الاسكواش والألعاب الأولمبية.. هل تكون اللعبة منجم مصر للذهب الأولمبي؟

17 أكتوبر 2023
سيطر المصريون على رياضة الاسكواش خلال السنوات الماضية (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

وافق المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية على توصية اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية، التي ستقام في لوس أنجليس الأميركية عام 2028 بإدراج الاسكواش وألعاب الكريكيت والبيسبول وكرة القدم العلم ولاكروس.

وشكل الخبر سعادة كبيرة لأكثر بلد عربي تتويجا في لعبة الاسكواش تحديدا، وبات التساؤل يحضر بقوة هنا: هل يهيمن المصريون على لعبة أولمبية كاملة؟وهل تكون اللعبة بمثابة منجم الميداليات الذهبية للبلد العربي؟

ومثل خبر انضمام الرياضة للألعاب الأولمبية فرحة الساعة في الرياضة المصرية، مع نهاية الكابوس الشهير الذي لاحق" لعبة الملوك والأمراء والرؤساء"، التي ظلت لعقود طويلة غير أولمبية. وجاء قرار اللجنة الأولمبية الدولية بعد سنوات طويلة من المطالبات والنداءات والتحركات والضغوط، لضم لعبة الاسكواش إلى الكيان الأولمبي، واعتبارها منافسات أولمبية في دورة لوس أنجليس بالولايات المتحدة الأميركية 2028، ليصنع حدثاً كبيراً في الأوساط الرياضة المصرية. 

ورغم وجود فاصل زمني لا يقل عن 5 سنوات على بدء تطبيق القرار بإدراج الاسكواش في الأولمبياد بعد دورة باريس 2024، إلا أن الجدل بدأ يثار ومبكراً حول مدى قدرة العرب عبر الاتحاد المصري وأبطاله من لاعبين ولاعبات على السيطرة الكاملة من عدمها على اللعبة وميداليتها الأولمبية.

ويهيمن على العرش العالمي في لعبة الاسكواش في الوقت الحالي، وقبل نحو 20 عاماً، الأبطال المصريون، وهم الأكثر تتويجاً بالألقاب على صعيد الرجال والسيدات، وقدمت مصر أكثر من 20 لاعباً ولاعبة في حقبة زمنية خالدة، نجحوا في الحصول على لقب بطل العالم وبطلة العالم، بخلاف سيطرة وهيمنة شبه كاملة على التصنيف العالمي فردي الرجال والسيدات.

ومصر هي أولى الدول العربية وصولاً إلى عرش الاسكواش في بدايات الألفية الثالثة، وعقب انتشار اللعبة بقوة في مصر، بعد ظاهرة أحمد برادة، النجم الكبير الذي أكسب لعبة الاسكواش شعبية في التسعينيات، ليحمل الراية من بعده أبطال بالجملة حققوا ما لم يحققه برادة الذي كان وصيفاً للعالم في عام 1999 لأول مرة.

وتوج عمرو شبانة بطلاً للعالم لفردي الرجال في عام 2003 في باكستان، وبعدها حقق اللقب أكثر من مرة، وصلت إلى 4 مرات في إنجاز تاريخي، وخلد اسمه كأول بطل مصري وعربي يحقق هذا الرقم الكبير، ليظهر نجوم آخرون بدأوا في حصد لقب بطل العالم، مثل رامي عاشور ومحمد الشوربجي "الذي يمثل إنكلترا حالياً" وكريم عبد الجواد وعلي فرج.

ولم يختلف الحال بالنسبة إلى الاسكواش المصري على صعيد السيدات، وحققت بطلات مصر لقب بطلة العالم عدة مرات، فيما يشبه الهيمنة الكاملة في السنوات الأخيرة، لعل أشهرهن نور الشربيني البطلة الأكثر تتويجاً باللقب على الإطلاق مصرياً، والتي تحولت إلى أيقونة في عالم الرياضة النسائية في مصر، وهناك أيضاً نوران جوهر وهانيا الحمامي ونور الطيب وصاحبة الـ16 عاماً أمينة عرفي.

