إنتر يفقد صبره على لوكاكو.. فهل كان توخيل مُحقاً؟

02 أكتوبر 2022
يعاني لوكاكو مع إنتر ميلانو في الموسم الحالي (غامبيرو لوسيتيو/Getty)
+ الخط -

فقدت إدارة نادي إنتر ميلانو صبرها على النجم البلجيكي روميلو لوكاكو، الذي عاد إلى صفوف الفريق على سبيل الإعارة في سوق الانتقالات الصيفية الماضية، قادماً من تشلسي الإنكليزي، الذي فشل معه بتقديم الإضافة المرجوة منه.

ولم يستطع روميلو لوكاكو منح الإضافة المرجوة منه إلى نادي إنتر ميلانو، الأمر الذي دفع جماهير الفريق الإيطالي إلى شن حملة انتقادات واسعة ضد المهاجم البلجيكي، نتيجة عدم مساهمته بتسجيل الأهداف أو صناعتها في جميع البطولات بالموسم الحالي، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، السبت.

ويعود سبب غضب إدارة إنتر ميلانو من المهاجم البلجيكي، بسبب راتبه المرتفع، الذي يعد من بين الأعلى في منافسات الدوري الإيطالي، الأمر الذي يدفع الفريق إلى التفكير جدياً بعدم تجديد عقد الإعارة، وإعادته لتشلسي الإنكليزي، الذي سبق أن دخل في أزمة كبرى مع لوكاكو في حقبة المدرب السابق توماس توخيل، نتيجة قيامه بإجلاسه على مقاعد البدلاء طويلاً.

ووجد لوكاكو نفسه ضمن عاصفة من الغضب سواء من إدارة إنتر ميلانو أو الجماهير، نتيجة الإصابة التي لحقت به، وفشله برحلة العلاج منها، ما جعله يغيب عن أهم المواجهات سواء في الدوري الإيطالي أو دوري أبطال أوروبا، ما يجعل المهاجم البلجيكي يواجه خطر عدم خوض منافسات مونديال قطر، في حال استمراره على نفس المنوال.

غياب لوكاكو عن المواجهات الهامة، جعل إنتر ميلانو يعاني كثيراً في الهجوم، لأن إدارة الفريق الإيطالي قاتلت بشدة، حتى يعود إلى صفوف كتيبة المدرب إنزاغي، من أجل مد يد المساعدة، خاصة في المباريات الصعبة ضد كبار "الكالتشيو" أو بدوري أبطال أوروبا، الذي ينافس فيه ضمن مجموعة قوية تضم برشلونة وبايرن ميونخ الألماني.

أما غضب جماهير إنتر ميلانو، فيعود إلى توجيههم رسائل مباشرة إلى لوكاكو، بأن عليه البقاء في المدينة ومواصلة رحلة علاجه، بدلاً من السفر إلى بلجيكا، بعد تعرضه للإصابة، لأنه أضاع الكثير من الوقت، بدلاً من التركيز على العودة مرة أخرى إلى الملاعب.

لكن السؤال الذي يبقى عالقاً في أذهان الجماهير الرياضية، هو لماذا قدم لوكاكو مستوى خرافيا تحت قيادة المدرب أنطونيو كونتي في إنتر ميلانو قبل الرحيل إلى تشلسي؟ باختصار الإجابة بسيطة للغاية، وهي أن المدير الفني الإيطالي اعتمد عليه كرأس حربة صريح، فيما أصر توخيل وإنزاغي على جعله يأخذ أدواراً إضافية في المباريات، وهو ما لم يتمكن البلجيكي من فعله.

توخيل اعتبر لوكاكو مهاجما جيدا، ويطبق التعليمات، لكنه لم ولن يسمح لأي نجم بأن يكون محور الفريق الأول، وهو أمر يسير عليه أيضاً، سيموني إنزاغي في إنتر ميلانو، الأمر الذي يشكل مشكلة كبرى بالنسبة للمهاجم البلجيكي، الذي تعود في حقبة كونتي مع الفريق الإيطالي، على خطة (3-5-2)، وهو أمر افتقده مع توخيل وإنزاغي.

وحاول مدرب تشلسي السابق، توماس توخيل، إخراج لوكاكو من وهم خطة كونتي، لكنه لم يستطع النجاح في مهمته، الأمر الذي دفعه إلى إجلاس المهاجم البلجيكي طويلاً على مقاعد البدلاء، وأصبحت جماهير "البلوز" لا ترى نجمها إلى في مواجهات قليلة بالموسم الماضي، ما دفعه إلى العودة مرة أخرى إلى إنتر ميلانو، بعدما قضى 12 شهراً جعلته يفقده حاسته التهديفية في شباك منافسيه.

وبعد عودته في الصيف الماضي، اصطدم لوكاكو بحقيقة مرة، وهي أن وزنه زائد (103 كيلوغرامات)، الأمر الذي رفضه المدرب سيموني إنزاغي، وطلب من المهاجم البلجيكي، ضرورة العمل في الصالة الرياضية خلال الصيف، حتى يصل إلى الوزن المثالي، الذي سيسمح له بالعودة إلى المواجهات.

ورغم العمل الجاد في الصيف، لكن إدارة إنتر ميلانو ليست راضية عن لوكاكو، خاصة أنهم فضلوه على باولو ديبالا، الذي ذهب إلى روما بصفقة انتقال حر في الصيف الماضي، إلا أن إصابته وإهماله في رحلة العلاج، جعلا الجميع غاضباً.

صحيح أن إدارة إنتر ميلانو غاضبة من لوكاكو، لكنها لا تريد الإحساس بالفشل، بعدما دفعت الملايين من أجل الحصول على عقده على سبيل الإعارة من تشلسي. لذلك قامت بالتواصل مع أحد خبراء التغذية، الذين أكدوا أن الوزن الزائد للمهاجم البلجيكي، يعود إلى ما يتناوله في وجباته، مثل الدجاج والبطاطا الحلوة، والحلويات.

وقام خبير التغذية المعروف، ماتيو بينسيلا، بوضع خطته القائمة على تناول لوكاكو الأطعمة الصحية، التي تساهم في خسارته الوزن الزائد، وحرمانه من الحلويات بشكل نهائي، بالإضافة إلى وجود وجبات من الأسماك، والديك الرومي، والبيض والكثير من الفواكه والخضروات.

هدف إنتر ميلانو، يقتضي إعادة لوكاكو إلى مستواه الحقيقي، الذي أظهره في حقبة المدرب أنطونيو كونتي، مع ضرورة السير بخطوات حقيقية في رحلة علاجه، وعدم السماح له بالسفر إلى بلجيكا كما فعل وأثار غضب الجماهير.

وبعد خطوات إدارة إنتر ميلانو السريعة، من أجل إعادة لوكاكو إلى الطريق الصحيح، فإن الكرة أصبحت في ملعب المهاجم البلجيكي، الذي يبدو أمامه رحلة شاقة، لكنها هامة للغاية في مسيرته الاحترافية، بحال أراد مواصلة اللعب مع الفريق الإيطالي، كي يضمن المشاركة مع منتخب بلاده في منافسات كأس العالم القادمة في قطر، وإلا فإن أي تغيير بالخطط، قد يجعل عودته إلى الملاعب مرة أخرى تطول.

فرق
المساهمون