القوة الذهنية سرّ الاستمرارية: بنزيمة مثالاً

14 مارس 2022
يعد بنزيمة أحد أبرز نجوم ريال مدريد في القرن الحالي (جوزيه برايتون/Getty)
+ الخط -

لم نعد نشاهد نجوم كرة القدم يواصلون مسيرتهم الاحترافية مع أحد الأندية الأوروبية الكبرى لسنوات طويلة، بعدما دخل عالم الاحتراف، وأصبحت العروض تغري العديد منهم، إلا أن الفرنسي كريم بنزيمة يُعد حالة استثنائية في القرن الحادي والعشرين.

كريم بنزيمة انضم إلى نادي ريال مدريد الإسباني في صيف عام 2009 مع عدد من كبار نجوم كرة القدم، مثل كريستيانو رونالدو وغيرهم، من أجل تجديد كتيبة "الملكي"، لتبدأ مسيرة الفرنسي الحقيقية في عالم "الساحرة المستديرة".

وتعرض بنزيمة للكثير من الضغوط في سنواته الأولى مع ريال مدريد، حتى وصل الأمر إلى مطالبة جماهير الريال بضرورة التخلص من النجم الفرنسي لأنه لا يقدم شيئاً يذكر، خاصة مع سطوع نجم البرتغالي المخضرم كريستيانو رونالدو.

ومع تجاوزه جميع الصعاب والتحديات، استطاع بنزيمة التأقلم، وأصبح حجراً ثميناً في تشكيلة المدربين جوزيه مورينيو وكارلو أنشيلوتي ورفاييل بينيتيز وزين الدين زيدان، الذي تمكن من إعطاء الثقة الكاملة في مواطنه، وجعله هدّافاً يرعب خصومه.

سر استمرار تألق كريم بنزيمة مع ريال مدريد يعود إلى قوته الذهنية، وهو ما أكده في أكثر من مرة أثناء حديثه مع وسائل الإعلام العالمية، حتى إنه ذكر كيف أن قوته الذهنية جعلته يصبح لاعباً أفضل، وليس مهاجماً داخل الصندوق فقط.

صحيح أن بنزيمة حصل على الكثير من العروض، لكن فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، يرفض فكرة التخلي عن مهاجمه الفرنسي، رغم أنه سمح لكاكا وكريستيانو رونالدو ومسعود أوزيل وأنخيل دي ماريا وغيرهم بالرحيل خارج أسوار ملعب "سانتياغو بيرنابيو".

تأثير بنزيمة مع ريال مدريد برز بشكل أكبر بعد رحيل رونالدو، وأصبح الفرنسي أيضاً قائداً لـ"الملكي"، داخل وخارج الملعب، وهذا ما نشاهده جميعاً في طريقة تعامله مع المواهب الشابة، وكيف يقوم بإرشادهم داخل الملعب وخارجه.

نوعية اللاعبين مثل كريم بنزيمة في كرة القدم الحديثة، لم نعد نشاهدها بكثرة، لأن الاستمرار بالتألق مدة 13 عاماً يجب أن يكون خلفه عمل جبار، لكن الأهم هو القوة الذهنية، التي هي الاستمرارية في الملاعب وفي الأندية الأوروبية الكبرى.

المساهمون