الفتى الذهبي لدورتموند بيلينغهام... جمع الملايين لهدف نبيل

20 مارس 2021
يطمح جود بيلينغهام إلى مواصلة جمع الأموال لدعم الأطفال (Getty)
+ الخط -

لم يقف عامل السن أمام الإنكليزي الصغير، جود بيلينغهام، الفتى الذهبي لنادي بوروسيا دورتموند الألماني، من أجل تحقيق طموحاته السامية خارج عالم كرة القدم، ما جعله حديث وسائل الإعلام العالمية في الفترة الأخيرة.

انتقل جود بيلينغهام (17 عاماً) من نادي برمنغهام سيتي الإنكليزي إلى بوروسيا دورتموند الألماني في سوق الانتقالات الصيفية عام 2020، مقابل 25 مليون جنيه إسترليني، وخاض مع "أسود فيستفاليا" عدداً من المواجهات، جعلته يجد نفسه في صفوف منتخب "الأسود الثلاثة" الأول في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ما جعله أصغر ثالث لاعب يشارك في مباراة ضد أيرلندا.

لكن صعود بيلينغهام إلى عالم الشهرة سريعاً، وراتبه الكبير مع بوروسيا دورتموند، لم يجعلا ينسى القضايا السامية خارج عالم كرة القدم. لذلك، مدّ يد المساعدة في إنشاء مدرسة جديدة في كينيا، بحسب ما ذكرته صحيفة "ذا صن" البريطانية.

ويُعد بيلينغهام سفير أحد المشاريع الخيرية التي توفر التعليم لأطفال العائلات الفقيرة، ضمن الأحياء الشعبية في مدينة مومباسا الكينية، التي يُشرف عليها المؤسسان جيف وزوجته ريتا فاولر، اللذان يعملان على تغيير خارجة التعليم في تلك الدولة.

بدأ الزوجان فاولر رحلتهما في المؤسسة الخيرية، قبل 13 عاماً، عندما استأجرا مبنىً لتعليم 17 طفلاً، وبعد مرور السنوات أصبح لديهما مدرسة كاملة فيها 12 فصلاً دراسياً، يحتضن قرابة الـ300 طفل.

وكشفت ريتا فاولر عن كيفية مشاركة الفتى الذهبي لنادي بوروسيا دورتموند في المشروع النبيل، بقولها: "لقد قدم جود بيلينغهام دعماً مالياً كبيراً في نهاية العام الماضي. لديه قدرة كبيرة على إحداث الفرق، بسبب حساباته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي".

وتابعت: "لقد أنشأ صفحة خاصة لمشروعنا، من أجل جمع التبرعات المالية، وبدأ الأمر بقيام متابعيه بإعطائنا 10 جنيهات إسترلينية في كل فترة، لكن المبلغ المالي ارتفع كثيراً حتى وصل إلى 2000 جنيه إسترليني".

وأضافت: "جود بيلينغهام شخص لطيف للغاية. لقد قابلته مرتين فقط، لكنه يمتلك عائلة رائعة، لأن والده مارك يعمل معنا في المشروع، وهو من أخبر نجله بما نقوم به، ولم يظهر أي تردد بالصعود على أول رحلة جوية متوجهة إلى كينيا كي يشاهد مشروعنا".

لكن مع انتشار وباء فيروس كورونا، أغلقت الحكومة الكينية المدارس، وأصبح التعليم من المنازل أمراً مستحيلاً لأطفال الأسر الفقيرة، الذين لا يمتلكون الوسائل التي تؤهلهم متصلين إلى الإنترنت، حتى يتلقوا تعليمهم.

وأصبحت عائلات الأطفال الـ300 تصارع من أجل البقاء في وظائفهم، ما جعل الجمعية الخيرية تمد يد المساعدة، وتوفر لهم بعض الأساسيات التي يحتاجها الصغير، مثل الطعام والملابس والقرطاسية، والدفاتر والكتب المدرسية، حتى يُكملوا تعليمهم.

