كانت مشاركة المنتخبات العربية الكبيرة في كأس أمم أفريقيا التي تدور خلال الفترة الحالية بساحل العاج وتتواصل حتى يوم 11 فبراير/ شباط المقبل مخيبة للآمال، بعد أن غادر المنتخب الجزائري والمنتخب التونسي البطولة منذ الدور الأول، إثر احتلالهما المركز الأخير في مجموعتيهما، بينما اكتفى المنتخب المغربي والمنتخب المصري بالدور ثمن النهائي، ليكون المنتخب الموريتاني الاستثناء في نسخة كان ساحل العاج 2023.
ويمكن تفسير النتائج السلبية لمنتخبات عرب أفريقيا في البطولة بأسباب كثيرة ومختلفة بين كل فريق، لكن جميع المنتخبات الأربعة تشترك في نقطة وحيدة، وهي الإصابات التي ضربت أبرز نجوم تونس والجزائر والمغرب ومصر.
وتلقى الفراعنة ضربة قوية بإصابة نجمهم الأول محمد صلاح الذي عاد إلى إنكلترا بعد المباراة الثالثة في دور المجموعات، وهو ما أربك حسابات المدير الفني البرتغالي فيتوريا الذي خسر قائد منتخب مصر، ولم يتمكن من تعويضه أي لاعب آخر، رغم قيمة الأسماء الموجودة مثل أحمد سيد زيزو نجم فريق الزمالك المصري، ومصطفى فتحي لاعب نادي بيراميدز.
وبدوره فقد منتخب "ثعالب الصحراء" النجم إسماعيل بن ناصر، مباشرة بعد المباراة الأولى، إثر تلقيه إصابة في التدريبات، وهو ما خلف فراغاً كبيراً في تشكيل منتخب بلاده، ويعتبر أكبر دليل على ذلك التغييرات الكثيرة التي قام بها المدير الفني جمال بلماضي في خط منتصف الملعب، بالاعتماد على رامز زروقي وحسام عوار ونبيل بن طالب وهشام بوداوي، لكن أياً منهم لم ينجح في لعب الأدوار الهجومية والدفاعية التي كان يتكفل بها نجم فريق ميلان الإيطالي.
وتزامنت إصابة حكيم زياش في منتخب "أسود الأطلس" مع إصابة نجم آخر، وهو سفيان بوفال، وهو ما جعل المدير الفني وليد الركراكي أمام خيارات هجومية محدودة في مباراة الدور ثمن النهائي لكأس أمم أفريقيا أمام منتخب جنوب أفريقيا، وقد زادت الصعوبات أيضاً، في ظل ابتعاد أمين عدلي عن مستوياته المعهودة مع فريق باير ليفركوزن الألماني، حيث لاح جلياً أن اللاعب لا يزال متأثراً بفقدان والدته، قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة القارية.
ورغم أن المهاجم طه ياسين الخنيسي لا يعتبر من الأسماء المؤثرة في الخيارات الفنية للمدرب جلال القادري، خصوصاً خلال الفترة الأخيرة، إلا أن تلقيه لإصابة في المباراة الأولى لنسور قرطاج أمام منتخب ناميبيا جعلت الخيارات الهجومية قليلة أمام المدرب، لا سيما مع المستويات الضعيفة للثنائي هيثم الجويني وسيف الدين الجزيري.