الأرجنتين في كوبا أميركا.. الوصيف الباحث عن لقب ضائع منذ القرن الماضي

12 يونيو 2021
الأرجنتين حققت آخر لقب لها في عام 1993 (العربي الجديد)
+ الخط -

بطولة كوبا أميركا، الأعرق في تاريخ كرة القدم الخاصة بالمنتخبات، كانت بدايتها قبل انطلاق كأس العالم، تحديداً في عام 1916، ومن هناك أقلعت رحلة المنتخبات. حديثنا اليوم سينصب على الأرجنتين، التي يعتبر منتخبها واحداً من الأعرق في العالم بفضل الألقاب التي حققها في الكوبا وحتى المونديال.

تاريخ الأرجنتين في الكوبا
فازت الأرجنتين بلقب بطولة كوبا أميركا في 14 مناسبة، متأخرة بفارق لقب فقط عن أوروغواي صاحبة الرقم القياسي. رغم ذلك، تمتلك الأرجنتين العديد من الأرقام والإنجازات المميزة في هذه المسابقة، التي لم يصل إليها أحد البتة، من حيث عدد الانتصارات والعديد من الأمور الأخرى. يعد منتخب الأرجنتين الفريق الوحيد الذي فاز باللقب ثلاث مرات متتالية، وحصل ذلك في فترة الأربعينيات (1945-1947). وعانى منتخب الأرجنتين لاحقاً بشكلٍ كبير لحصد لقب البطولة، فالكأس الأخيرة التي رفعها التانغو كانت في عام 1993، بعدما وصل إلى النهائي في نسختي 2015 و2016، لكن الخسارة كانت أمام تشيلي في كلتا المناسبتين، منها واحدة بركلات الترجيح.

التتويج الأول
استطاعت الأرجنتين حصد لقبها الأول في بطولة كوبا أميركا عام 1921، حينها كانت مواجهة أوروغواي مصيرية، لذلك قرر رئيس "Liga Rosarina de Football"، سيباستيان غارسيا، إجراء الترتيبات اللازمة لحضور الجماهير المباراة، من خلال التنقل من روزاريو إلى بوينس آيرس بتذاكر وأسعار منخفضة.

سافر حوالي 3000 شخص من روزاريو لدعم العديد من اللاعبين الذين كانوا ينشطون في فرق المنطقة، أمثال خوليو ليبوناتي وبلاس ساروبو وأدولفو سيليلي وفلوريندو بيرزوتي. لتخفيف الضغط على اللاعبين، نقلهم مسؤولو المنتخب الأرجنتيني إلى معسكر تدريبي في تيغري بمقاطعة بوينس آيرس.

كانت لعبة البوتشي (تلعب بكرات من الحديد أو البلاستيك ويرجع تاريخها للعصر الروماني) وصيد الأسماك والموسيقى من بين الأنشطة التي قام بها اللاعبون خلال تلك الفترة إلى جانب التمارين. يوم الجمعة قبل النهائي، بينما كان لاعبو أوروغواي يلعبون كرة السلة في معسكرهم في فيسنتي لوبيز، نقل المنتخب الأرجنتيني من تيغري إلى فندق في وسط مدينة بوينس آيرس، حيث كانوا يخضعون لرقابة صارمة. لا أحد يستطيع الهروب أو التسلل من هناك.

حان موعد المباراة النهائية حينها، ونجح منتخب الأرجنتين في الفوز بهدفٍ من دون مقابل سجله اللاعب جوليو ليبوناتي، لتحصد الأرجنتين العلامة الكاملة بعد 3 انتصارات على البرازيل (1-0) وباراغواي (3-0) وأوروغواي (1-0).

اللقب الأخير
نسخةُ 1993 كانت الدورة السادسة والثلاثين لكوبا أميركا. أقيمت حينها البطولة في الإكوادور في الفترة ما بين 15 يونيو/حزيران و4 يوليو/تموز. شارك جميع أعضاء الكونميبول العشرة، لكن للمرة الأولى تمت دعوة منتخبين جديدين من خارج القارة اللاتينية، فوقع الاختيار على المكسيك والولايات المتحدة الأميركية من منطقة كونكاكاف.