وتملك مصر في صدارة التصنيف العالمي أكثر من نجم حالياً، يتصدرهم علي فرج المصنف الأول عالميا، ومعه الواعد العائد من الإيقاف مصطفى عسل بطل العالم للشباب، ومازن هشام وطارق مؤمن.

ويتكرر السيناريو ذاته على صعيد منافسات فردي السيدات، وهناك سيطرة مصرية شبه كاملة على التصنيف العالمي، حيث تتربع المصرية نور الشربيني على القمة منذ سنوات، ومعها البطلات نوران جوهر الوصيفة وهانيا الحمامي صاحبة المركز الثالث في التصنيف ونور الطيب صاحبة المركز الخامس، وهن أمل الرياضة المصرية برفقة المجموعة السابقة في الرجال كدفعة أولى حالياً في تقديم نسخة أولمبية تاريخية عام 2028، وحصد ميداليات على غرار السيطرة شبه الكاملة في بطولات العالم للرجال والسيدات.

وتبقى المعضلة والشبح الوحيد الذي يهدد الاسكواش المصري في منح العرب أفضلية وسيطرة على عدد كبير من الميداليات، وتحويلها إلى لعبة عربية خالصة ممثلة في التجنيس، حيث بدأ شبح التجنيس، واستغلال مشكلات لاعبين ولاعبات مع الاتحاد المحلي في منحهم جنسيات أخرى للعب مع دول مختلفة، ولعل هذا ما دفع وزارة الرياضة المصرية إلى تفعيل مشروع البطل الأولمبي.

وفوجئ الوسط الرياضي المصري والعربي قبل أشهر بواقعة شهيرة، تمثلت في تجنيس محمد الشوربجي، بطل العالم السابق والمصنف الأول عالمياً لفترة طويلة، للعب باسم إنكلترا، في خطوة أثارت الجدل الواسع، وزاد الأمر صعوبة تجنيس شقيقه مروان الشوربجي، وهو بطل عالمي أيضاً، للعب باسم إنكلترا في الفترة المقبلة، وبات مطلوبا من المسؤولين في مصر عن الاسكواش والرياضة بشكل عام التصدي لهذه الظاهرة في أسرع وقت.

وبدأ الجدل منذ سنوات من أجل إدراج الاسكواش ضمن الأجندة الأولمبية، وتحديداً منذ منتصف الثمانينيات من خلال بريطانيا، ولكن الطلب قوبل بالتجاهل التام في ظل قلة عدد المشاركين في بطولات الاسكواش في تلك الفترة، وظلت الضغوط تنتقل من دولة إلى أخرى مع تقدم اللعبة، ودخلت دول أخرى في سباق دعم إدراج الاسكواش، وتبنت القضية بشكل قوي، مثل باكستان في التسعينيات ومصر في الألفية الثالثة، بجانب الجانب الأوروبي، أملاً في الحصول على شرف الانضمام للأسرة الأولمبية حتى صدر القرار رسمياً.

ونال قرار توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، إدراج لعبة الاسكواش ضمن اللعبات الأولمبية في دورة 2028، سعادة عامرة في أوساط الاسكواش المصري، فور الإعلان عن القرار الذي يأتي في وقت هيمنة مصرية كاملة. وكتبت بطلة العالم والمصنفة الأولى عالمياً نور الشربيني تغريدة عبر حسابها في "إنستغرام"، قالت فيها: "سعيدة جداً ومتحمسة بعد انضمام الاسكواش أخيراً للأولمبياد، أهنئ الجميع، اللاعبين والمشجعين، وأراكم في الأولمبياد".

ونور الشربيني، أمل مصري في الحصول على ميدالية ذهبية على صعيد منافسات السيدات في أولمبياد 2028، لو حافظت على المستوى المميز الذي تقدمه في السنوات الأخيرة، وقهر وجود فاصل زمني لا يقل عن 5 سنوات على الدورة الأولمبية المرتقبة.

المساهمون