الرجل القصير مولر.. لدغة السرعة القاتلة التي أنهت أحلام كرويف

في كتابه "البرتقالي اللامع" (Brilliant Orange)، الذي يتحدث عن العبقرية في الكرة الهولندية، كتب المؤلف ديفيد وينر عن الراحل الأسطورة الألماني غيرد مولر.

قال وينر "كان مولر قصير القامة، شكله غير ملائم، لم يكن سريعاً بشكل ملحوظ، فهو لم يتطابق أبداً مع الفكرة التقليدية للاعب كرة القدم العظيم، لكن كان لديه تسارع قاتل في المسافات القصيرة وغرائز خارقة في تسجيل الأهداف".

نعم كان مولر قاتلاً لحراس المرمى، كان يبلغ طوله 176 سنتمترا، لكنه أحرز خلال مسيرته 654 هدفاً في 716 مباراة، وهو رقم استثنائي وعالٍ لم ينجح العديد من المهاجمين في الوصول إليه ولا حتى إلى نسبته أي بمعدل 0,91 هدف في كلّ مباراة.

لماذا قال وينر هذا الكلام عن مولر في كتابه البرتقالي الذي يتناول الكرة الهولندية؟ السر يعود إلى نهائي مونديال 1974، الذي حرم فيه اللاعب الألماني منتخب هولندا بقيادة الأسطورة يوهان كرويف من حصد اللقب الأغلى.

حينها تقدّمت الطواحين الهولندية عبر نيسكنز مبكراً في الدقيقة الثانية قبل أن يعادل بول بريتنر الكفة من علامة الجزاء أيضاً كما حال الهدف الأول.

في الدقيقة 43 استطاع مولر هزّ شباك الحارس يان يونغبلويد، بعدما تلقى كرة عرضية تراجع فيها قليلاً للخلف، بشكل خاطف وقف على قدمه اليسرى وسدد باليمنى، معلناً تتويج ألمانيا.

يتابع وينر وصفه الدقيق لمولر، يقول عنه "أعطته ساقاه القصيرتان مركز ثقل منخفض بشكلٍ غريب، كان قادراً على الدوران بسرعة وبتوازنٍ مثالي وهذا من شأنه أن يتسبب في سقوط اللاعبين أمامه، كان لديه أيضاً موهبة التسجيل في المواقف غير المتوقعة".

قد يظن البعض الآن أن مولر لم يكن سريعاً جداً بسبب طوله، أو أنه لا يركض البتة، لكن نقطة قوته النموذجية كانت تلك القامة، السرعة في المسافات القصيرة القاتلة والخفة أعظم ما ميزه، لم يكن يحتاج إلى لخطوة ثم الثانية حتى ينفجر كالمدفع مسرعاً نحو هدفه.

بعيدا عن الملاعب

التحديثات الحية

البومبر الألماني مولر.. رجلُ الأضواء والمعاناة والأيقونة الراسخة

كان مولر عظيماً في التحليق، يتفوق على المدافعين الأطول منه بفضل قفزته العالية وقوة قدميه، في إحدى المناسبات قال زميله السابق عنه الأسطورة الآخر فرانتز بيكنباور "كان صاحب وتيرته مذهلة، في التدريبات لعبت ضده ولم يتح لي الفرصة أبداً".