إمبراطورية ميونخ وقمة "متواضعة" في وداعية أيام الفيفا

19 نوفمبر 2014
ميسي ورونالدو كانا ضيفَي شرف في القمة (العربي الجديد)
+ الخط -

الشارع الرياضي في حالة سعادة غير طبيعية، والسر يعود إلى انتهاء مرحلة المباريات الدولية، والعودة مرة أخرى إلى الدوريات الأوروبية في مختلف ملاعب القارة العجوز. وقبل أن ننسى طريق المنتخبات، علينا التركيز على أبرز محطات اليوم الرياضي الطويل، فيما يخص قمتي الأولد ترافورد والبلايدوس، مع آخر بطلتين لكأس العالم، وأنجح نجمين في السنوات الماضية.

إمبراطورية ميونخ
يعتبر فريق بايرن ميونخ أحد أعظم الفرق الأوروبية، وواحدا من المرشحين الكبار للفوز بدوري الأبطال خلال المواسم الأخيرة، ويتعامل يواخيم لوف مدرب الماكينات مع هذه الحقيقة بذكاء شديد، ويستفيد كثيراً من تجارب النادي البافاري ويقوم بإعادتها وتطويرها مع المنتخب الفائز بآخر مونديال عالمي في البرازيل، وهذا لا يعتبر دليل ضعف بل مصدر قوة ونقطة إيجابية تحسب للمدير الفني لا عليه، لأن الغاية في النهاية هي الأهم.

وخلال ودية إسبانيا الأخيرة، لم يُشرك لوف معظم لاعبي بايرن لكنه لعب بالتكتيك القريب من خطة 3-4-3 التي تتحول إلى 3-4-1-2، بوجود ثلاثي دفاعي صريح، وثنائي محوري بالارتكاز مع ظهيرين بين الدفاع والهجوم، وصانع لعب خالص خلف الثنائي المتقدم في الثلث الأخير، وبالرجوع إلى توليفة جوارديولا هذا الموسم، سنجد تشابها حقيقيا خصوصاً في دور جوتزه صانع اللعب، والظهيرين رودي ودورم على طريقة لام وألابا.

وكما وضع لاعبو المانشافت بصمتهم الخاصة في كأس العالم باللعب المتنوع والضغط العالي، فإن هدف قمة البلايدوس جاء بلمسة ألمانية خالصة، وبتسديدة زاحفة من النجم توني كروس. لذلك يلجأ لوف كثيراً إلى جوارديولا لكنه يضيف عناصر أخرى لتصبح التوليفة في النهاية صالحة للمواجهات الدولية، وتصعد الدولة الألمانية فوق إمبراطورية ميونخ.

الجيل الجديد
رغم إصرار الشيخ ديل بوسكي على الاستعانة بالحرس السابق والتفتيش في دفاتره القديمة، إلا أن صحوة الاعتزال الدولية وفيروس الإصابات الأخيرة، مع مشاكل النجوم الكبيرة، كلها أمور عجّلت من التغيير وضخ دماء جديدة في تشكيلة البطل السابق للمونديال وحامل لقب البطولة الأوروبية حتى اليوم، ورغم الهزيمة من ألمانيا إلا أن الأداء تحسن نوعاً ما عن الجولات السابقة، وأصبح هناك قوام رئيسي من الممكن البناء عليه خلال الفترة المقبلة.

يعشق فيستني ثنائية المحور ويرى من خلالها أفضل وسيلة لحماية خط دفاعه وتأمين المنطقة الحمراء بين الخط الخلفي ودائرة المنتصف، لذلك سيظل على العهد مع خطة 4-2-3-1، ومع ابتعاد ألونسو أصبح الطريق مفتوحا أمام برونو سوريانو ومن قبله كوكي قنبلة الشولو سيميوني مع الروخيبلانكوس، لأن وجود نجم آخر قريب من بوسكيتس يجعل الوسط الإسباني في أمان دائم، ويسمح بحرية أكبر للثلاثي الأمامي خلف المهاجم الصريح.

راؤول جارسيا، نوليتو، إيسكو، كاليخون، وموراتا، أسماء أقل جودة من إنييستا ودافيد سيلفا وتشافي هيرنانديز وكل الأباطرة الذين احتلوا اللعبة بالطول والعرض لسنوات، ولكن هكذا كرة القدم، يجب أن يكون هناك تغيير وتعديل حتى يسطع نجم الماتادور من جديد، لذلك ستكون التصفيات الحالية واليورو 2016 محطات مهمة وفرصا حقيقية لاستعادة الشخصية قبل الرهان الكبير، في روسيا 2018.

بدون ميسي ورونالدو
لعب نجما الكرة العالمية ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو شوطا واحدا فقط، خلال قمة الأولد ترافورد التي انتهت بهدف في الثواني الأخيرة، مع أداء سلبي من الفريقين، سواء في ظل وجود الثنائي الكبير أو بعد خروجهما بين شوطي اللقاء. لأن المباراة أثبتت النواقص العديدة في تشكيلة برازيل أوروبا وراقصي التانجو، خصوصاً كتيبة المدرب تاتا مارتينو الذي لم يضف شيئا حتى الآن بعد نهاية المونديال، لأن الفريق الأرجنتيني ما زال معتمداً فقط على ميسي، دون تغيير أو تطوير.

كرة القدم فلسفة، وكما يقول الخبراء، المجموعة لا تتكوّن إلا إذا كان الكل يتحدثون بلغة واحدة، والجميع قادر على اللعب الجماعي. لا يُمكن تحقيق أي شيء بقدرات الفرد الواحد، إلا النتائج السريعة التي تزول بعد فترة. ووصيف البطل يحتاج إلى عمل كبير على مستوى الدفاع الذي يفقد التمركز أثناء فقدان الكرة، ويظل المستوى الدولي لإيجواين ومن قبله أجويرو ناقوس خطر ينادي على مطلب واحد، حان موعد العودة الكاملة لكارلوس تيفيز.

أما البرتغال ورغم الفوز فإن لاعبي الفريق بعيدا عن رونالدو محدودو التحرك التكتيكي إلى أقصى درجة، لا يقومون بحركات عديدة وكأن كرة القدم حركة واحدة وأسلوب محدد فقط، وإذا كان رونالدو لاعبا يعتمد على التجديد في كامل مراحله الكروية، فإن باقي فريق البرتغال أقرب إلى الموظفين، إنها المعاناة من وجهة نظر ساكي وليس السعادة، في مواجهة لم تف بالوعود.
المساهمون