- غياب الحراس الإيطاليين في الأندية الكبرى يضع المنتخب الإيطالي في موقف صعب لإيجاد حراس مرمى ممتازين، خاصة بعد اعتزال بوفون وانتقال دوناروما وفيكاريو إلى أندية خارج إيطاليا.
- الاعتماد المتزايد على الحراس الأجانب يحد من تطور الحراس الإيطاليين الشباب ويؤثر سلباً على قدرة المنتخب الإيطالي على المنافسة في المستويات العليا، في ظل الأزمة المالية التي تواجه الأندية.
سيطر حضور الحراس الأجانب، على منافسات الكالتشيو في المواسم الأخيرة، ذلك أن مختلف الأندية الإيطالية، خاصة التي تراهن على التتويج باللقب، تمنح الفرصة إلى أسماء أجنبية التي يعتبر حضورها مهماً ومؤثراً في الأندية، وخاصة التي تنافس في المسابقات الأوروبية.
ويكاد حضور الحراس الإيطاليين يكون غائباً عن الأندية القوية، خلال السنوات الأخيرة، حيث اختارت معظم الفرق البحث عن أسماء من دوريات أوروبية أخرى، ومنحها الفرصة، وساعدت الكثير من الأسماء على البروز والتألق بدل الاعتماد على أسماء إيطالية، وهو ما ترك المنتخب في موقف صعب، في غياب أسماء قادرة على صنع الفارق، وذلك منذ اعتزال العملاق جانلويجي بوفون، حيث لم يقدر جانلويجي دوناروما على مساعدة المنتخب في المباريات القوية، باستثناء نهائيات بطولة أوروبا في عام 2021، والتي حصد خلالها جائزة أفضل لاعب.
واختار نادي يوفنتوس الإيطالي في المواسم الأخيرة، البولندي، فويتشيك شتشيسني، ليكون الحارس الأول منذ أن غادر جانلويجي بوفون الفريق، وخاض تجربة مع باريس سان جيرمان ثم عاد إلى الفريق مجدداً.
ويتمتع البولندي بثقة المدرب ماسيمو أليغري، رغم أنه ارتكب الكثير من الأخطاء في تجربته مع الفريق، وكلف يوفنتوس خسارة الكثير من النقاط في الكالتشيو وغابت إضافته، لكن إدارة "بيانوكونيري" تدرس خيار تمديد عقده ليستمر مع الفريق مواسم أخيرة، وبالتالي فإنه سيغلق الباب أمام بروز اسم إيطالي، رغم أن يوفنتوس كان دائماً ما يمنح الثقة إلى الحراس الإيطاليين.
وسارع نادي ميلان بالتعاقد مع الحارس الفرنسي مايك مانيان عندما تأكد له أن حارسه السابق جانلويجي دوناروما لا يعتزم تمديد العقد، وبرز الفرنسي بشكل كبير وصنع الفارق في العديد من المناسبات، كما أن ميلان اختار في مناسبات متعددة حارساً أجنبياً، ليعوض الفرنسي عند إصابته، ما يؤكد رغبة إدارة الفريق في منح الثقة إلى الأسماء الأجنبية، رغم أن مانيان كان الأفضل في الفترة الماضية وصنع الفارق باستمرار، ولا يملك الفريق خياراً بديلاً في قيمة الحارس الفرنسي الذي يصنع الفارق، ويساهم أيضاً بصناعة الأهداف في بعض المباريات.
أما الإنتر، متصدر الكالتشيو، فقد كان يحرسه الموسم الماضي، الكاميروني أندريه أونانا، ويعوضه البوسني سمير هاندانوفيتش، وقد غادر الحارسان الفريق هذا الموسم، لتختار إدارة "نيراتزوري" التعاقد مع السويسري يان سومر، من نادي بايرن ميونخ الألماني، وهو يلعب باستمرار، وحسم المنافسة سريعاً، وبات من أفضل الأسماء في الدوري، ورغم تقدمه في السن، فإن إدارة النادي تثق فيه كثيراً.
