تعود الحياة إلى التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2024 في ساحل العاج، بعد توقف دام عدة أشهر، عبر انطلاقة الجولة الثالثة، بحثاً عن 3 نقاط غالية لتعزيز فرص مواصلة المشوار بنجاح صوب مشاركة تاريخية للمنتخبات العربية من حيث عدد المتأهلين إلى بطولة الـ"كان".
وتتجه الأنظار في الكرة العربية صوب ملعب نيلسون مانديلا في الجزائر، حينما يلتقي منتخب "المحاربين" نظيره في النيجر، في إطار منافسات المجموعة السادسة، من أجل مواصلة الجزائريين انطلاقتهم القوية في التصفيات، والاقتراب خطوة من بلوغ النهائيات.
ويملك منتخب الجزائر في جعبته 6 نقاط من مباراتين، فيما يملك النيجر نقطتين فقط في جولتين، ويحتل المركز الثاني بفارق 4 نقاط كاملة عن صاحب الصدارة الجزائر.
وتمثل مباراة الجزائر والنيجر أولوية كبرى بالنسبة إلى الجماهير الجزائرية بشكل خاص والعربية بشكل عام، التي تترقب مدى تأثير عملية تجديد الدماء الواسعة التي أقدم عليها المدير الفني جمال بلماضي في تشكيلة الفريق، واختيار لاعبين مهاجرين، أعلنوا رسمياً الانضمام للجزائر على حساب منتخبات أوروبية، أملاً في استعادة عرش القارة السمراء.
وتضم تشكيلة منتخب الجزائر الحالية مجموعة من الوجوه الجديدة المحترفة في أوروبا وتضم: بريان آيت نوري (وولفرهامبتون)، وفارس شايبي (تولوز)، وكيفن فان دين كيرخوف "قيتون" (باستيا)، وبدر الدين بوعناني (نيس)، وجوان حجام (نانت)، مع لاعب سادس من الدوري الجزائري هو زين الدين بلعيد، مدافع اتحاد العاصمة الذي يتألق بشكل لافت.
وشهدت اختيارات جمال بلماضي أيضاً مفاجآت، بعدما أعاد لاعبين إلى الحسابات عقب فترة استبعاد ليست بالقصيرة عن منتخب الجزائر، مثل رايس مبولحي، حارس المرمى المخضرم، وسعيد بن رحمة المتألق في الدوري الإنكليزي حالياً، وكذلك بغداد بونجاح، مهاجم السد القطري، العائد بعد فترة غياب طويلة تخطت العام، عقب إصابة المخضرم إسلام سليماني قبل بدء التجمع، خاصة مع استعادة بغداد بونجاح الكثير من مستواه في الفترة الأخيرة، وتألقه رفقة "محاربي الصحراء".
كما ضمت قائمة الجزائر نجوماً خلال فترات سابقة، مثل رياض محرز، هداف مانشستر سيتي الإنكليزي وأفضل لاعب أفريقي سابق، وهو قائد المنتخب الجزائري، وإسماعيل بن ناصر، نجم ميلان الإيطالي ولاعب الوسط المميز الذي لمع بشدة في الدوري الإيطالي، إلى جانب لاعبين آخرين من أصحاب الخبرات، مثل رامي بن سبعيني ونبيل بن طاليب ويوسف بلايلي وعيسى ماندي.
ويأمل جمال بلماضي، المدير الفني للجزائر، في الجمع بين تقديم كرة جميلة وتحقيق فوز كبير لبث الثقة في نفوس الجماهير ببدء عملية تجديد دماء في التشكيلة.
وفي المجموعة التاسعة، يخوض منتخب عربي آخر هو السودان لقاء شديد الصعوبة، عندما يحل ضيفاً على الغابون، طلباً للفوز، وتدشين ضربة بداية قوية له مع مدربه المغربي الجديد بادو الزاكي. وتمثل مباراة الغابون فرصة لمنتخب "صقور الجديان" لإنعاش الآمال في المنافسة على قمة ووصافة المجموعة، والتأهل للبطولة القارية، وكذلك بداية للتجربة العربية ممثلة في بادو الزاكي صاحب الخبرات الكبيرة مع المغرب في مجال التدريب والذي وصل من قبل كمدرب لمنتخب "أسود الأطلس" لنهائي أمم أفريقيا 2004.
يملك منتخب السودان 3 نقاط، مقابل 4 نقاط للغابون الوصيفة خلف موريتانيا. ويراهن بادو الزاكي على خليط من نجوم الهلال والمريخ المتألقين في مسابقة دوري الأبطال الأفريقي، مثل علي أبوعشرين ومحمد المصطفى حارسي المرمى، والطيب عبد الرازق ومحمد أرنق وأطهر الطاهر ومصطفى كرشوم وتاج الدين يعقوب والمحترف في فاركو المصري سيف تيري رأس الحربة العائد من جديد إلى الحسابات السودانية بعد فترة غياب طويلة دامت لأكثر من عام، بسبب إصابته بقطع في الرباط الصليبي، وهي تشكيلة قوية يأمل المدرب الزاكي في أن تمنحه الانتصار على الغابون أو التعادل، على الأقل في الجولة الثالثة، ووضع قدم في سباق التأهل.
وبعيداً عن المنتخبات العربية، تشهد افتتاحية الجولة الثالثة مواجهات أخرى صعبة، حين يلتقي منتخب مدغشقر، ولديه نقطة واحدة، نظيره في أفريقيا الوسطى، الذي يملك نقطة واحدة في المجموعة الخامسة. وفي المجموعة نفسها يلتقي غانا المتصدر، برصيد 4 نقاط، منافسه في أنغولا، ولديه 4 نقاط في لقاء قوي في إطار السعي إلى الصدارة. وفي المجموعة الثامنة، يلتقي زامبيا، ولديه 3 نقاط، منتخب ليسوتو الذي حصد نقطة واحدة.