الأردني المصاطفة... الطبيب الذي جمع بين العلم والرياضة

05 اغسطس 2021
النجم الأردني عبدالرحمن المصاطفة (Getty)
+ الخط -

قدم الشاب عبدالرحمن المصاطفة نفسه بطلا تاريخياً في لعبة الكاراتيه على مستوى الوطن العربي والأردن، ذلك بعد تتويجه في منافسات الكاراتيه بالميدالية البرونزية لمنافسات وزن 67 كلغ يوم الخميس، في الألعاب الأولمبية بطوكيو التي تختتم الأحد المقبل.

اللاعب البالغ من العمر 25 عاما، نجح في أن يكون واحدا من أبرز الرياضيين الأردنيين خلال العام الحالي، بإنجازاته العديدة التي حققها في مختلف البطولات، وآخرها العرس الأولمبي الياباني.

ورغم دراسته للطب وحرصه الدائم على التفوق العلمي، غير أن ذلك لم يمنع "المصاطفة" من السطوع في سماء رياضة الكاراتيه وهو الآن في قمة تألقه عقب التتويج التاريخي بدورة الألعاب الأولمبية (طوكيو 2020) والتي ظهرت فيها لعبة "الكاراتيه" للمرة الأولى في تاريخ الأولمبياد.

تمثل قصة نجومية عبد الرحمن المصاطفة، درسا رائعا في الكفاح والاجتهاد، ودليلا دامغا على أنه "لكل مجتهد نصيب"، ذلك أن لاعب المنتخب الأردني للكاراتيه بدأ ممارسة هذه اللعبه في عام 2002 وحصل على الحزام الأسود عام 2005، وانضم للمنتخب للمرة الأولى بعدها بست سنوات، وحصل على جائزة السوسنة السوداء لأفضل رياضي أردني عام 2014.

وتدرج "اللاعب-الطبيب" الذي يدرس "الطب" في الجامعة الأردنية، في تحقيق الإنجازات، فكان أول حصاده الفوز بفضية الألعاب الآسيوية عام 2014، وبرونزية الألعاب الآسيوية عام 2018، وذهبية بطولة آسيا للكاراتيه 2018 التي أقيمت في عَمان، وبرونزية بطولة آسيا عام 2019 التي أقيمت في طشقند في أوزبكستان، وذهبية بطولة " Series A" عام 2018، وذهبية بطولة آسيا للشباب عام 2012، وبرونزية آسيا للشباب عام 2013، وحصل في عام 2018 على المركز الخامس ببطولة العالم في إسبانيا، وهو أفضل إنجاز بتاريخ رياضة الكاراتيه الأردنية على صعيد بطولات العالم للكبار، وفاز بالميدالية الفضية في بطولة الدوري العالمي عام 2021.

وكل ذلك كان بموازاة مع السير بثقة في السلك التعليمي، فهو قد نجح بمعدل مميز في الثانوية العامة، قبل أن يقرر دراسة الطب وممارسة الرياضة بشكلٍ مستمر واحترافي وهو شيء ليس سهلا.

وعن ذلك يقول عبد الرحمن المصاطفة بحسب موقع اللجنة الأولمبية الأردنية: "بالعزيمة والإصرار والإرادة بإمكان أي شخص تجاوز كل العقبات التي تواجهه نحو هدفه الكبير في الحياة. لم أفكر يوماً في ترك الرياضة بسبب الدراسة بل كان ذلك حافزاً إيجابيا بالنسبة لي للتحدي والتفوق في كلا المجالين وبعد أن أصبحت الكاراتيه رياضة أولمبية أصبحت المسؤولية مضاعفة بالنسبة لي".

وكان عام 2018 سنة مميزة بالنسبة للبطل الأردني، فحقق فيها إنجازات كبيرة، وقال عن ذلك العام اللافت: "قبل عام 2018 واجهتني الكثير من الظروف الصعبة، لذلك قررت أن أتفوق على نفسي في العام الماضي من خلال زيادة عدد الحصص التدريبية والعمل جاهداً على رفع القدرات البدنية لدي بالتعاون مع الجهاز الفني، الحمدلله 2018 كانت سنة رائعة بالنسبة لي فقد فزت بذهبية البطولة الآسيوية التي جرت في عمان وحصلت على برونزية دورة الألعاب الآسيوية بإندونيسيا وذهبية Series A في تشيلي وذهبية كوبا أميركانا، كما أنني كنت قريبا من نيل أول ميدالية تاريخية للكاراتيه الأردنية في بطولات العالم، لكن في نهاية المطاف حصلت على المركز الخامس في البطولة التي جرت بإسبانيا".

وتحقق حلم الأردني بعد التأهل لأولمبياد طوكيو، فأصر على إكمال المهمة ليفوز بالميدالية البرونزية في طوكيو معززا رصيد العرب، وكاتبا لتاريخ جديد في اللعبة، بعد أن بات العربي الأول الذي توج بميدالية أولمبية، لينجح الطبيب الذي قضى سنته التعليمية الخامسة في الجامعة الأردنية، في خطوة أخيرة قبل أن يدخل عالم الطب، لينجح تماما في الجمع بين العلم والرياضة.

المساهمون