر المرشحون الثلاثة كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد، ويواخيم لوف مدرب المنتخب الألماني، وأخيراً الأرجنتيني دييجو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو مدريد، واختار المدربون والخبراء الأخير لنيل الجائزة.

نظرياً، تفوق المدربون الثلاثة الموسم الماضي، وكل واحد منهم يستحق الجائزة والإشادة من كل المتابعين لعالم الساحرة المستديرة. ولكن بالنظر والتمعن في التفاصيل، نجد أن هناك مدرباً استحقها أكثر من الاثنين الآخرين، وهو المحارب الذي أبدع فريقاً من البداية، وبالرغم من عدم وجود نجوم كبار في صفوف الفريق، إلا أن سيميوني صنع نجومية أكثر من لاعب في صفوف "الروخيبلانكوس" بفضل الأداء والحماس الذي أكسبه لشخصية الفريق.

سيطر دييجو سيميوني بفريق من أنصاف النجوم وثلاثة أو أربعة موهوبين على الكرة المحلية، وناطح ريال مدريد وبرشلونة وأنهى الموسم فائزاً بالدوري الإسباني متفوقاً على الجميع، ولم يكتف بذلك بل واصل رحلته في دوري أبطال أوروبا حتى النهاية، وكان الأقرب لحصد اللقب لولا رأسية سرخيو راموس في الثواني الأخيرة التي قلبت الموازين.

وبعدها تواصلت رحلة الجوائز ليعلن القائمون عن الفائز بجائزة "بوشكاش" لأفضل هدف خلال العام الماضي، وكانت أهداف فان بيرسي الطائر وجيمس وستيفاني روش، والأهداف الثلاثة كانت رائعة وبلا شك لها مكانها في تاريخ كرة القدم، إلا أن الجائزة كانت للاعبة الإيرلندية، فهدفها الرائع ومهارتها الفائقة وضعتها في منافسة كبار النجوم، وقد يكون هذا سبباً كافياً لحصدها الجائزة بجانب روعة الهدف.

أما الكرة الذهبية لهذا العام، فكانت من نصيب حارس المرمى الألماني مانويل نوير بعد منافسة شرسة مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي قدم موسماً رائعاً مع ريال مدريد، ولكنه أخفق في مساعدة منتخب بلاده لاجتياز الدور الثاني لكأس العالم، بينما كان ميسي خارج المنافسة، حيث لم يحقق أي بطولة مع فريقه أو منتخب بلاده، ومر بفترة انحدار في المستوى خلال العام الماضي. بينما كان الألماني بطلاً للعالم مع منتخب بلاده وبطلاً للدوري والكأس مع بايرن ميونخ، وكان هذا كافياً لحصد الجائزة، أو على الأقل أن تكون المرشح الآخر من منتخب "الماكينات" بدلاً من "البرغوث" صاحب الأرقام القياسية الفردية ...ولكن مهلاً.. استفاق المشجع الكروي من هذا الحلم الجميل بفوز لوف وجيمس رودريجيز ورونالدو بالجوائز الأهم للفيفا في 2014...

المساهمون