استمع إلى الملخص
- وسيم يحلم بأن يصبح أول رياضي فلسطيني يحصل على ميدالية أولمبية، معتمدًا على تدريبات يومية محددة من مدربه، رغم الصعوبات اللوجستية والتحديات الأمنية.
- تلقى دعوة من اللجنة الأولمبية الدولية للمشاركة في أولمبياد باريس، ويواجه تحديات مثل التدريب مع شركاء من أوزان مختلفة وصعوبات السفر بسبب قيود التأشيرة، معبرًا عن تحدي الظروف الصعبة والحرب في غزة.
يتّبع الملاكم الفلسطيني، وسيم أبو سل (20 عاماً)، تعليمات مدرّبه الغزّاوي المقيم في القاهرة، أحمد حرارة، البالغ من العمر 32 عاماً، التي يرسلها عبر الرسائل النصية، بسبب قيود الاحتلال الإسرائيلي على الحركة، التي تمنعه من التدرّب بشكلٍ شخصي، استعداداً لدورة الألعاب الأولمبية في باريس، إذ سيكون أول ملاكم من الأراضي الفلسطينية يشارك في الأولمبياد، إذ يأمل في تدوين اسمه أول رياضي فلسطيني يحصل على ميدالية.
وأكد وسيم أبو سل في تصريحات لوكالة فرانس برس، الجمعة، في صالة الألعاب الرياضية الخاصة به في رام الله بالضفة الغربية: "إنّه حلمي منذ كنت في العاشرة من عمري، كنتُ أستيقظ كلّ يومٍ وأتساءل كيف سأصل إلى الألعاب الأولمبية، لكنني عازم على التألق بالرغم من أنني لا أرى مدربي إلا عندما أسافر للمسابقات الدولية، هو يحدّد برنامجي التدريبي كلّ يوم، وأنا أتدرّب كلّ صباح".
وعلى الرغم من أنّه لم يتأهّل إلى أولمبياد باريس، فقد تلقّى أبو سل دعوة من اللجنة الأولمبية الدولية، بهدف تمثيل جميع الدول المنضوية تحت لوائها، ليُشارك بذلك في فئة الوزن الخفيف (تحت 63 كيلوغراماً)، بأول نزال أولمبي له في 28 يوليو/ تموز المقبل، وذلك بعد تدريبات جزئية أجراها عن بُعد مع مدربه أحمد حرارة، الذي لا يُمكن له الالتقاء بلاعبه إلا في الخارج، لأن الاحتلال الإسرائيلي لا يسمح لأهالي قطاع غزّة بالعودة إلى الأراضي الفلسطينية، إلا في حالات استثنائية.
ويعيش وسيم أبو سل صعوبات أخرى، إذ إن شريكه المعتاد في التدريبات لا يلعب في الفئة عينها، على اعتبار أنّه يزن 71 كيلوغراماً مقابل 57 كيلوغراماً لـ"وسيم"، رغم أن لديه منافساً من الوزن ذاته، لكنه مقيمٌ في القدس، مما يعقّد الأمور عليه بشكل كبير، ولا سيما أنّ الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967، مفصولة عن القدس الشرقية والأراضي المحتلة الأخرى، بحاجزٍ أمني مكوّن من الأسلاك الشائكة والجدران الخرسانية ونقاط التفتيش العسكرية، ولا يمكن للفلسطينيين في الضفة الغربية عبورها إلا بتصاريح خاصة.
وأبدى الملاكم الشاب أسفه تجاه ذلك، قائلاً: "كلّ هذا يجعل تنظيم المسابقات أمراً معقداً، ومِن ثمّ هناك مسابقات أقل في البلاد، كما أن الذهاب إلى الخارج يتضمّن أيضاً نصيبه من الصعوبات، فالعديد من الدول ترفض منح تأشيرات لحاملي جوازات السفر الفلسطينية، الأمر الذي يجعلنا نخسر فرصة المشاركة في المسابقات بسبب انتظار التأشيرات".
ويقول المدرب نادر الجيوسي، الذي يتولى تدريب وسيم أبو سل في المساء: "ليس لدينا الكثير من الملاكمين الجيدين الذين يمكنني تدريبهم مع وسيم، إنه تحدٍّ كبير بالنسبة لنا لأن الحديد يُسنّن الحديد (بمعنى أن المنافسة مع الأقران الأقوياء تساعد في التطوّر)، لكن تعتبر مشاركة أبو سل لحظة فخر، ليس لي فقط، بل لفلسطين كلّها، كان عليه التدريب في ظلّ الحرب في غزّة، مع ما تحمله من تأثير في الصحة النفسية للرياضيين، الذين يتلقون يومياً أخباراً عن زملاء لهم استشهدوا، فقد استشهد مدرب في غارة جوية إسرائيلية، وفقد ملاكم من غزة عمّه، وفقد آخر عينه بسبب شظية قذيفة".