العيدوني.. لاعب حديدي بقلب عربي يُعطل ماكينة الدنمارك في مونديال قطر

22 نوفمبر 2022
فرض العيدوني نفسه لمواجهة تونس والدنمارك (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

نجح المنتخب التونسي في الصمود خلال أول اختبار قوي في كأس العالم قطر 2022، اليوم الثلاثاء، وفرض منطقه أمام الدنمارك، محققاً نقطة التعادل بلا أهداف، وذلك بفضل خط وسط ميدان قوي يقوده المتألق عيسى العيدوني.

واختير العيدوني رجلاً للمواجهة بفضل تدخلاته الموفقة ونشاطه المستمر، كما وجه بقية زملائه عبر نظام تكتيكي وضعه المدرب جلال القادري، فكان نقطة مشعة وسط مجموعة من اللاعبين التونسيين المتألقين طيلة التسعين دقيقة.

طفولة عادية وجنسية ثلاثية

عاش لاعب خط الوسط الشاب، عيسى العيدوني، طفولة عادية بفضل والديه اللذين دأبا على أن يوفرا العيش الكريم للعائلة، وقام والده الجزائري ووالدته التونسية بتربيته على الطريقة العربية والإسلامية، ونجحا في مهمتهما بمتابعته حتى أصبح لاعب كرة القدم.

قلب منقسم وحب متساوٍ

عيسى العيدوني.. طفل تونسي جزائري، احتفظ بحب البلدين وارتباطه الشديد بهما، وتبدو مشاعره معقولة ومقبولة بالنظر للعلاقة المميزة بين الشعبين، لكن رغبته الرياضية مالت في أول الأمر إلى اللعب مع المنتخب الجزائري، وأبرز ذلك عبر تصريحات سبقت تمثيل "نسور قرطاج"، لأنه لم ينل ثقة المدرب جمال بلماضي.

فرصة تونسية ووفاء غير معقول

لم يمانع العيدوني تمثيل أحد المنتخبين، وبعدما تلقى أول اتصال من المنتخب التونسي سارع لتلبية النداء، ووسط الشكوك والكلام الكثير الذي قيل عنه، أثبت لاعب خط الوسط أنه محترف بحق، فمنح كل ما يمتلكه من مجهود لنسور قرطاج على أرضية الميدان، وأبدى وفاءه عبر رغبته الكبيرة في الدفاع عن ألوان العلم التونسي.

حزن لإقصاء الجزائر

في حوار مع "العربي الجديد"، في يونيو/ حزيران 2022، عبر عيسى العيدوني عن أسفه لغياب بلده الثاني الجزائر عن المشاركة في كأس العالم، ووجه رسالة دعم وتشجيع قال فيها: "أفتخر باللعب لتونس، لكن الجزائر كذلك بلدي ووطن والدي، لذلك أتمنى الخير للشعبين على حد سواء".

مشوار متوسط مع الأندية

وعكس مشواره المميز مع المنتخب، لم يعش العيدوني تجربة مميزة مع الأندية حتى موسم 2020 عندما انضم إلى نادي فيرنكفاروس المجري، وقبله فولونتاري الروماني، وأندية متوسطة في فرنسا مثل أنجيه، أو أقل كنادي ليزيربيي وشامبلي.

بداية حلم.. مونديال ورجل حديدي

وانطلق حلم العيدوني بالمشاركة في المونديال حاملاً ألوان المنتخب التونسي، وكان رقماً مهماً في معادلة التأهل العالمية، ليرد الثقة التي وضعها فيه المدرب منذر الكبير وخليفته جلال القادري في المباراة الأولى ضد الدنمارك، ليجعل المتابعين يصفونه بالرجل الحديدي الذي يتعب، لكنه لا يمل من تقديم الإضافة.

المساهمون