الباكستاني أرشاد نديم.. حكاية البطل المفاجأة في أولمبياد باريس

10 اغسطس 2024
أرشاد نديم حمل الفرحة إلى عائلته وأهل قريبته، باريس 8 أغسطس 2024 (أندريه إسحاقوفيتش/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- حقق أرشاد نديم ميدالية ذهبية تاريخية في رمي الرمح لأول مرة في تاريخ باكستان، مما يعكس أهمية الإنجاز في ظل الظروف الصعبة التي واجهها.
- ولد نديم في قرية بنجاب الصغيرة، وبدأ بممارسة الرياضة بفضل دعم مدربه رشيد أحمد ساكي، وتغلب على بداياته الضعيفة ليصل إلى الأولمبياد.
- دعم أهل قريته كان حاسماً في نجاحه، حيث قدموا له المعدات والتدريبات اللازمة، مما ساعده على تحقيق رقم قياسي أولمبي في باريس.

خطف الباكستاني أرشاد نديم (27 عاماً) ميدالية ذهبية تاريخية لبلاده، في رياضة رمي الرمح، وهو إنجاز لم يسبق لأي رياضي باكستاني أن حققه، ويخفي نجاح مفاجأة أولمبياد باريس 2024 قصصاً عن واقع مؤلم، وغير مشجع لممارسة الرياضة والنجاح فيها على المستوى العالمي، ما يعطي هذا الإنجاز أهمية كبيرة، لأنه جاء من كنف المعاناة والتضحيات.

ونشر موقع جاغران جوش الباكستاني نبذة عن حياة أرشاد نديم، الذي أصبح قدوة للأطفال في بلده، لا لشيء، سوى تحدّي الصعاب، وتجاوز المعوقات، ولأنه لم يقل لا أستطيع، آمن بقدراته، واستغل وقفة دعم من أصدقائه وأبناء قريته، بعدما ساندوه لكي يحقق حلمه بطريقتهم الخاصة، طريقة لا يعرفها سوى من يولد من رحم المعاناة، وعاش الفقر وتغلب عليه.

قرية من دون حدود

ولد نديم عام 1997 في قرية صغيرة تسمى بنجاب، في باكستان، ورغم صغر مساحة قريته، إلا أنها لم تكن لها حدود بالنسبة للبطل الباكستاني، فبدأ يمارس الرياضات، مثل كرة القدم، والبادمنتون، ورياضة الكريكت الشهيرة في بلده، ليلتقي بالمدرب رشيد أحمد ساكي، الذي دفعه للتوجه إلى رياضة رمي الرمح، وأشرف عليه في تدريبات دامت ساعات، وهو ما أعجب أرشاد نديم.

بداية ضعيفة للبطل أرشاد نديم

وسرعان ما شارك نديم في البطولات المحلية بباكستان، محاولاً أن يلفت انتباه المدربين المحليين، فوصلت أول رمية له إلى مسافة 65 متراً فقط، وهي رمية ضعيفة مقارنة بما يحققه النجوم العالميون، لكن إصراره على بلوغ النجاح وإرادته الكبيرة سمحا له بأن يحسن أرقامه، إلى غاية الوصول والمشاركة في الألعاب الأولمبية، والفوز بميدالية ذهبية فيها أيضاً.

مساندة أهل القرية

ولقي البطل العالمي مساندة دائمة من أهل قريته، فكلّ واحد ساعد بالشيء الذي يقدر عليه، حتى نجار القرية صنع له من قصب البامبو رماحاً يتدرب بها، بما أن توفير أدوات العمل له كان صعباً، لأن والده كان بناءً ويشغل وظائف مؤقتة ليضمن له وللعائلة لقمة العيش، كما سانده أشقاؤه معنوياً ليبدأ مشواره في ألعاب القوى، ويستغل قدراته البدنية ومهاراته ليتقن رمي الرمح.

ولم يتوقف أهل القرية عن هذا الحد، بل استمر دعمهم له عبر جمع تبرعات من الفلاحين القادرين على تقديم المعونة له، ووفروا له بعض المعدات الرياضية، كما كان يتدرب في إحدى المناطق المجاورة لبيته، والتي أعدت خصيصاً لمساعدته على رمي رمحه دون أن يشكل خطراً على السكان، وهذا الدعم كان بمثابة الجرعة المعنوية التي انتظرها، ودفعه إلى تخطي العقبات وبلوغ المنتخب الباكستاني.

ذهبية ورقم أولمبي

وسيتذكر أرشاد نديم يوم التاسع من أغسطس/ آب طويلاً، فهو اليوم الذي ردد فيه نشيد بلاده في باريس، احتفالاً بالميدالية الذهبية التي حققها، وبرقم قياسي أولمبي لم يكن يحلم به خلال بداياته، نظراً للظروف الصعبة التي واجهته، وغياب الإمكانيات في دولة أنهكتها الحروب، وجعلت الرياضة أمراً ثانوياً، خاصة الرياضات غير المشهورة، بعكس الكريكت الذي يحظى باهتمام واسع.

المساهمون