أولمبياد باريس 2024.. لماذا أصبح للصحة الذهنية دور بارز في الرياضة؟

26 يوليو 2024
سيمون بايلز خلال التدريبات قبل أولمبياد باريس، 25 يوليو 2024 (تيم كلايتون/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **الصحة الذهنية للرياضيين**: أصبحت الصحة الذهنية موضوعاً مهماً في الرياضة، خاصة مع اقتراب أولمبياد باريس، حيث تحدث نجوم مثل سيمون بايلز ونعومي أوساكا ومايكل فيلبس عن تجاربهم مع الانهيار النفسي.

- **تجارب شخصية مؤلمة**: الرياضيون يواجهون ضغوطاً نفسية هائلة؛ بيرين لافونت ومايكل فيلبس عانوا من الاكتئاب، وسيمون بايلز ونعومي أوساكا انسحبوا من بطولات كبرى بسبب الضغوط.

- **جهود للتوعية والدعم**: استطلاع أظهر أن 88% من الرياضيين شعروا بالقلق، واللجنة الأولمبية الدولية ستقدم حلولاً في أولمبياد باريس 2024، منها تطبيقات لحجب الرسائل المهينة وتوفير أخصائيين نفسيين.

أصبحت الصحة الذهنية للرياضيين والرياضيات موضوعاً للنقاش في عالم الرياضة خلال السنوات الأخيرة، وذلك مع اقتراب موعد انطلاق أولمبياد باريس الذي يفتتح اليوم الجمعة ويستمرّ حتى 11 أغسطس/ آب المقبل، خاصة بعدما تحدّث العديد من النجوم عن تجاربهم السابقة مع الانهيار النفسي عقب مشاركاتهم في الأحداث الدولية الكبرى، على غرار الألعاب الأولمبية، وهو الأمر الذي كشفته لاعبة الجمباز الأميركية سيمون بايلز، ولاعبة التنس اليابانية نعومي أوساكا، وأسطورة السباحة الأميركي مايكل فيلبس، وغيرهم من الأسماء الكبيرة الأخرى. 

ويواجه الرياضيون المحترفون ظروفاً ذهنية وبدنية قاسية بسبب التدريب المكثف، والضغط، والألم، والإجهاد، من أجل مواجهة التحديات بشكل مستمر. وقد تحدثت المتزلجة الفرنسية بيرين لافونت، وهي بطلة العالم خمس مرات، لموقع "90 دقيقة" البريطاني، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عن دخولها في حالة من الاكتئاب، بقولها: "أول الأعراض هو النفور من الرياضة، يساوي الدماغ بين الرياضة والمعاناة والمنافسة والتوتر، ومن ثم تفقد شهيتك ووزنك ورغبتك. يتولّد لديك انطباع بأن حياتك لم يعد لها أي معنى، وينتهي بك الأمر بأن تقول لنفسك ما الفائدة من الاستمرار في الحياة".

وفي الوقت الذي يتزايد فيه عدد الرياضيين والرياضيات الذين يتحدثون عن معاناتهم الذهنية، ظل هذا الموضوع من المحرمات لفترة طويلة، فقد انتظر أسطورة السباحة الأميركي مايكل فيلبس حتى نهاية مسيرته المهنية في عام 2018 ليتحدث عن معاناته من الاكتئاب وذلك بعد نهاية كل مشاركة أولمبية، بقوله "بعد كل أولمبياد كنت أدخل في فترة اكتئاب، أعتقد أن أول فترة كانت في عام 2004، وأسوأ فترة بعد دورة 2012، لم أكن أرغب في ممارسة أي رياضة ولم أرغب في الحياة. يصل بك الأمر للتفكير في الانتحار دائماً. في فترة الاكتئاب قد أقضي ثلاثة أو خمسة أيام في غرفتي بدون طعام ودون نوم وبلا رغبة في مواصلة الحياة. أشعر بالامتنان لأنني لم أنفذ فكرة الانتحار وبأنني على قيد الحياة الآن. لجأت لعلاج نفسي، في أول يوم علاج كنت أرتعد وكنت متوترا للغاية".

وفي أولمبياد طوكيو 2020، انسحبت لاعبة الجمباز الأميركية سيمون بايلز بالرغم من أنه كان يعوّل عليها لتحقيق العديد من الميداليات الذهبية في تلك النسخة، إذ قالت آنذاك "نحن لسنا مجرد رياضيين، في نهاية المطاف نحن بشر، وفي بعض الأحيان علينا أن نتراجع خطوة إلى الوراء". وفي عام 2021، انسحبت نعومي أوساكا، المصنفة الثانية عالمياً في التنس آنذاك، من بطولة فرنسا المفتوحة، بعد يوم واحد من تأهلها للدور الثاني، إذ كشفت عن معاناتها من الاكتئاب لعدة سنوات.

ونشرت صحيفة لو باريزيان الفرنسية نتائج استطلاع للرأي أجرته لجنة الأخلاقيات والرياضة على مجموعة من الرياضيين المحترفين والهواة، أفاد بأن 88% من الذين تم استجوابهم شعروا بالقلق المباشر من الشعور بالحزن، و86% من التوتر أو القلق، و86% من انعدام الثقة، ويتفاقم هذا الضغط النفسي الآن بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أن دراسة أجرتها اللجنة الوطنية الأولمبية والرياضية الفرنسية أكدت أن 85% من الرياضيين تعرضوا لهجوم شرس عبر مواقع الإنترنت.

وأضافت الصحيفة الفرنسية أن اللجنة الأولمبية الدولية ستعمل على تقديم الحلول للمشاركين في أولمبياد باريس 2024، منها تطبيقات لحجب الرسائل المهينة والعنصرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما ستعمل على توعية الرياضيين والرياضيات. بالإضافة إلى ذلك، سيكون أخصائيون نفسيون أيضاً موجودين في القرية الأولمبية لدعم المشاركين ومنتخباتهم الوطنية. 

المساهمون