إنتر ميلان.. المشروع الرياضي أهم من الأموال

01 يونيو 2015
المال لا يصنع التتويجات وإنتر أبرز دليل (العربي الجديد)
+ الخط -

تعتبر عوائق اللعب النظيف هامشية إذا أراد أي فريق النجاح، والأمثلة عديدة خلال السنوات الأخيرة، أتليتكو مدريد وإشبيلية في إسبانيا قدما نتائج استثنائية مع ميزانيات محدودة، لذلك يزيد الحديث مؤخراً حول أوضاع إنتر ميلان، النادي الذي فقد البوصلة المحلية والأوروبية خلال السنوات الأخيرة، وأصبح في وضعية صعبة للغاية رغم الطفرة الهائلة في نتائج وأسلوب الفريق خلال بدايات الألفية الجديدة، وحتى دوري أبطال أوروبا 2010.

فلاش باك
نجح مورينيو في وضع تشكيلته المثالية مع إنتر سابقاً، ووصل إلى المجد الأوروبي رفقة الجيل الذهبي للأفاعي، إيتو مهاجم على اليسار من أجل العودة للمساندة الدفاعية، بينما بانديف جناح تقليدي يدخل كثيراً في العمق، مع فتح الأطراف أمام شنايدر القادم من المنتصف إلى منطقة الجزاء، بالإضافة إلى ثنائي محوري، كامبياسو للقطع وموتا للتمرير، خلف الهولندي الحر وميليتو المهاجم الخطير.

لعب شنايدر دوراً تكتيكياً محورياً، ليس دوره فقط صناعة الأهداف وتسجيلها بل قيادة الفريق داخل الملعب، لكن يجب أن تتم الإشارة إلى عبقرية الدفاع لفريق الغوزيبي مياتزا، فالبرتغالي صنع حائطا خلفيا متكاملا، بوجود لوسيو، والتر صامويل، تشيفو، والبقية، ليصل إنتر ميلان إلى منصات التتويج نتيجة التكامل بين خطوط الفريق ككل.

وهذا ما افتقده الفريق خلال السنوات الأخيرة، ولنا عبرة بالموسم الحالي للكالتشو، حيث إن البطل الأسبق للبطولة سجل فقط 59 هدفا ودخل مرماه 48 في النهاية، وبالتالي افتقد النادي الآخر في ميلانو لأهم ميزة يشتهر بها على مر تاريخه، الدفاع الفولاذي النابع من أصل الكاتانتشيو.

شخصية المدرب
يقول بيب غوارديولا دائماً إن شخصية الفريق يجب أن تخرج من شخصية المدرب، لذلك يحاول كل مدير فني تشكيل فريقه وفق رؤيته الخاصة، ومع قدوم مانشيني من جديد، حاول المدافع السابق إعادة بناء إنتر ميلان حسب قناعاته الفنية. لذلك حول مانشيني سريعاً الخطة إلى 4-3-1-2، وتخلى سريعاً عن فكرة الثلاثي الدفاعي وأسلوب الأظهرة التي تلعب على الخط بمفردها فيما يعرف بالـ Wing Backs، مفضلاً العودة إلى الرباعي الخلفي الصريح.

ومن أجل المحافظة على قيمة "التريكوارتيستا"، اللاعب الذي يمتاز بقدرة على المراوغة والتسديد مع الهروب الدائم من الرقابة، والإضافة الهجومية السليمة في الثلث الأخير، وبالطبع يستطيع العودة للمساندة الدفاعية لأن الكرة في السنوات الأخيرة ابتعدت عن الهجوم الذي يهمل التأمين الدفاعي.

وبالتالي أصبحت التركيبة الهجومية "الإنتراوية" عبارة عن صانع لعب صريح، يلعب أمام خط الوسط وخلف الهجوم، المكّون من ثنائي صريح داخل وخارج منطقة الجزاء، مع وجود ثلاثي آخر بالوسط، لاعب بالعمق وثنائي بين المنتصف والأطراف على طريقة الريشة المزدوجة، لكن ظلت النتائج في النهاية دون المتوقع أو المأمول.

