مسلسل رونالدو مع المان يونايتد يشهد نهاية الأسبوع حلقة جديدة مثيرة للتساؤلات وعلامات الاستفهام، والكثير من التفاؤل باستمرار النجم البرتغالي مع فريقه من خلال تغريدة له على إنستغرام قال فيها إن "الملك سيلعب هذا الأحد" في إشارة إلى مشاركته في المباراة الودية التحضيرية الأخيرة للمان ضد رايو فاييكانو، بالموازاة مع انتشار أخبار عن عودة مرتقبة للمدرب الأسطورة اليكس فيرغسون في منصب مستشار للنادي ما جعل المتتبعين يربطون بين الحدثين ويتوقعون استمرار رونالدو مع فريقه بعد كلّ الأخبار والشائعات والتكهنات التي تحدثت عن التحاقه بالبايرن وتشلسي وأتلتيكو مدريد وسبورتينغ لشبونة وروما وكذلك نابولي الإيطالي بعد أن أبدى محيطه عن رغبته في الرحيل إلى وجهة أخرى ولو على سبيل الإعارة تسمح له بالمشاركة في دوري أبطال أوروبا.
البداية كانت بعودة رونالدو إلى مدينة مانشستر الثلاثاء الماضي رفقة وكيل أعماله جورجي مينديز لبحث مستقبله مع الفريق بعد غيابه عن المباريات الودية التحضيرية في أستراليا وتايلاند لأسباب قيل عنها إنها شخصية، ثم بنشر صحيفة "ديلي ميل" البارحة خبر التحاق السير أليكس فيرغسون بالهيئة الاستشارية للنادي بعد عشر سنوات من رحيله عن القلعة الحمراء، وهو الأمر الذي اعتبره العديد من المتابعين بداية انفراج الأزمة بين رونالدو والمان بوساطة من فيرغسون الذي تربطه علاقة متميزة بالدون، تم توظيفها لإقناع رجل يفعل المستحيل من أجل الرحيل، حتى ولو كلّف ذلك خسارة شعبيته في المان، مثلما حدث له مع جماهير الريال ثم جماهير اليوفي الموسم الماضي، عندما قرر فجأة مغادرة الفريق قبل انتهاء عقده.
رونالدو لم يكتف بإعلان عودة الملك على إنستغرام كما وصف نفسه بمناسبة مواجهة رايو فاييكانو غداً الأحد، بل تهكم على الصحافيين قائلاً: "من المستحيل ألا تتحدثوا عني لمدة يوم واحد، وإلا فإن الصحافة لن تجني الأموال"، مضيفاً: "يعلمون جيدا أنهم اذا لم يكذبوا، فلا يمكنهم جلب انتباه الناس، استمروا، لعلكم تنجحون يوماً ما في نشر الأخبار الصحيحة".
ومع ذلك لا يزال الغموض يكتنف مستقبل اللاعب في ظل تضارب الأخبار وتزايد التكهنات بعودته إلى إيطاليا من بوابة روما أو نابولي، قبل أن يعود الأمل في احترام بنود عقده بعودة فيرغسون كمستشار تنفيذي، في وقت لم يجرؤ أي فريق أوروبي على تقديم عرض رسمي لانتدابه لأسباب ذاتية وموضوعية، فنية ومادية معقدة تتطلب جرأة كبيرة، وتشكل مغامرة غير معلومة العواقب مع لاعب غير عادي، يتمتع بشخصية قوية وكاريزما تسمح له كل مرة بفرض نفسه وتحقيق نزواته ورغباته.
أليكس فيرغسون صاحب الثمانين عاماً، المتوج بـ38 لقباً من بينها 13 دوريا محليا ولقبان أوروبيان على مدى 26 عاماً لم يدل من جهته بأي تصريح، لكنه لم يفند الأخبار التي تحدثت عن عودته، ودوره في إقناع رونالدو بالاستمرار من موقعه الجديد كأحد المستشارين الذين عينهم الرئيس التنفيذي الجديد ريتشارد أرنولد رفقة سفير النادي اللاعب الشهير براين روبسون والمديرين التنفيذيين السابقين للفريق جون مورتو وديفيد جيل، محملين بكلّ رصيدهم وخبرتهم وحنكتهم لإنقاذ فريقهم من المأزق الذي يتخبط فيه منذ سنوات، وكلفّهم الغياب عن منصة التتويجات لأول مرة الموسم الماضي، والغياب عن مسابقة دوري الأبطال لهذا الموسم، ومواجهة تحدي الاحتفاظ برونالدو ومرافقة المدرب الهولندي إيريك تين هاغ لاعادة أمجاد ناد ليس ككل النوادي، يمرّ بظروف صعبة ويعيش ضغوطات إعلامية وجماهيرية كبيرة.
الأكيد أن السير أليكس فيرغسون عاد كمستشار بصلاحيات تنفيذية، ورونالدو "الملك" كما وصف نفسه سيلعب غداً في الأولد ترافورد المباراة الودية أمام رايو فاييكانو، لكن استمراره أو عدمه يبقى معلقاً إلى حين، والمفاجأة تبقى واردة في أي لحظة.