استمع إلى الملخص
- **رحلة التتويج**: بدأت مشوارها بتفوق على الإيطالية أنجيلا كاريني، ثم المجرية آنا لوكا هاموري، والتايلاندية جانافاغ سوانافاغ، وأخيراً الصينية يانغ ليو في النهائي بنتيجة (5-0).
- **رد على التشكيك**: تجاوزت التشكيكات من الاتحاد الدولي وشخصيات بارزة مثل ترامب وماسك، بفضل تحضيرات نفسية ودعم مدربيها بيدرو دياز ومحمد شعوة وعبد الهادي كنزي.
ختمت الملاكمة الجزائرية، إيمان خليف (25 عاماً)، مشوارها في أولمبياد باريس 2024 بطريقة رائعة، بعد أن استطاعت الفوز بالميدالية الذهبية، مساء الجمعة، إثر فوزها على الصينية يانغ ليو (32 عاماً)، في منافسات السيدات ضمن فئة أقل من 66 كيلوغراماً، لتكون الميدالية المحققة هي الثانية من المعدن النفيس للوفد الجزائري في هذه التظاهرة الرياضية، بعد كيليا نمور، التي تُوّجت قبل أيام بالذهب في منافسات الجمباز.
وجاء التتويج المستحق للملاكمة إيمان خليف، بعد أن حسمت المواجهة لصالحها، أمام المصنفة الثانية عالمياً، الصينية يانغ ليو، بنتيجة (5-0)، ليكون ذلك مسك ختام للمستوى المميز، الذي قدمته الملاكمة الجزائرية أمام منافِساتها في الألعاب الأولمبية 2024، بعد أن تجاوزت الإيطالية، أنجيلا كاريني، في ظرف 46 ثانية بالدور السادس عشرة، ثم تأهل آخر على حساب المجرية، آنا لوكا هاموري، في الدور الربع النهائي، لتضيف في الدور نصف النهائي التايلاندية، جانافاغ سوانافاغ، إلى قائمة ضحاياها.
وتعد هذه الميدالية الذهبية، التي حققتها إيمان خليف، الأولى للملاكمات العرب في تاريخهن بالألعاب الأولمبية، والأولى للجزائر في جميع الأصناف، منذ ذهبية الراحل حسين سلطاني، في نسخة أتلانتا الأميركية عام 1996، والميدالية السابعة في تاريخ رياضة الفن النبيل، كثاني أكثر رياضة أهدت إلى البلاد الميداليات الملونة في الألعاب الأولمبية، بعد ألعاب القوى، التي حقق من خلالها الجزائريون تسع ميداليات كاملة.
إيمان خليف وقصة ثأر ناجحة
لا يقتصر الإنجاز الكبير، الذي أحرزته إيمان خليف، فقط على كونه ميدالية ذهبية تحققت على الحلبة، بل هو تتويج ردّت به على كل من تطاول عليها، خلال الأيام الماضية، خاصة من قِبل الاتحاد الدولي لرياضة الملاكمة، وأيضاً الشخصيات الرياضية والسياسية المشهورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثل المترشح للانتخابات الرئاسية الأميركية، دونالد ترامب، ومواطنه رجل الأعمال إيلون ماسك، ونائب مندوب روسيا لدى مجلس الأمن، دميتري بوليانسكي، وصولاً إلى صحف عالمية، مثل صحيفة ديل ميل البريطانية، وكلهم شككوا في جنس إيمان خليف وأحقيتها في دخول منافسات السيدات، إلى درجة وصفها بـ "رجل متحول جنسياً".
وأما على المستوى الرياضي، فقد ردت إيمان خليف كذلك على منافستها الصينية، يانغ ليو، التي كان من المفترض أن تلعب ضدها نهائي بطولة العالم 2023، التي احتضتنها العاصمة الهندية نيودلهي، فبعد أن قدمت البطلة الجزائرية أداءً مميزاً طيلة تلك النسخة، تلقت إشعاراً من قِبل "IBA" يمنعها من لعب النهائي أمام المنافسة الصينية، بسبب "عدم استيفاء معايير الأهلية"، على حد وصف الاتحاد الدولي لهذه الرياضة، لكن ما يُحسب للملاكمة الصينية وعكس ما حدث مع الإيطالية، أنجيلا كاريني، والمجرية، آنا لوكا هاموري، أنها رفضت الدخول في حرب كلامية أو إلكترونية ضد خليف، وأكتفت في تصريح سابق بأنها ترفض التعليق على الجدل الدائر بخصوص إيمان خليف، وعزمها الفوز بالميدالية الذهبية، ومنه أحقيتها أيضاً في التتويج بذهبية بطولة العالم 2023.
ويُحسب للبطلة الجزائرية، إيمان خليف، أنها لم تتأثر إطلاقاً بالحملة الشعواء، التي تعرضت لها طوال الأيام الماضية، ما يؤكد قوة شخصيتها وتحضيراتها بعد أن تركزت على الجانبين النفسي والذهني قبل أي شيء آخر، والدليل سهولة حسمها للنزالات السابقة، وهذا يُحسب كذلك للعمل الكبير، الذي قام به مدربوها، على غرار الكوبي بيدرو دياز، وأيضاً الثنائي الجزائري: محمد شعوة وعبد الهادي كنزي.