وأوضحت ريتا أنه "في كينيا، كان الإغلاق عائقاً كبيراً أمام الأسر الفقيرة، لأن الحكومة قدمت دروساً عبر الإنترنت، لكن القليل من الآباء فقط يمكنهم الوصول إليها، ولم يتمكن معظمهم من ذلك. في البداية، قدمنا ​​الطعام ومواد التعليم إلى 78 من عائلاتنا التي كانت ستعاني من الجوع".

وواصلت: "لقد جاؤوا إلينا قائلين إنهم ليس لديهم نقود، ولم يُسمح لهم بالعمل، وتمكنا من جمع الأموال لإطعام هذه العائلات. أعطيناهم الفاصوليا المجففة ودقيق الذرة، وكانوا يأتون لجمعها كل أسبوعين. عندما جاؤوا لجمع الطعام والصابون، كُلِّفوا أداء واجب منزلي، لكن ذلك كان عائقاً كبيراً لأطفالنا، لكن الآن مع إعادة فتح المدرسة الجديدة كانوا يصطفون عند الباب في محاولة للدخول".

وتابعت: "بالنسبة إلى الآباء والأمهات في المنطقة، فإنهم يعتقدون أن بإمكان طفلهم الذهاب إلى مدرسة تشبه مدرستنا، فهذا أمر لا يصدق بالنسبة إليهم. ربما لم يكن جمع الأموال الحيوية اللازمة لمنع العائلات من الجوع ممكناً دون مساعدة جود بيلينغهام وناديه السابق برمنغهام سيتي".

بعيدا عن الملاعب
التحديثات الحية

في شهر أغسطس/ آب الماضي، سمحت الحكومة البريطانية للزوجين فاولر بجمع التبرعات المالية، من أجل جمعيتهما الخيرية في كينيا، واستطاعا جمع بعض المبالغ المالية الجيدة، لكن أكبرها كانت مقدمة من مستشفيات مدينة برمنغهام.

ولم تنسَ الجمعية الخيرية للزوجين فاولر كرة القدم نهائياً، بعدما دعمت أحد الفرق المحلية الصغيرة، من خلال دفع رسوم الاشتراك في الدوري، وتنقلات اللاعبين في الحافلات، حتى يصلوا إلى مبارياتهم، لكن مع وصول جود بيلينغهام تغير كل شيء.

ونجح جود بيلينغهام بجعل شركة أديداس الألمانية المختصة بصناعة المستلزمات الرياضية، تقتنع بمشروع الجمعية الخيرية. لذلك، زودت الشركة الفريق الصغير بملابس جديدة، لونها أزرق تشبه ما يرتديه فريقه السابق برمنغهام سيتي.

وتحدث جود بيلينغهام عن فخره الكبير، بعدما شاهد لاعبي الفريق الصغير في مدينة مومباسا الكينية، يرتدون ملابسهم الجديدة، بعدما أرسل له الزوجان فاولر بعض الصور لحساباته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، ليكشف عن رغبته العارمة في السفر إليهم، حتى يشاهدهم على أرض الواقع.

وقال جود بيلينغهام: "لقد رأيت كل الصور للفريق الصغير، وقد أعطتني شعوراً رائعاً، بعدما شاهدت الابتسامة على وجوههم، والسعادة تغمرهم، وأنا أرغب بمواصلة تقديم المساعدة لهم في المستقبل"، مضيفاً: "كلما زاد الاهتمام الذي أحصل عليه من القيام بأشياء جيدة على أرض الملعب، آمل أن ينتقل ذلك إلى الأعمال الخيرية. لذلك فهو بالتأكيد في صميم ذهني كعامل دافع لي لمواصلة العمل الجاد والأداء الجيد حتى تستفيد المؤسسة الخيرية جداً".

وختم الفتى الذهبي لبوروسيا دورتموند حديثه بقوله: "أنا حريص حقاً على السفر إلى كينيا في المرحلة المقبلة، لأرى ما يمكنني القيام به مباشرةً للمساعدة. أريد تذكير نفسي دائماً بأن حياتي ليست فقط كرة القدم، ولكن ما يرتبط أيضاً خارج الملاعب".

المساهمون