إيسكو وتوران وأمثالهما..تكتيك الجناح الداخلي يغزو أوروبا هذه السنة

09 يوليو 2015
+ الخط -
انتشر تكتيك الجناح الداخلي بشكل كبير في مختلف ملاعب القارة العجوز أخيراً، وتلعب فرق عديدة بأجنحة تعرف باسم أطراف العمق أو الـ Interiors. تكتيكياً هذا المركز خاص بلاعبي الطرف الذين يدخلون إلى عمق الهجوم أثناء بداية الهجمة، عن طريق تحرك ثنائي الهجوم علي جنب الملعب، لكي يدخل لاعب الجناح في العمق، على خطى القادمين من الخلف.

الـ Interior
وزاد استخدام هذا الأسلوب الكروي خلال المواسم الماضية، بسبب حاجة كل مدرب إلى ملء أكبر فراغ ممكن داخل المستطيل الأخضر، لذلك أصبح من الصعب وجود لاعب الجناح فقط على الخط الجانبي من الملعب، مع حاجة فريقه إلى استخدامات أخرى، كالصعود إلى الثلث الهجومي الأخير، أو العودة إلى العمق ومساندة لاعبي الارتكاز.

مع فياريال في السابق، لعب سانتي كازورلا وكاني على الورق كأجنحة، لكنهما في الملعب يتحولان سريعاً إلى منتصف الملعب الأمامي، بينما نيلمار وروسي ينطلقان على الأطراف رفقة الظهيرين المتقدمين من الخلف إلى الثلث الهجومي الأخير، فيما يعرف باسم الـ Overlap. مانويل بليغريني من أكثر المدربين اعتماداً على الجناح الداخلي.

الشكل الهجومي
مع صعوبة اللعب بثنائي محوري يدافع ويهاجم في آن واحد، اختفت طريقة اللعب 4-4-2 عن الساحة، مع توسع خطط 4-3-3 / 4-2-3-1، حتى عادت "الفور فور تو" مرة أخرى بشكل أعمق، مع تحولات فنية جعلت الخطة أقرب إلى 4-2-2-2. اللعب بثنائي هجومي متنوع في الأمام، مع إعطاء الحرية الكاملة للظهيرين بالتقدم وصناعة الأهداف من الأطراف.

ومن أجل الوصول إلى توليفة مثالية، يقوم الجناحان بدور التوازن في العمق، من خلال تحولهما إلى منتصف الملعب أثناء السيطرة على الكرة، ويصبح الجناح وقتها صانع لعب متقدماً أو لاعب وسط ثالثاً، حتى يتحول لاعب من ثنائي المحور إلى منطقة الارتكاز الدفاعي، لتنفيذ الشق الخلفي المطلوب في حالة حدوث مرتدة قاتلة.

يعتبر هذا النوع من اللعب مناسب جداً للفرق التي تحب الضرب من الأطراف، لأن الجناح الداخلي يوفر لهم ما يريدون، من خلال تحوله بين الجناح والمركز. من أهم الأمثلة لهذا الدور، إيسكو مع خواكين سانشيز في فريق ملغا الذهبي، يتحرك الثنائي بشكل عبقري تحت قيادة المهندس التشيلي، يبدأ خواكين في العمق الهجومي، ويترك مكانه من أجل التحول لمركز الجناح، في سبيل دخول إيسكو من الطرف إلى أقصى العمق داخل منطقة الجزاء.



الحالة المعاكسة
على عكس الهجوم، هناك فرق أوروبية عديدة تستخدم نفس التكتيك السابق المتبع، لكن بصبغة دفاعية واضحة، خصوصاً في ملاعب الليغا الإسبانية، وأبرز الأساتذة في هذا المجال دييغو سيميوني مع أتليتكو مدريد. مع طريقة اللعب 4-4-2 للهنود الحمر في العاصمة الإسبانية، يلعب ثنائي الأجنحة بشكل طبيعي على الرواق في حالات الهجوم.

لكم بمجرد قطع الكرة والتحول إلى الحالة الدفاعية، يتحول الجناحان سريعاً إلى منطقة العمق سريعاً، من أجل مساندة ثنائي الارتكاز وغلق منطقة المحور بشكل كامل، وذلك من أجل إجبار المنافس على رمي الكرات سريعاً إلى الأطراف، ومنع الخطورة الأكبر في نصف ملعبهم أسفل الدائرة.

