الصربي نوفاك ديوكوفيتش والإسباني رفائيل نادال والسويسري روجيه فيدرير كلها أسماء لامعة ومعروفة في "لعبة الأمراء" عالمياً وعربياً، وصنعوا جزءاً من تاريخ اللعبة بفضل موهبتهم والألقاب المتعددة التي حققوها ويحققونها حتى الآن.
وعلى صعيد منافسات السيدات أيضاً يحفظ الكثيرون عن ظهر قلب أسماء لاعبات مثل الروسية ماريا شارابوفا أو الأميركية سيرينا ويليامز أو البيلاروسية فيكتوريا أزارينكا، إلى جانب وجوه تقدم أداء رائعاً مؤخراً مثل الرومانية سيمونا هاليب أو معتزلة مثل الصينية نا لي.
وبنفس الطريقة التي تشتهر بها هذه الأسماء عالمياً وعربياً، ربما لا يدرك الكثيرون وجود لاعبين ولاعبات عرب يمارسون هذه الرياضة لأسباب متنوعة؛ منها عدم انتشار البنية التحتية الملائمة لممارستها وبكل تأكيد لكون كرة القدم هي الشغف الأول لمحبي الرياضة في الوطن العربي.
ويعد وضع لعبة التنس في العالم العربي مؤسفا بشكل كبير، فإذا كانت بعض الرياضات الأخرى الفردية تشهد تألقاً من اللاعبين العرب، مثل الإسكواش، لعبة المضرب الراقية الأخرى التي يبدع المصريون فيها ويتمتعون بمراكز في تصنيفات العشرة الأوائل سواء على صعيد الرجال أو السيدات، فإن رياضة الكرة الصفراء بعيدة تماماً عن تحقيق مثل هذه الأشياء، على الأقل في الوقت الحالي.
الأمراء:
وبالنظر إلى تصنيف رابطة لاعبي التنس المحترفين (إيه تي بي) فإن العالم العربي ممثل في قائمة أول ألف مصنف بتسعة لاعبين فقط، أولهم يحتل المركز الـ72 وهو التونسي مالك الجزيري، وآخرهم المصري مازن أسامة في المرتبة رقم 902.
وكان أفضل مركز وصل له الجزيري صاحب الـ31 عاماً والذي يدربه الصربي ديان بتروفيتش في تصنيف الـ(إيه تي بي) هو الـ65، فيما كانت أفضل إنجازاته في عالم البطولات الكبرى كونه أول تونسي وعربي يصل للدور الثالث في بطولة أستراليا المفتوحة؛ وهو الأمر الذي تحقق في نسخة العام الجاري.
وفاز اللاعب التونسي خلال مسيرته بتسعة ألقاب من بطولات (فيوتشر) ولقبين من فئة (تشالنجرز)، وهي بالمناسبة بطولات ليس لها أي ثقل معترف به حيث تمنح عدداً قليلاً جداً من النقاط، ولم يحصل قط على أي لقب من ألقاب الـ(إيه تي بي).
ويأتي المصري محمد صفوت صاحب الـ24 عاماً بعد الجزيري في المركز الثاني بتصنيف العرب في اللعبة، ولكنه يحتل عالمياً المركز الـ264 حيث يشارك حالياً في بطولة (تشالجنرز) الهند.
وتوج اللاعب، الذي كان أفضل مركز حققه في تصنيف الـ(إيه تي بي) هو الـ187، خلال مسيرته بـ15 لقبا فئة (فيوتشرز) التي سبق ذكرها، ولكنه لم يحصل على أي من ألقاب رابطة المحترفين.
وكان أمام صفوت هذا العام فرصة لمواجهة نادال في بطولة الدوحة التي شارك فيها ببطاقة دعوة، ولكنه خسر ولم يتمكن من التأهل لمواجهة "الثور الإسباني".
وبعد صفوت يأتي المغربي الأمين وهاب الثالث عربياً والـ335 عالمياً، ثم المصري شريف صبري رابعاً (466 عالمياً) فمواطنوه عصام هيثم الطويل خامساً (684 عالمياً) وكريم محمد مأمون سادساً (700 عالمياً) ثم ياسين ادمبارك سابعاً (717 عالمياً) فالمصري كريم حسام سابعاً (892 عالمياً) ومواطنه مازن أسامة 902 عالمياً.
الأميرات:
ولا يقل الوضع مأساوية في تصنيف رابطة لاعبات التنس المحترفات (دابليو تي إيه) حيث إنه في أول ألف مركز تتواجد أربع لاعبات فقط، أولهن تحتل المركز الـ130 عالمياً وآخرهن في المركز الـ797.
وتحتل المركز الأول عربياً التونسية أنس جابر؛ وهي حالياً في المركز الـ130 عالمياً كما سبق الذكر وهي أفضل مرتبة وصلت لها منذ أن بدأت اللاعبة صاحبة الـ20 عاماً مسيرتها، وكان من ضمن إنجازاتها فوزها ببطولة فرنسا المفتوحة فئة الـ(جونيور) عام 2011، كما أنها فازت بسبعة ألقاب كلها خارج رابطة لاعبات التنس المحترفات.
وتأتي في المرتبة الثانية عربياً بعد جابر، لاعبة التنس المصرية علا أبو ذكري في المركز الـ479 عالمياً ثم العمانية فاطمة النبهاني (562 عالمياً) ثم أيضاً المصرية ساندرا سمير ذات الـ18 عاماً الرابعة عربياً والـ797 عالمياً.
الواقع والتاريخ:
ويحتضن العالم العربي عدداً من بطولات الـ(إيه تي بي) مثل الدوحة ذات الـ250 نقطة ودبي ذات الـ500 نقطة وكازابلانكا ذات الـ250 نقطة، لكنّ لاعبيه على الرغم من هذا لا يزالون غير قادرين على التقدم في التصنيف كما حدث دائماً على مر التاريخ.
ولم يكن للعرب تاريخياً ثقل في عالم اللعبة البيضاء، حتى أن أكبر إنجازات حققوها كانت عن طريق لاعب تشيكوسلوفاكي حصل على الجنسية المصرية هو ياروسلاف دروبني وفاز بثلاث بطولات جراند سلام.
وتوج دروبني في 1951 و1952 ببطولة فرنسا المفتوحة وويمبلدون عام 1954، حيث كان قد هرب من النظام الشيوعي في بلاده، والذي كان يستخدمه للدعاية وسعى إلى الحصول على أكثر من جنسية مثل الأميركية والأسترالية، ولكن طلبه قوبل بالرفض حتى عرضت عليه السلطات المصرية الجنسية فوافق، وظل يلعب بها منذ 1950 حتى 1959.