شهدت تلك البطولة العديد من الأحداث المهمة، بينها فشل البرازيل وأوروغواي للمرة الأولى في التاريخ باحتلال أحد المراكز الأربعة الأولى، وهذا الأمر تكرر مرة أخرى في 2015 بالمناسبة. عبرت الأرجنتين المجموعة الصعبة بعد احتلال المركز الثاني خلف كولومبيا التي تصدرت الترتيب، وبلغت الدور التالي معهما المكسيك صاحبة المركز الثالث.

في نهاية الأمر، وصل منتخب التانغو إلى النهائي إلى جانب المكسيك، بعدما أطاح منتخب البرازيل في ربع النهائي بركلات الترجيح 6-5، إثر انتهاء اللقاء بالتعادل الإيجابي 1-1، ثم تكرر الموقف في نصف النهائي أمام كولومبيا، إثر اختتام المواجهة بالتعادل السلبي والفوز بركلات الموت 6-5 أيضاً. في النهائي، انتصرت الأرجنتين بنتيجة 2-1 على المكسيك بعد ثنائية المهاجم غابرييل باتيستوتا، واختير الحارس الأرجنتيني سيرجيو غويغوتشيا حينها أفضل لاعبٍ في تلك النسخة، وهو الذي عرف بمهارته الكبيرة في التصدي لركلات الجزاء.

أرقامٌ مهمة
سجل الحارس أميريكو تيزورييري اسمه بأحرف من ذهب في سجل كوبا أميركا، فقد كان خيار الأرجنتين الأول في 6 بطولات خلال فترة العشرينيات، وهو الذي اختير في عام 1921 أفضل لاعب في البطولة اللاتينية، ليصبح أول أرجنتيني يحظى بهذا الشرف، وأول حامي عرين يصل إلى هذه الجائزة. ننتقل إلى اللاعب نوبيرتو مينديز، صاحب الأرقام المميزة، الذي سجل 5 أهداف في البطولات الثلاث المتتالية من عام 1945 حتى 1947، التي حقق خلالها منتخب التانغو اللقب أيضاً، وفي رصيده هدفان أيضاً سجلهما في نسخة أخرى، ما جعله الهداف الأرجنتيني الأفضل في التاريخ وصاحب الرقم القياسي بين جميع المهاجمين في القارة اللاتينية بمسابقة الكوبا، إلى جانب البرازيلي زيزينيو.

نصل بعدها إلى اللاعب أومبرتو ماسكيو، الذي ساهم في فوز الأرجنتين بلقب كوبا أميركا، وكان هداف البطولة بعدما هزّ الشباك 9 مرات، وهو أفضل لاعب من بلاد الفضة من حيث التسجيل في نسخة واحدة، مع العلم أنه وبعد قرار انتقاله للعب في إيطاليا من بوابة نادي بولونيا، إلى جانب مواطنيه عمر سيفوري وأنجيليلو، قرر الاتحاد الأرجنتيني منعه من تمثيل المنتخب مجددا، فغاب عن كأس العالم 1958.

وبفضل أصله الإيطالي، تمكن من تمثيل منتخب إيطاليا، فكان قائداً لإيطاليا في كأس العالم 1962 التي أقيمت في تشيلي، وواحداً من أبرز الأسماء التي شاركت في أحداث "معركة سانتياغو" في المباراة ضد البلد المضيف، حينها كسر أنف ماسكيو من قبل اللاعب التشيلي ليونيل سانشيز. أدار ذلك اللقاء الحكم الإنكليزي كين أستون، الذي يعود الفضل له في ابتكار البطاقات الصفراء والحمراء في وقت لاحق، أطلق على تلك المباراة لقب "المواجهة سيئة السمعة"، طرد أكثر من لاعب خلال اللقاء، وتدخلت الشرطة لدفعهم للخروج من الملعب.

العربي الجديد
المساهمون