تُوج المنتخب الإسباني لكرة القدم بلقب دوري الأمم الأوروبية 2023، بالنسخة الثالثة بعد مباراة نهائية ماراثونية على منتخب كرواتيا بركلات الترجيح (5 - 4) لانتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي على استاد "دي كيب في روتردام" في هولندا، وتألق الحارس الإسباني، أوناي سيمون، وتصدى لركلتي ترجيح من لوفرو ماير وبرونو بيتكوفيتش، هذا وتُعتبر هذه أول مباراة نهائية للبطولة تنتهي بركلات الترجيح، في حين حصلت إيطاليا على المركز الثالث بعد فوزها على هولندا (3 - 2).
وتخطى منتخب إسبانيا منافسه منتخب إيطاليا (2 - 1) في الدور نصف النهائي وتفوقت كرواتيا على هولندا (4 - 2) في الوقت الإضافي، ليعود منتخب "لاروخا" إلى منصات التتويج لأول مره منذ 11 سنة تقريباً، وفي النهائي الثامن في المسابقات الكبرى ليتوج باللقب الخامس بعد الفوز بلقب "اليورو" في 3 مناسبات في سنوات 2012،2008،1964، ولقب كأس العالم 2010، في حين خسرت إسبانيا نهائي أمم 1984، ولقب كأس القارات 2013، ولقب دوري الأمم عام 2021.
وبهذا التتويج أمست إسبانيا ثاني دولة تفوز بالألقاب الثلاثة (كأس العالم واليورو ودوري الأمم الأوروبية)، بعد منتخب فرنسا الذي تُوج بالنسخة الثانية على حساب إسبانيا (2 - 1) في النهائي عام 2021، ولقبي يورو 84 و2000، ولقبي كأس العالم 1998 و2018.
النسخة الأولى في البرتغال 2019 شهدت تتويج منتخب البرتغال بعد الفوز على هولندا بهدف نظيف في النهائي، في حين حل المنتخب الإنكليزي في المركز الثالث والمنتخب السويسري في المركز الرابع، أما النسخة الثانية فشهدت تتويج منتخب فرنسا وخسارة إسبانيا النهائي، في حين حلت إيطاليا ثالثة وبلجيكا في المركز الرابع.
خسر منتخب كرواتيا ثاني نهائي مع مدربه الكرواتي، زلاتكو داليتش، بعد خسارة نهائي كأس العالم 2018، بنتيجة (4 - 2) أمام منتخب فرنسا، وبعد احتلاله المركز الثالث في مونديال قطر 2022 الأخير، إذ خسر في الدور نصف النهائي بثلاثية نظيفة أمام منتخب الأرجنتين، وفي مواجهة تحديد صاحب المركز الثالث، تفوق على منتخب المغرب (2 - 1).
وفي 10 مباريات خاض المنتخب الكرواتي تجربة ركلات الترجيح في أخر 13 مباراة إقصائية لعبها، وآخرها في بطولة كأس العالم 2022، وعاند الحظ جيل ذهبي لكرواتيا بقيادة لوكا مودريتش 166 مباراة 24 هدفا دوليا والحائز على الكرة الذهبية 2018 وكوكبة من النجوم بيرشيتش، بروزوفيتش، كرامريتش، كوفاشيتش وغيرهم، وربما تكون نهاية جيل كان يستحق التتويج بلقب على الأقل.
في المقابل، حقق المدرب الإسباني الجديد، لويس دي لا فونتي، أول لقب له بعد 3 مباريات لعبها مع منتخب "لا روخا"، وهو الذي تولى المهمة خلفاً لمواطنه لويس إنريكي. وبدأ المدرب رحلته في التصفيات المؤهلة إلى بطولة "يورو 2024"، إذ تفوق على منتخب النرويج بثلاثية نظيفةـ ثم خسر على أرضه أمام اسكتلندا بهدفين نظيفين، ليتعرض لانتقادات كثيرة بسبب الاختيارات والتشكيل وأسلوب اللعب.
إلا أن دي لا فونتي وبسبب هذا اللقب في دوري الأمم الأوروبية 2023، انضم لكتيبة المدربين الإسبان المتوجين بالألقاب ليصبح الرابع بعد فيا لونيي (لقب يورو 1964)، لويس أراغوانيس (لقب يورو 2008)، فنسنت ديل بوسكي (لقبي كأس العالم 2010 ولقب يورو 2012).
ورغم أن بطولة دوري الأمم تصنف كثالث البطولات بعد بطولتي كأس العالم وأمم أوروبا من حيث الأهمية، إلا أن الإنجاز يُعد بمثابة انطلاقة قوية لجيل إسباني جديد قادر على استعادة البريق والأمجاد بوجود الخبرات مثل جوردي ألبا وناتشو، إمريك لابورت، دانيل كارفخال، رودريغو، ماركو أسينسيو، ألفارو موراتا، والحارس، أوناي سيمون وجيل الشباب على رأسهم غافي، روبين لو نورماند، داني أولمو، يرماي بينو، مارينو، أنسو فاتي وخوسيلو، بالإضافة للغائبين الأبرز بيدري وبالدي.
وتُعتبر مجموعة إسبانيا الحالية مميزة يمكن البناء عليها في ما هو قادم من مشوار التصفيات المؤهلة إلى بطولة يورو 2024 في ألمانيا، وأيضاً كأس العالم 2026.