اكتساح سنغالي لجوائز القارة السمراء!

23 يوليو 2022
ماني نجم ليفربول السابق وبايرن الحالي (جلال مرشيدي/الأناضول)
+ الخط -

في سابقة أولى من نوعها في تاريخ الكرة الأفريقية، اكتسح منتخب السنغال جوائز الاتحاد الأفريقي لسنة 2022 بإحرازه أربعة ألقاب فردية وجماعية بشكل لم يسبق له مثيل، من خلال تتويج بطل أفريقيا بلقب أفضل منتخب، ومدربه أليو سيسي كأفضل مدرب، وفوز بابي ماتار سار بجائزة أفضل لاعب شاب، وكذا ساديو ماني بجائزة أفضل لاعب أفريقي للمرة الثانية بعد فوزه بها سنة 2019.

هي تتويجات تؤكد سطوة الكرة السنغالية وقوتها وأفضليتها مقارنة بنظيراتها الأفريقية، وتجسد تطوراً كبيراً لمنتخب بلغ نهائي كأس أمم أفريقيا مرتين متتاليتين بقيادة مدرب محلي، وصنع جيلاً ذهبياً بل أجيالاً متعاقبة حول ساديو ماني، مهاجم ليفربول سابقا والبايرن حالياً، أحد رموز النجاح السنغالي الباهر على مدى السنوات العشر الماضية في ميتز وسالزبورغ وساوثهامبتون ثم ليفربول منذ 2016.

ساديو ماني تفوّق على أسطورة أخرى اسمها محمد صلاح، ومواطنه الحارس إدوارد ماندي، ونجوم آخرين تألقوا بدورهم على مدى سنوات خلت منذ انضمامه إلى ليفربول، الذي توج وساهم معه في تحقيق لقب الدوري الإنكليزي بعد غياب استمر 30 عاماً، وفاز معه بدوري أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية لأول مرة في تاريخ "الريدز"، إضافة إلى جوائز فردية عديدة أهمها هداف الدوري الإنكليزي، وأفضل لاعب بكأس أمم أفريقيا، وأفضل لاعب أفريقي سنة 2019 ، فكان أحد أعمدة مشروع يورغن كلوب، أحرز معه ست بطولات مسجلاً 120 هدفاً في 269 مباراة، وكان أحد أعمدة المدرب أليو سيسي في المنتخب السنغالي المتوج لأول مرة في التاريخ بكأس أمم أفريقيا في الكاميرون، بعد أن كان وصيفاً للبطل في القاهرة سنة 2019.

أسد التيرانغا لم يكتف بما فعله مع ليفربول والمنتخب السنغالي، بل راح يرفع تحدياً آخر بانضمامه الى البايرن في الميركاتو الصيفي الحالي مقابل 32 مليون يورو، في موسم المونديال الذي يشارك فيه ساديو ماني مع السنغال للمرة الثانية على التوالي والثالثة في التاريخ، بعد مشاركته الأولى في كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان عندما كان المدرب أليو سيسي لاعباً دولياً، تحول بعدها إلى مدرب للفئات السنية، ثم الفريق الأول منذ سنة 2015، مع جيلين رائعين بلغ بهما المونديال وفاز معهما بكأس أمم أفريقيا التي خسرها قبل ثلاث سنوات ضد الجزائر، ما يؤكد العمل الكبير الذي قام به المدرب السنغالي مع منتخب بلاده، والاستقرار الإيجابي، والاستمرارية التي ميزت مسيرته مدرباً نال بدوره لقب الأفضل في أفريقيا بجدارة.

عندما يتوج أليو سيسي وساديو ماني، يكون تتويج السنغال بلقب أفضل منتخب بمثابة تحصيل حاصل لسنوات من الجهد والعمل، في انتظار تجسيد النجاحات بمناسبة مونديال قطر الذي سيكون فرصة للارتقاء الى مستوى عالمي في مجموعة أولى تضم منتخب البلد المنظم قطر، وهولندا والإكوادور، وهي منتخبات في متناول أبطال أفريقيا الذين اكتسحوا أفضل المنتخبات الأفريقية، وبلغوا درجة من النضج الفني والذهني والنفسي ما يؤهلهم لخلط أوراق عمالقة الكرة العالمية من دون عقدة بفضل جيل ينشط في أفضل النوادي والدوريات الأوروبية بقيادة ساديو ماني، الذي سيجد في انتقاله إلى البايرن حافزاً جديداً يقوده نحو تحقيق بطولات وألقاب جماعية وفردية تبقيه على الأقل ضمن قائمة أفضل ثلاثة لاعبين في أفريقيا، ودخول قائمة العشرة الكبار في العالم والمنافسة على لقب أفضل لاعب في العالم لسنة 2022.

كرة عالمية
التحديثات الحية

بقدر ما كان تألق السنغال والسنغاليين لافتاً في جوائز الاتحاد الأفريقي لهذه السنة بحصولهم على خمس جوائز من أصل أربع عشرة، بقدر ما كان الاخفاق العربي واضحاً على غير العادة، حيث اكتفت الكرة العربية بتتويج الوداد المغربي بلقب أفضل ناد، وتتويج حارس الأهلي المصري محمد الشناوي بلقب أفضل لاعب داخل القارة السمراء، وتكون بذلك 2022 سنة السنغال بامتياز.

المساهمون