التشيك في "يورو 2020"... من أجل إنجازات 1996 و2004

سيُشارك المنتخب التشيكي في بطولة "اليورو" للمرة السابعة في تاريخه، وهو الذي سبق له أن حقق إنجازات عديدة تمثلت في الوصول إلى المباراة النهائية مرة وإلى الدور نصف النهائي مرة والدور ربع النهائي مرة، عدا عن ذلك، لم ينجح في تحقيق اللقب في أي مناسبة، وعليه، سيدخل نسخة "يورو 2020" بتشكيلة شابة جديدة طامحة لتقديم الأفضل على أرض الملعب في البطولة.

لمحة وتاريخ  في "اليورو"

بين نسخات أعوام 1960 و1992، كانت التشيك جزءاً من تشيكوسلوفاكيا، وبدأت المشاركة الحقيقة في بطولات "اليورو" في نسخة عام 1996 الإنكليزية، ومن أول مشاركة حققت نتائج تاريخية، ووصلت إلى المباراة النهائية وكانت قريبة من تحقيق اللقب.

في تلك النسخة، تأهلت التشيك من وصافة المجموعة الثالثة بعد أن جمعت 4 نقاط خلف ألمانيا المتصدرة التي جمعت 7 نقاط، وفي الدور ربع النهائي، واجهت منتخب البرتغال وتفوقت عليه بهدف نظيف لتبلغ الدور نصف النهائي وتتفوق على منتخب فرنسا بركلات الترجيح (6 – 5)، وفي المباراة النهائية، لعبت ضد ألمانيا وخسرت بالهدف الذهبي القاتل (2 – 1).

وبعد ذلك، شارك المنتخب التشيكي في نسخة عام 2000، وخرج من دور المجموعات بعد أن حل عاشراً إثر تحقيقه فوزاً مقابل خساراتين، وفي نسخة عام 2004، كررت التشيك إنجاز عام 1996، لكن هذه المرة وصلت إلى الدور نصف النهائي، وحينها تفوقت على منتخب الدنمارك في الدور الـ16 (3 – صفر)، ثم خسرت أمام اليونان بهدف نظيف.

وبعد ذلك، شارك المنتخب التشيكي في نسخة عام 2008، وخرج من دور المجموعات، ثم ودع البطولة الأوروبية من الدور ربع النهائي في نسخة عام 2012، ثم خرج من دور المجموعات في نسخة فرنسا عام 2016.

وسيُحاول، في نسخة عام 2020، تخطي دور المجموعات وتقديم أداء قوي، خصوصاً أن معظم اللاعبين الذين استدعاهم المدرب هم من العنصر الشاب (بين سنوات 22 و28 سنة)، وبالتالي ستكون نقطة قوية للتفوق على المنافسين في  المجموعة الرابعة القوية.

التصفيات ونقاط القوة والضعف

تأهل المنتخب التشيكي لمنافسات بطولة "يورو 2020" بعد أن حل وصيفاً في المجموعة الأولى من التصفيات الأوروبية المؤهلة، وجمع 15 نقطة من 5 انتصارات و3 خسارات، وسجل المنتخب 13 هدفاً مقابل تلقيه 11 هدفاً في 8 مباريات لعبها.

تبدلت الأمور كثيراً بالنسبة لمنتخب التشيك عن السنوات السابقة عندما كان يضمُ أسماء مُميزة، خصوصاً في خط الوسط والهجوم. ويلعب المنتخب اليوم بتشكيلة (4-2-3-1)، مع جدار دفاعي مُنظم في الخلف، الذي يمكنه إغلاق منطقته الدفاعية بذكاء والاعتماد على المرتدات القاتلة في عمق منطقة المنافس، وهذه النقاط الفنية التكتيكية تُمثل نقاط قوة منتخب التشيك التي من الممكن أن يستخدمها المدرب في بطولة "يورو 2020".

