الجزائر ومونديال قطر 2022... أحلام وأرقام قياسية

19 اغسطس 2021
المنتخب الجزائري وأحلام كبيرة في المونديال (Getty)
+ الخط -

سيكون المنتخب الجزائري، على غرار باقي المنتخبات الأفريقية بداية من شهر سبتمبر/أيلول المقبل، على موعد مع دخول معترك تصفيات القارة السمراء المؤهلة إلى بطولة كأس العالم، وسط توقعات بتأهل منتخب "المحاربين" وتألقه في هذا العرس العالمي الذي ستستضيفه قطر، في الفترة الممتدة من 21 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول لعام 2022، ولأول مرة في الشرق الأوسط والبلدان العربية.

وكانت قرعة التصفيات التي أقيمت مطلع عام 2020 قد أوقعت المنتخب الجزائري في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات بوركينا فاسو، وهو المنافس الأبرز لرفقاء رياض محرز في هذا السباق، إضافة إلى منتخبي جيبوتي والنيجر، وهما منتخبان من المنتظر ألّا يُشكلا أي صعوبة لأبطال أفريقيا في طريقهم صوب قطر للعب المونديال العالمي شتاء العام المقبل.

ويستهل رجال المدير الفني جمال بلماضي مشوارهم في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم بمواجهة على ملعب مصطفى تشاكر في مدينة البليدة الجزائرية أمام منتخب جيبوتي، في 2 سبتمر/أيلول المقبل، على أن يرحل لمواجهة منتخب بوركينا فاسو في 7 منه.

وفي حالة نجاح المنتخب الجزائري في التأهل عن مجموعته الأولى، سيكون "المحاربون" أمام مهمة أكثر صعوبة قبل ضمان تأهلهم إلى مونديال قطر، وهي تجاوز المباراة التي سيواجه فيها أحد المنتخبات التسعة المتأهلة من باقي المجموعات، التي ستُصنَّف وفقاً لترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لآخر شهر من إجراء القرعة، بمعنى أنّ منتخب "المحاربين" سيتفادى مواجهة المنتخبات التي تسبقه في الترتيب الأفريقي على غرار منتخبات السنغال، تونس ونيجيريا، إلا أنه يبقى من المحتمل أن يواجه مثلاً المنتخب المصري الذي يبقى لحد الآن خارج ترتيب الخمسة الأوائل في هذا الترتيب، وهذا ما سيتضح أكثر عند تجاوز هذه المنتخبات المجموعات التي ستنافس فيها على ورقة الترشح للعرس العالمي.

وسيعوّل جمال بلماضي في هذه المهمة على العديد من الأسماء المتألقة في الدوريات الأوروبية والعربية، حتى إن الأسماء الأساسية لن تختلف عن تلك التي يعتمد عليها منذ سنوات، على غرار رياض محرز، يوسف بلايلي وبغداد بونجاح، إضافة إلى إسماعيل بن ناصر وعيسى ماندي وسفيان فيغولي.

أما في حالة وجود إصابات أو نقص في المنافسة، فالمدرب السابق لنادي الدحيل القطري يملك أسماءً قادرة على دخول تشكيلته الأساسية، وعلى سبيل المثال لا للحصر، نجم وست هام يونايتد الإنكليزي، سعيد بن رحمة، وكذلك أندي ديلور مهاجم مونبلييه الفرنسي واللاعب الجديد أحمد توبة مدافع فالفيك الهولندي. إلا أنّ المشكلة التي قد تكون هاجساً لبلماضي، غياب بديل حقيقي للظهير الأيسر رامي بن سبعيني، إذ كان المدرب لم يقتنع بما قدمه بدلاء في ذلك المركز، وهم محمد فارس وأيوب عبد اللاوي، إضافة إلى نوفل خاسف المحترف في نادي تونديلا البرتغالي.

مشوار المنتخب الجزائري في التصفيات المونديالية من المنتظر أن يحمل كذلك أرقاماً مهمة لهذا الجيل الذي يتألق على مدار 3 سنوات تحت قيادة بلماضي، الذي استطاع بعمل كبير على المستوى الذهني والنفسي، إضافة إلى تكتيكي، تقديم لاعبين أظهروا قدرات يمكنهم بها مجاراة أكبر المنتخبات العالمية، وهذا بعد أن كان قد ورث منتخباً محطماً من جميع الجوانب الفنية والنفسية، بعد تعاقب العديد من المدربين الذين فشلوا في تحسين مستوى المنتخب، آخرهم أسطورة كرة القدم الجزائرية، رابح ماجر، الذي رغم اسمه كلاعب لامع، إلا أنه لم يستطع أن يكون المدرب الناجح للمنتخب طوال الفترات الثلاث التي أمسك فيها زمام تدريب "الخضر"، وآخرها فترته التي كانت من 2017 إلى 2018، حيث تواصل معه تراجع مستوى المنتخب الجزائري، ما أثّر بشعبيته لدى الجماهير، التي طالبت في ذلك الوقت بضرورة إقالته قبل دخول المواعيد المهمة، على غرار تصفيات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2019.

ومن الأرقام التي سيكون منتخب الجزائر أمام فرصة تحسينها، الرقم القياسي في عدد المباريات المتتالية دون هزيمة. فقد كان "المحاربون" قد وصلوا في يونيو/حزيران الماضي إلى المباراة الـ 27 دون خسارة وتحطيم الرقم السابق الذي كان مسجلاً باسم منتخب ساحل العاج (26 مباراة)، ومنه الاقتراب من الرقم العالمي بـ35 مباراة، المسجل حالياً باسم منتخبي البرازيل وإسبانيا. ولو أن المنتخب الإيطالي حامل لقب بطولة أمم أوروبا الأخيرة يبقى على بعد مباراة واحدة من معادلته، بعدما وصل إلى 34 مباراة دون هزيمة، وهو المنتخب الذي يعيش كذلك فترة ذهبية مع مديره الفني روبرتو مانشيني منذ تعيينه عام 2018، خلفاً للمقال جيامبييرو فيانتورا الذي كان قد فشل في تأهيل منتخب بلاده إلى مونديال روسيا.

وتصبّ الترشيحات في أن يصل المنتخب الجزائري إلى المباراة الـ 33 دون هزيمة مع شهر نوفمبر/تشرين الثاني، ومع اختتام دور المجموعات للتصفيات المؤهلة إلى المونديال، لأن هذا المنتخب سيكون مفضلاً لتجاوز المنتخبات الثلاثة في مجموعته الأولى، على أن تكون بطولة العرب للمنتخبات التي ستنظمها قطر نهاية العام المقبل، فرصة لمواصلة التنافس مع المنتخب الإيطالي على الوصول إلى الرقم القياسي في عدد المباريات المتتالية من دون خسارة، رغم أن المنتخب الجزائري سيدخل كذلك البطولة العربية بتشكيلة مكونة من اللاعبين المحليين، يقودهم المدرب مجيد بوقرة، الذي قرر كذلك الاعتماد على بعض لاعبي المنتخب الأول المحترفين في الدوريات العربية، وهذا مع صعوبة الاعتماد على الأسماء المحترفة في الدوريات الأوروبية، رغم أن المنافسة ستكون تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إلا أن بلماضي يريد أن يكون لاعبوه في أتمّ جاهزيتهم قبل دخول بطولة أمم أفريقيا العام المقبل، التي فيها سيدافع الجزائريون عن اللقب.

المساهمون