المالك الجديد
إيرك توهير هو ملياردير و رجل إعمال إندونيسي يملك مجموعة شركات، استحوذت منذ فترة على النسبة الأعلى من نادي إنتر ميلان الإيطالي بعد أن اشترى 70% من أسهم النادي من ماسيمو موراتي؛ ليصبح بذلك بطبيعة الحال المالك رقم 1 في النادي، والمتحكم الرئيسي في مختلف الأمور الهامة داخل الفريق، وتوقع معظم المتابعين تغييراً جذرياً في صفقات وتعاقدات الإنتر، لكن لم يحدث ذلك الشيء الكبير حتى الآن.

ويدرك المقربون من دوائر صنع القرار أن مطلب التعاقدات الكبيرة يبدو أمراً صعباً للغاية؛ نظراً لقواعد اللعب المالي النظيف التي ستضع قيود بالتأكيد على أي استثمارات سيدفع بها توهير إلى خزانة النادي الإيطالي. لكن بعيداً عن الأموال وما لها وما عليها، فإن المالك الجديد يفتقد إلى الشخصية الرياضية الذكية، وأصابع الاتهام ستطال المدير الرياضي بكل تأكيد، بييرو أوزيليو.

التقييم العام لموسم إنتر ميلان سيكون أقل من الجيد، بل يستحق أن يوصف بالسيئ، خصوصاً مع المركز المتأخر للفريق في سلم الترتيب، وخروجه من كافة البطولات من دون أي مقاومة، وفشل الأسماء الجديدة "شاقري وبودولسكي" في إضافة شيء جديد، لذلك يجب أن يكون هذا الصيف حاسما بالنسبة لمستقبل النادي.

ميركاتو ساخن
يجب على الثنائي مانشيني وأوزيليو سرعة تحديد أولويات إنتر، والبداية يجب أن تكون في الدفاع، لأن الخط الحالي للفريق لا يصنع أبداً أي بطولة. يحتاج إنتر إلى مدافع قائد، يجيد التغطية ومساعدة رفاقه كما كان يفعل والتر صامويل سابقاً، لأن الجذور التاريخية للنادي تؤكد أن هذا الخط بمثابة المتنفس الحقيقي لكافة الأسماء التدريبة الناجحة التي مرت عليه. أوتاميندي، فاران، لابورتي، هاملز، أسماء معروفة لكن تكاليفهم ستكون مرتفعة.

مع حاجة الفريق إلى اسم قوي في منطقة الوسط، يستطيع التحكم في مجريات اللعب، ويجيد عملية البناء الخلفي وإخراج الكرة بكل أريحية، والكلام يدور حول يايا توريه. وبالإضافة إلى المدافع ولاعب الوسط، يبدو أن الشق الهجومي للفريق في أمسّ الحاجة إلى صانع لعب حقيقي، حتى يعود هيرنانيز إلى الوسط الصريح، وفي ظل الأخبار التي تؤكد قرب رحيل كوفاسيتش، فإن نبيل فقير سيكون أفضل بديل ممكن. مع إضافة مهاجم آخر يجيد لعب دور تيفيز مع يوفنتوس، لأن إيكاردي فقط يستحق المقعد الأساسي أما بالاسيو فدوره غير مكتمل في التشكيلة الأساسية، وتحتاج الأفاعي إلى نسخة قريبة من الأرجنتيني فييتو فياريال.

لذلك فإن عمل أربعة تعاقدات قوية وفعالة سيكون الحل الرئيسي لمحاولة الخروج من عنق الزجاجة، وهذا العمل لا يحتاج إلى أموال طائلة بقدر ما يتطلب حسن إدارة للأمور الرياضية، وتعاونا حقيقيا بين المدير الفني ونظيره الرياضي، عن طريق بيع بعض الأسماء الحالية والبحث عن بدائل شابة إذا لم تقدر الإدارة على دفع قيمة العناصر الكبيرة بالسوق، في سبيل العودة بالنيرازوي إلى مصاف العمالقة من جديد.

اقرأ أيضاً..

بالفيديو..رونالدينيو يعود لهوايته المفضلة بسرقة الكرة من الحارس!

باستن: برشلونة يستطيع الفوز بكأس العالم..إن أمكنه المشاركة

المساهمون