وفي نادي روما، فإن حارس الأول، هو الصربي مايل سفيلار، وحارسه الثاني برتغالي الجنسية، وهو روي باتريسو، وبالتالي فإن الفريق لا يمنح الفرصة إلى أي حارس إيطالي في الوقت الحالي، حيث بات سفيلار مطلوباً من العديد من الأندية القوية في أوروبا بعد تألقه اللافت. ووجود حارسين أجنبيين في فريق واحد، يثبت بلا شك غياب الثقة لدى إدارة روما في الأسماء الإيطالية.
ويعتمد فريق بولونيا الذي يتألق منذ بداية الموسم، على البولندي لوكاس سكوربسكي، الذي يملك تاريخاً كبيراً في الكالتشيو، وهو من بين الأسماء التي صنعت الفارق، وساهمت في بروز بولونيا الذي يحتل المركز الرابع في الترتيب، في واحدة من أكبر المفاجآت في الدوري الإيطالي. ويقدم سكوربسكي مستويات جيدة، ورغم أنه يجد منافسة قوية حرمته من الظهور مع منتخب بلاده فإنه تألق باستمرار في الكالتشيو.
الكالتشيو يفتقد أفضل الأسماء
خلال السنوات الأخيرة، خسر الكالتشيو، أبرز الحراس مثل رحيل بوفون قبل سنوات عن يوفنتوس ثم دوناروما، كما أن فيكاريو الذي تألق مع فريق فيورنتينا، انضم إلى توتنهام الإنكليزي، ولهذا فإن الحراس الإيطاليين لا يشاركون إلا مع أندية لا توجد ضمن فرق أعلى الترتيب في الموسم الحالي، مثل لاتسيو أو نابولي. وتثق أندية الكالتشيو في الأسماء الأجنبية، رغم أن تاريخ المنتخب الإيطالي يحتفظ بأسماء مميزة في حراسة المرمى صنعت الفارق باستمرار.
كما أن الأندية التي تنافس من أجل تفادي الهبوط في الكالتشيو، تعتمد بدورها على أسماء أجنبية، وهو ما يضعف موقف مدرب منتخب إيطاليا، الذي لا يملك الكثير من الخيارات في مركز حراسة المرمى، ووجد صعوبة من أجل تعويض دوناروما في كل مناسبة يتعرض خلالها إلى إصابة، أو يشهد مستواه تراجعاً.
وقاد غياب الأسماء الإيطالية في حراسة المرمى، إلى ارتفاع أسهم بعض الحراس، مثل نجم مونزا دي غروغوريو، الذي يبرز بتصديات قوية، وهو ما جعل كل الفرق القوية تحاول الحصول على توقيعه، باعتبار أن مستواه كان مميزاً، وكذلك حتى تقلص عدد اللاعبين الأجانب في صفوفها، وبات نجم مونزا مرشحاً للانتقال إلى ميلان، باعتبار قوة العلاقة التي تجمع الفريقين، ولكن يوفنتوس يريد الحصول على توقيعه.
وفشلت الأندية في الكالتشيو في تكوين جيل جديد من حراس المرمى الممتازين، القادرين على رفع التحدي والمنافسة القوية، حيث من النادر أن تمنح الأندية الفرصة إلى حارس صغير السن إلا عند الطوارئ مثلما حصل مع دوناروما الذي استفاد من الإصابات التي حصلت في صفوف ميلان لينال فرصة المشاركة مع الفريق الأول، ولكن هذا الأمر لا يحصل إلا نادراً، حيث تؤمن الأندية بعامل الخبرة، في مركز مهم وحاسم، وبالتالي لم تشهد السنوات الأخيرة بروز الكثير من الحراس، ولسوء حظ الكالتشيو فإن الأزمة المالية التي تعاني منها الأندية جعلتها تخسر أبرز الحراس الذين انتقلوا إلى أندية أقوى مثل باريس سان جيرمان الفرنسي، أو توتنهام الإنكليزي.