التكتيك يحكم أوروبا..طوق النجاة لمورينيو والمهاجم الوهمي يعود لإيطاليا

21 ديسمبر 2016
ميرتينز تألق مع نابولي في مركزه الجديد (Getty)
+ الخط -
من جناح على الخط مع ريال مدريد إلى أفضل صانع لعب في العالم رفقة إنتر، نقلة غير متوقعة أبدا وضعت الهولندي شنايدر على ضمن أفضل نجوم العالم في عام 2010، ويعود الفضل في ذلك إلى الثقة الكبيرة التي وضعها جوزيه مورينيو في لاعبه الهولندي، الذي مثل فيما بعد النموذج الحقيقي لإمكانية الحصول على أفضل نتائج غير متوقعة بالتوظيف الخططي السليم، وهذا ما حدث بالنص مؤخرا مع ثنائي مانشستر ونابولي.


استعاد اليونايتد جزءا من بريقه مؤخرا بعد النتائج المميزة تحت قيادة جوزيه مورينيو، البرتغالي الذي تعرض لهزائم مؤثرة في البدايات، لكنه سرعان ما حصل على ثقة جماهيره بتقدمه بضع خطوات في سلم ترتيب الدوري الإنكليزي. ويتحدث المتابعون في البريميرليغ عن أهداف إبراهيموفيتش ومهارات بول بوغبا، لكن لاعب آخر تماما يعتبر صاحب الفضل الأول في تألق الشياطين الحمر خلال شهر ديسمبر/كانون أول.


النجم الحقيقي
مايكل كاريك هو الفارق مع مان يونايتد، إنه لاعب الارتكاز الذي لا يخسر فريقه في حضوره، بسبب القيمة المضافة الذي يقدمها إلى طريقة لعب البرتغالي، فرسم 4-3-3 يحتاج إلى وسط متأخر أمام خط الدفاع، يعرف أين يتمركز ومتى يتحرك وكيف يمرر الكرة تحت الضغط، مع مساهمته التكتيكية في الخروج بالهجمة من الخلف إلى نصف ملعب الفريق المنافس.




-كاريك أمام إيفرتون، لاعب الارتكاز العصري هو أول خيار للتمرير أمام المدافعين، لذلك يبتعد بوغبا دون خوف ويحصل على مكان أفضل.


يستطيع الارتكاز الإنكليزي القيام بكل هذه الأمور، نظرا للخبرة العريضة التي يتمتع بها، مع نجاحه في القيام بدور الارتكاز "الهولدينغ"، أي الذي يلعب بمفرده خلف ثنائي وسط متقدم، وبالتالي يحصل كاريك على المركز 4 في التشكيلة، ليعطي الحرية الكاملة لكلا من هيريرا وبوغبا، بعيدا عن عودتهما المستمرة إلى الدفاع طلبا للكرة.


يشبه تألق لاعب اليونايتد حالة إنييستا الحالية في برشلونة، لأن عودة الرسام أتاحت لميسي فراغات أكبر بالثلث الهجومي، وأصبح غير مطالب بصناعة كل الفرص منفردا. ولا يختلف الأمر في الأولد ترافورد، لأن تمركز كاريك المثالي جعل زميله الفرنسي يلعب أكثر في المراكز 6 و 8، أي لاعب وسط هجومي صريح على مقربة من إبراهيموفيتش على مشارف منطقة الجزاء.


تؤكد الإحصاءات أن كاريك شارك في 12 مباراة مع اليونايتد، فاز الفريق في 10 وتعادل في 2 دون أي خسارة، حيث إنه يضمن بناء أفضل من الخلف، ويعطي زوايا تمرير أكثر أمام زملائه، ليحصل مورينيو في النهاية على هجوم متنوع، يعرف روني من خلاله صناعة الأهداف، بينما يتكفل بوغبا وإبرا بالحسم أمام الشباك.


دييغو بلجيكا
يقود ماوريزيو ساري الثورة في جنوب إيطاليا، بعيدا عن حسابات الفوز والخسارة فإن نابولي يظل أمتع فريق بالدوري هذا الموسم، لأن فلسفة المدرب تقوم على خلق أكبر قدر ممكن من الفرص، مع اللا مركزية في تغطية المساحات، والوصول إلى مرمى المنافس بأكثر من لاعب في العمق وعلى الأطراف، لذلك لم يتأثر كثيرا برحيل إيغوايين ثم إصابة ميليك.




-صورة توضح طريقة هجمات نابولي، لا أحد داخل منطقة الجزاء، لكن في لحظة يتحول الوضع إلى تفوق عددي واضح، ميزة ميرتينس كمهاجم وهمي.


فقط عليك أن تتمركز بشكل صحيح ودع الباقي على رفاقك، يقول ساري هذه النصيحة للاعبه ميرتينس، البلجيكي الذي تحول إلى دييغو أرماندو مارادونا الجنوب خلال الفترة الماضية، بسبب قيادته خط الهجوم وتسجيله أهدافاً غزيرة، بناء على تعليمات المدرب الذي لا يبالي أبدا بالخطط الدفاعية للغير.


ميرتينس هو المهاجم الوهمي، لأنه جناح حقيقي في الأساس ولاعب طرفي على الورق، لكنه داخل الملعب يتمركز في العمق، بين دفاعات الخصوم وارتكازهم، يسحب البقية بعيدا عن منطقة الجزاء، من أجل دخول هامسيك وإنسيني، كذلك يتحرك في القنوات الشاغرة إلى داخل مربع العمليات ليسجل 10 أهداف في 15 مباراة بالدوري.


كل أهداف ديريس من داخل منطقة الجزاء، رغم أنه ليس مهاجما صريحا، وهذا سر تفوق نابولي وتألقه، لأن خططه لا تعتمد أبدا على لاعب بعينه، لذلك سجل ميليك كثيرا قبل إصابته، وراهن ساري في النهاية على لاعب جناح ليضعه مكان مهاجمه المصاب، ويعود نابولي إلى الأجواء من جديد بهذه الفكرة.

المساهمون