الأزمة تشتعل وردود أفعال نارية في قضية إيمان خليف

تواصل قضية الملاكمة الجزائرية إيمان خليف (25 عاماً) إثارة الجدل في أولمبياد 2024 المقامة حالياً في العاصمة الفرنسية باريس، بعد توجيه عبارات عنصرية ضدها، والتشكيك في جنسها، إلى درجة وصفها بـ"رجل متحول جنسياً" من قِبل شخصيات معروفة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك بعض الصحف العالمية، في الوقت الذي ستُسجل فيه ظهوراً جديداً في الألعاب الأولمبية غداً الثلاثاء، وهذه المرة في الدور نصف النهائي ضمن منافسات أقل من 66 كيلوغراماً ضد التايلاندية جانافاغ سوانافاغ، وهدفها يبقى المرور إلى النهائي ومحاولة التتويج بالذهب، بعد أن ضمنت حتى الآن الميدالية البرونزية لبلادها في هذه التظاهرة الرياضية.

وفي آخر تطورات هذه القضية، عقد الاتحاد الدولي للملاكمة، اليوم الاثنين، مؤتمراً صحافياً في باريس، حاول فيه إدانة وتشويه صورة إيمان خليف، وقال على لسان رئيسه الروسي عمر كريمليف: "الملاكمة الجزائرية إيمان خليف لديها هرمونات ذكورية، واللجنة الأولمبية الدولية لم تأخذ هذه المعايير بعين الاعتبار، في حين أن الاتحاد الجزائري حاول إخفاء هذه النتائج، كما لم أشكك أبداً في أنوثتها فأنا لم أكن حاضراً في المستشفى عندما ولدت". كما أكد أعضاء الاتحاد الدولي للملاكمة خلال حضورهم هذا المؤتمر الصحافي، ومن بينهم الطبيب اليوناني فيليباتوس: "لدينا الحق في الاحتفاظ بكل الأسرار الطبية التي تخص كل الملاكمين، وليس لديّ الحق أيضاً في الكشف عن تحاليل إيمان خليف، لكن الذي أعرفه أن الملاكمة الجزائرية كانت تستعد لاستئناف قرار استبعادها من البطولة الدولية عام 2023 في نيودلهي، لكنها تراجعت عن ذلك ولا أعرف السبب".

رد قوي من اللجنة الأولمبية الجزائرية ووزير الرياضة

وفي وقت كان المؤتمر الصحافي للاتحاد الدولي للملاكمة جارياً، نشرت اللجنة الأولمبية الجزائرية بياناً على موقع فيسبوك، تؤكد عدم اعترافها بهذا الاتحاد الدولي، وجاء فيه: "نود أن نوضح للرأي العام المحلي والدولي أن الجزائر ليست عضواً في الاتحاد الدولي للملاكمة (IBA). نحن لا نعترف به منظمةً شرعيةً، ولا توجد له أي صلة بالألعاب الأولمبية. بطلتنا إيمان خليف تظل غير متأثرة بادعاءات الاتحاد الدولي للملاكمة الباطلة".

وأضاف البيان: "إلى كل الجزائريين، نؤكد لكم أن تصريحات الاتحاد الدولي للملاكمة لا تعدو كونها كلمات جوفاء وزوبعة في فنجان، ولا تأثير لها على مستقبل بطلتنا أو مسيرتها الأولمبية. بعثتنا، وإيمان خليف نفسها، تواصلان التركيز، ولا تأبهان لهذا الكلام الفارغ من الاتحاد الدولي للملاكمة. نحن نقف بثبات مع إيمان خليف، ولن نتأثر بالمنظمات غير الشرعية. عزيمتنا لا تتزعزع، ودعمنا لرياضيينا لا حدود له". أما وزير الرياضة الجزائري عبد الرحمن حماد فرّد أيضاً عبر حسابه على منصة أكس: "ما زالت الهجمات تتواصل ضد بطلتنا إيمان خليف من طرف هيئة لا يُعترف بها بتاتاً من طرف اللجنة الأولمبية الدولية. سخرت الجزائر إمكانات خارقة للعادة لمتابعة كل من مسَّ ويمسُّ ببطلتنا قضائيًا، وسنرد على كل استفزاز بصرامة وقوة. طاقتنا للدفاع عن إيمان والمرأة الجزائرية عامة لا نهاية لها".

لازالت الهجمات تتواصل ضد بطلتنا إيمان خليف من طرف هيئة لا يعترف بها بتاتا من طرف IOC. سخرت الجزائر إمكانيات خارقة للعادة لمتابعة قضائيًا كل من مسَّ ويمسُّ ببطلتنا و سنرد على كل استفزاز بصرامة وقوة. طاقتنا للدفاع عن إيمان و المرأة الجزائرية عامة لا نهاية لها.
تحيا الجزائر pic.twitter.com/DaZGPeSyHj

— Abderrahmane Hammad (@Abder_Hammad) August 5, 2024

توماس باخ يؤكد مساندته الملاكمة خليف

أظهر رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ دعماً كاملاً للملاكمة إيمان خليف أمام الحملة الشعواء التي تتعرض لها، وجاء في رسالته التي نشرتها اللجنة الأولمبية الجزائرية: "عدد كبير جداً من الناس قد شهدوا المعاملة السيئة التي تعرضتِ لها لمجرد مشاركتكِ في مسابقة أولمبية ومتابعتكِ حلمك الأولمبي. لا ينبغي لأي رياضي أن يكون هدفاً لمثل هذه الهجمات، وآمل أن تتمكني من التغلب على هذه الهجمات، وتستمري في المشاركة في مسابقات الملاكمة، رغم هذا الجدال غير المبرر". وتابع: "اتصل أعضاء فريق الحماية في اللجنة الأولمبية الدولية بإيمان لتقديم كل الدعم ووضع مختلف الأدوات تحت تصرفها لمساعدتها في البقاء بعيدة عن كل هذه الحملة. لكِ مودتي يا إيمان، وأشجعكِ على البقاء قوية، والتركيز على أدائك الرياضي، وكل التوفيق في مسيرتك".

رياضات أخرى

التحديثات الحية

مدرب الجزائر يكشف لـ"العربي الجديد" كواليس مثيرة عن تأهل إيمان خليف

رسالة قوية من إيمان خليف

خرجت الملاكمة الشابة إيمان خليف عن صمتها بسبب هذه القضية، وتحدثت، اليوم الاثنين، لقناة الجزائر الدولية قائلة: "رسالتي لكل شعوب العالم أن يكونوا متمسكين بالمبادئ الأولمبية وفقاً للميثاق الأولمبي، وأدعوهم جميعاً للابتعاد عن التنمر على جميع الرياضيين، لأن ذلك من الممكن أن يُدمر أشخاصاً، ويقتل تفكيرهم الذهني، ويتسبب حتى في التفرقة بين الشعوب". وأضافت: "أنا بنت طموح منذ صغري، ومن طموحي التتويج بميدالية أولمبية، وأنا هنا في باريس من أجل تحقيق هذا الحلم، لقد تعبت كثيراً من أجل الوصول إلى هذا المستوى، وأتمنى أن أكون في كامل جهوزيتي في الدور نصف النهائي، والاقتراب من الميدالية الذهبية، فهذا سيكون شرفاً كبيراً ولي ولبلدي الجزائر".