بعد الصلابة الدفاعية والتركيز على حماية حارس المرمى، تأتي أهمية البناء الهجومي بعد استرجاع الكرة مباشرةً، إذ يملك المنتخب التشيكي نقطة قوة هجومية تتمثل بالتحرك بين الخطوط واستغلال "أنصاف المساحات" لتمرير الكرات العرضية نحو منطقة جزاء المنافس، وهي الكرات التي تصنع الخطورة دائماً.

لكن أبرز نقاط الضعف التي تواجه المنتخب التشيكي هي فقدان التواصل بين السداسي في الأمام والرباعي في الخلف، خصوصاً أن المهاجم رأس الحربة من الممكن أن يُصبح معزولاً في حالة خسارة الكرة، كما ويتطلب من الأظهرة لياقة بدنية عالية من أجل المشاركة في الحالتين الدفاعية والهجومية، وعدم السقوط أمام هجمات المنافس.

في المقابل، الضغط على ثنائي خط الوسط ربما يتسبب بمشاكل في البناء من الخلف، وكذلك تمويل المهاجمين بالكرات في الثلث الهجومي، ما يعني فقدان السيطرة أمام المنافس تماماً.

المجموعة والتشكيلة

يلعب المنتخب التشيكي في المجموعة الرابعة في بطولة "يورو 2020"، ويبدأ مشواره ضد المنتخب الاسكتلندي، ثم يلعب في المباراة الثانية ضد منتخب كرواتيا، ويختتم مشواره في دور المجموعات بمواجهة قوية ضد المنتخب الإنكليزي، أقوى المرشحين للتأهل عن هذه المجموعة.

وبالنسبة لتشكيلة منتخب التشيك المشاركة في بطولة "يورو 2020"، فهي على الشكل التالي: في حراس المرمى (توماس فاكليك، جيري بافلينكا، أليس ماندوس)، وفي خط الدفاع هناك (بافير كاديرابيك، أوندري سيلوستكا، توماس كلاس، يان بوريل، ياكوب برابيك، فلاديمير كوفال، توماس هوليس، أليس ماتييو ودافيد زيما).

أما في خط الوسط، فهناك (فلاديمير داريدا، ياكوب يانكتو، توماس سوسيك، لوكاس ماسوبوست، أننتونين باراك، أليكس كرال، بيتر سيفكيك، آدام هلوزيك وياكوب بيسيك). أما في خط الهجوم، فهناك (ماتيي فيدرا، مايكل كريمينكيك، باتريك شيسك وتوماس بيخارت).

نجوم المنتخب

يملك المنتخب التشيكي الكثير من الأسماء الشابة المُميزة التي تلعب في الدوريات الأوروبية، لكن يبقى النجم توماس سوسيك، نجم فريق ويست هام يونايتد الإنكليزي، هو القلب النابض في خط وسط منتخب التشيك حالياً، والذي سيلعب دوراً كبيراً في مباريات "يورو 2020". ومثّل سوسيك المنتخب التشيكي في 33 مباراة وسجل 7 أهداف، وسبق له أن لعب مع فريق سبارتا براغ وحقق معه لقب الدوري مرتين ولقب الكأس مرتين، كما حصد جائزة أفصل لاعب تشيكي في عامي 2019 و2020، وسيكون أحد نجوم "اليورو" هذا الصيف بالتأكيد.

المدرب

يقود المدرب جارون شيلافي المنتخب التشيكي منذ عام 2018، وقاده في 25 مباراة حتى الآن مُحققاً 14 فوزاً مقابل تعادل و10 خسارات، وسجل المنتخب معه 38 هدفاً وتلقى 30 هدفاً، ووصلت نسبة انتصاراته إلى 56%. وسبق لشيلافي أن درب أندية تشيكية عديدة، أبرزها سلافيا براغ، الذي حقق معه لقب الدوري في موسم 2016-2017، وكذلك حقق لقب الدوري مع فريق سلوفان ليبيريك، وحل وصيفاً في بطولة كأس التشيك مع فريق يابلونيك في موسم 2014-2015.