لاعبو الأجنحة في الحالة العادية هم صناع اللعب، مع قيامهم بدور لاعبي الوسط بطريقة كاملة. كوكي مثال حقيقي لهذه النوعية من اللاعبين، جناح على الورق، لكنه في الملعب نصف لاعب وسط صريح، ونصف صانع لعب في الشق الهجومي. لذلك فريق مثل أتليتكو مدريد يبني طريقة لعبه كلياً على الـ Interiors دفاعياً وهجومياً.



4-3-3
الجناح الداخلي لا يتواجد فقط في طريقة لعب 4-4-2 ومشتقاتها، بل من الممكن مشاهدته أيضاً من خلال خطة 4-3-3. يحتاج لاعبو الوسط في هذه اللعبة إلى تناسق وتكامل تام مع نجوم الأجنحة. في حالة ثبات الجناح على الطرف، يتحرك لاعب الوسط في العمق فقط إلى الخلف والأمام، بينما إذا دخل الجناح أكثر إلى العمق، ينطلق لاعب الوسط لسد الفراغ المتروك على الخط.

مع برشلونة إنريكي بالموسم الماضي، لعب المدرب الشاب بصيغة خاصة للاعبي الوسط بالعمق Interior Midfielders، من خلال قيام كل من راكيتتش وإنيستا بدور جديد نوعاً ما، بالتغطية الخلفية في حالة تقدم الأظهرة إلى الأمام، مع تشكيل ثنائية هجومية رفقة كلاً من ميسي ونيمار في حالة السيطرة والاستحواذ على الكرة. أي صارت تحركات لاعبي الوسط بشكل طرفي أكثر، مع قيام داني ألفيش وجوردي ألبا بملأ الفراغ في المنتصف، وبالتالي لعب البرازيلي الظهير كلاعب وسط وهمي في بعض الأحيان.

يحب لوتشو هذه النوعية من اللاعبين، النجم الذي يشارك في أكثر من مركز خلال المباراة الواحدة، ومع اختفاء الرفاهية من سجلات اللعبة، تضاعفت قيمة أسماء مثل راكيتتش، الكرواتي الذي يلعب في منطقة الوسط، الظهير، الجناح في المباراة الواحدة، ومن الممكن أن يقودنا هذا الباب فقط لتحديد أسباب صفقة أردا توران الأخيرة.

توران
انتقل النجم التركي بشكل رسمي إلى صفوف برشلونة، صفقة وصفها بعضهم بأنها انتخابية بحتة، لكن تأكيدات الصحف الكتالونية المقربة أشارت إلى أمر مختلف، يدور حول طلب المدرب لويس إنريكي لاعب أتليتكو مدريد بجدية بعد نهاية الموسم الماضي. استخدام توران على الطرف كلاعب جناح في طريقة 4-3-3 سيكون خيارا بديلا أكثر منه أساسيا، والسبب تألق البرازيلي نيمار في هذه الخانة الهجومية.

وفي حالة تمركز توران في الوسط، فسيكون الخيار الأمثل وضعه في يسار الوسط، على طريقة راكيتتش في اليمين. لاعب وسط داخلي يتحول أثناء الهجوم إلى منطقة الجناح، في سبيل دخول الأجنحة إلى منطقة الجزاء، وقيام الأظهرة بتغطية منطقة الدائرة الفارغة. أسلوب قريب من وضعية إيسكو في بعض مباريات الريال بالموسم الماضي، بعد إصابة لوكا مودريتش، حيث وضعه أنشيلوتي كلاعب وسط صريح يتحرك بشكل مستمر على الأطراف.

من الوارد نجاح هذه الفكرة خلال الموسم المقبل بعد مشاركة أردا، ومن الممكن أن يكون تفكير لويس إنريكي بطريقة أخرى غير معلومة أو متوقعة حتى اليوم، لكن في كل الأحوال سيكون هناك علامة استفهام حول عدم وجود لاعب وسط صريح CM في تشكيلة برشلونة المنتظرة "في حالة عدم مشاركة إنيستا"، بوسكيتس فقط كلاعب ارتكاز خلفي، بينما راكيتتش وتوران ثنائي خليط بين الجناح والوسط، فهل سينتقل الأحمر والأزرق كلياً من سطوة الوسط إلى النهج الطرفي الكامل؟ تغيير الإستراتيجية؟ دعونا ننتظر.

اقرأ أيضا...
مستقبل الأرجنتين يتحدد في ملاعب أوروبا
كرويف(أحب كرة القدم)4:تصعيد اللاعبين وأسخف ما في كرة القدم!
المساهمون