"الجيل الضائع في الملكي"... ربيع زيدان الذي لم يأتِ

FA75911F-93E5-4D86-8C62-4BD8C2710E59
رياض الترك
صحافي لبناني وكاتب رياضي في موقع وصحيفة العربي الجديد منذ عام 2014. مولع بالرياضة ومختص في شؤون إدارتها أيضاً.
01 فبراير 2021
"الجيل الضائع في الملكي"... ربيع زيدان الذي لم يأتِ
+ الخط -

في الأسابيع الماضية أنقذ الحرس القديم المدرب زيدان من اقتراب شبح الإقالة بعد الإقصاء من بطولتي "السوبر" وكأس ملك إسبانيا، لكن الجنود القدامى لم يعد بمقدورهم المتابعة على ذات الطريق وتقديم الأداء القوي باستمرار وإنقاذ المدرب الفرنسي دائماً، إذ برزت الحاجة للاعبين شباب بغية تعديل الأمور الفنية في المستقبل.

ورغم أن ريال مدريد كان يملك عدداً كبيراً من الأسماء الشابة الواعدة، إلا أنه تخلى عنهم بسهولة بدلاً من المحافظة عليهم والاستفادة من قدراتهم الفنية المُميزة في الوقت الحرج من الموسم، وخصوصاً أن النادي "الملكي" بات يُنافس على لقب واحد تقريباً، هو دوري أبطال أوروبا، الذي يبدو أنه ليس في المتناول أيضاً، بسبب جودة الأندية الأخرى المنافسة على اللقب هذا الموسم، ويكشف هذا التقرير جيل "الملكي" الضائع.

من أوديغارد إلى يوفيتش

انتقل اللاعب النرويجي مارتن أوديغارد إلى فريق أرسنال الإنكليزي أخيراً، وطوى صفحة ريال مدريد بعد فترة سلبية عاشها مع زيدان بسبب عدم حصوله على فرص حقيقية لتقديم ما لديه في الملعب. خسر النادي "الملكي" موهبة في خط الوسط كانت قادرة على التطور لو لعبت مباريات أكثر مع محاولة تغيير الأمور الفنية في خط وسط الفريق، بالإضافة إلى كونه بديلاً لكروس أو مودريتش.

ولم يلعب أوديغارد سوى 367 دقيقة في 9 مباريات ("الليغا" ودوري أبطال أوروبا)، ورغم عدم حصوله على فرصة حقيقية لإثبات نفسه، إلا أن إدارة ريال مدريد قررت التخلي عن أوديغارد بسهولة، وسهلت انتقاله إلى فريق أرسنال الإنكليزي، وهناك ستبدأ رحلة إثبات نفسه.

أما اللاعب الثاني، فهو داني سيبايوس الذي أصبح قطعة أساسية في فريق أرسنال مع المدرب ميكيل أرتيتا، رغم أنه تعرض لإصابة قوية، وما زال بعيداً عن الملعب منذ أكثر من شهر. لكن سيبايوس كان سيُساعد ريال مدريد كثيراً لو لم يُغادر على سبيل الإعارة، وسيكون بديلاً مثالياً لنجوم خط الوسط، كذلك فإنه حل مثالي للمدرب الفرنسي زيدان في عملية المداورة.

في المقابل، يأتي اسم المهاجم لوكا يوفيش إحدى المواهب الهجومية التي لم يعرف ريال مدريد الاستفادة منها، إذ لم يحصل المهاجم السلوفيني على فرص حقيقية لتقديم نفسه مثلما كان يفعل في الدوري الألماني. ويلوم البعض المدرب زيدان، لأنه لم يمنح ثقته الكبيرة بيوفيتش وفضل الاعتماد على المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة في معظم الأوقات.

ماركوس يورينتي وأشرف حكيمي

ربما أكثر موهبتين يندم عليهما ريال مدريد هما الإسباني ماركوس يورنتي والمغربي أشرف حكيمي. يورنتي أصبح قطعة أساسية في تشكيلة فريق أتلتيكو مدريد مع المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني. رفض زيدان الاعتماد على يورنتي، وطلب رحيله مقابل 40 مليون يورو. اللاعب اليوم مُبدع في خط وسط "الروخيبلانكوس"، وهو اللاعب الذي سجل هدفين في مرمى ليفربول الموسم الماضي، عندما أقصي النادي الإنكليزي من دور الـ16 في بطولة دوري أبطال أوروبا.

وطبعاً يحتاج ريال مدريد لاعباً مثل يورينتي اليوم، ذكي في تحركاته في الملعب، قادر على إنهاء الفرص أمام المرمى عكس المهاجمين الذين يلعبون اليوم في خط مقدمة الفريق.

في المقابل، يُعتبر قرار الاستغناء عن الظهير المغربي أشرف حكيمي من أكثر القرارات الخاطئة، فحكيمي انتقل إلى فريق إنتر ميلان الإيطالي، وهناك يُقدم مستوى رائعاً من خلال صناعة الأهداف وتسجيلها. ولا يملك النادي "الملكي" اليوم ظهيراً بحجم أشرف حكيمي، بل يفتقر إلى الظهير الذي يصنع الأهداف.

في المقابل، لا يبدو أن فيرلاند ميندي قادر على تقديم الإضافة في مركز الظهير، وداني كارباخال لم يعد يملك ذات المستوى الذي كان يقدمه في السنوات الماضية، ولطالما صنع كرات عرضية مؤثرة غيرت الكثير في مباريات ريال مدريد. مع الإشارة إلى أن أشرف حكيمي يتفوق على جميع أظهرة النادي "الملكي" تهديفياً.

الظهيران ثيو وريغيليون ومواهب صغيرة

يُقدم الثنائي، ثيو هيرنانديز وسيرجيو ريغيليون مستويات مُميزة مع الأندية التي يلعبان معها، فالأول أمسى قطعة أساسية في تشكيلة فريق ميلان متصدر بطولة الدوري الإيطالي، أما الثاني فأصبح عنصراً أساسياً في تشكيلة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو مع فريق توتنهام. واللافت أن الظهيرين ارتفع سعرهما في السوق بعد مغادرتهما لفريق ريال مدريد، إذ لم يحظيا بفرصة حقيقية لتقديم ما لديهما على أرض الملعب في عهد المدرب زيدان.

في المقابل، تبرزُ إلى الواجهة مشكلة هجومية لريال مدريد بسبب عدم قدرة اللاعبين الموجودين حالياً على تقديم الكثير مثل فينيسيوس جونيور وماركو أسينسيو، وهنا تبرز أهمية الموهبتين براهيم دياز وتاكيفوسا كوبو، اللذين لو بقيا وحظيا بفرص حقيقية لكانا نجحا في ريال مدريد. وهنا يجب الإشارة إلى أن دياز لعب 25 مباراة مع ميلان هذا الموسم ونجح في تسجيل 4 أهداف وصناعة 3 وهو في سن الـ21 سنة.

فالفريق يحتاج لعناصر شابة، حتى لو كانت صغيرة لكي تدخل في أجواء النادي "الملكي" أكثر وتكسب الخبرة المطلوبة وتصنع الفارق وتُقاتل من أجل مركز أساسي في تشكيلة زيدان، خصوصاً أن الاعتماد على العناصر القديمة لا يمكن أن يستمر طويلاً في ظل تذبذب النتائج على الصعيد المحلي.

ذات صلة

الصورة
أكرم عفيف يقدم بطولة استثنائية مع قطر (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أكد هرنان سانز مدير العلاقات العامة والمنسق الإعلامي لنادي فياريال، أن الفريق الإسباني ما زال يتابع النجم القطري أكرم عفيف المتألق في كأس آسيا حالياً.

الصورة
Iturralde Gonzalez

رياضة

كشف الحكم الإسباني السابق إدواردو إيتورالدي غونزاليس، في حديثه مع "العربي الجديد"، عن مواضيع عديدة، بينها أحداث دارت في الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، وكذلك أصعب مواجهة قادها.

الصورة

رياضة

حلّ هيرفي بينو، وهو صحافي في "ليكيب" الفرنسية، ضيفاً على "العربي الجديد" بعد مباراة الأهلي المصري أمام نظيره ريال مدريد الإسباني في نصف نهائي كأس العالم للأندية المقامة حالياً في المغرب، أمس الأربعاء.

الصورة

رياضة

كشفت الجماهير المغربية التي حضرت بكثافة في ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، سبب تشجيعها نادي ريال مدريد الإسباني على حساب الأهلي المصري، في نصف نهائي كأس العالم للأندية، خلال اللقاء الذي انتهى لصالح الفريق "الملكي".

المساهمون